Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما سبب ارتفاع معدل الجرائم في ديرالزور؟

خاص - SY24

أعلنت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في مدينة ديرالزور إلقاء القبض على مرتكب إحدى جرائم القتل بحق سيدة مسنة من أهالي المدينة، بعد قرابة 3 أيام من العثور على جثتها داخل منزلها في شارع سينما فؤاد وسط المدينة، واصفةً ما قامت به بـ ” الإنجاز الكبير لسرعة التوصل لحل هذه الجريمة”، وسط شكوك كبيرة لدى الأهالي بأن لا يكون من اعتقلته الشرطة هو منفذ الجريمة وأنه اعترف تحت التعذيب.

 

حيث ارتفعت معدلات جرائم القتل والسرقة في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية مقارنةً بالفترة نفسها من العام الفائت، وذلك بعد وقوع أكثر من 50 جريمة خلال الشهر الماضي تراوحت بين الخطف والقتل والسرقة والاتجار بالمخدرات والتهديد بالقتل وغيرها من الجرائم الدخيلة على المجتمع في المدينة.

 

مصادر مقربة من أجهزة الشرطة، ذكرت أن معدل الجرائم المرتفع  في ديرالزور مرتبط بوصول المئات من عناصر الميليشيات الإيرانية الأجانب والسوريين إلى المدينة و ارتكابهم مخالفات وجرائم كثيرة بحق سكانها، مع عدم قدرة الشرطة على محاسبتهم بسبب ما أسمتها بـ “التعليمات الواضحة” من قيادة اللجنة الأمنية في المدينة بعدم ملاحقة أي عنصر في الميليشيات الإيرانية والروسية حتى لو “ارتكب جريمة قتل وسط الشارع وأمام المارة”.

 

وأكدت المصادر ذاتها، أن معظم الجرائم المرتكبة، وخاصة القتل والسرقة، يقف خلفها عناصر محليين من الميليشيات الإيرانية والروسية وخاصة القادمين من خارج المدينة، والذين يحاولون تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية وبأسرع وقت مستغلين السلطة الكبيرة الممنوحة لهم من قيادتهم، مع ضعف الأجهزة الأمنية وغياب القانون.

 

ونوه الأهالي إلى أن حالة الفلتان الأمني داخل المدينة دفعت عدد كبير منهم للهرب باتجاه مناطق سيطرة “قسد” على الضفة المقابلة لنهر الفرات، خوفاً من تعرضهم للقتل أو السرقة من عناصر الميليشيات الإيرانية التي باتت تتجول في الشوارع وتقوم بمضايقة السكان بشكل علني، ودون محاسبة من الأجهزة الأمنية التي تقف عاجزة أمامها.

 

“ماهر المحمد”، تاجر من أبناء مدينة ديرالزور وصاحب محل في شارع الوادي، ذكر أن الحياة في مدينة ديرالزور باتت صعبة جداً على السكان، بسبب “ارتفاع معدل جرائم القتل والسرقة وحالة الانفلات الأمني المرافقة لهذه الجرائم، مع عجز الأجهزة الأمنية على السيطرة عليها، على الرغم من أن الجميع يعلم من يقف وراء هذه الجرائم ولكن لا أحد يستطيع محاسبتهم”، على حد تعبيره.

 

وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: “نستيقظ في كل يوم على جريمة قتل أو سرقة أو اختطاف داخل المدينة، وفي كل يوم نرى عمليات التشليح والنهب والابتزاز الذي تمارسه عناصر الميلشيات الإيرانية بحق الأهالي في المدينة، ولا أحد يستطيع أن يحرك ساكناً، لأنهم قادرين على قتل من يعارضهم بدم بارد ودون محاسبة من أحد”.

 

وأضاف أن “الميلشيات الإيرانية جلبت جميع اللصوص والمجرمين الذين كانوا داخل السجون الحكومية وقامت بتجنيدهم لصالحها وزجت بهم في الأسواق وبين الناس، ليمارسوا نشاطهم في إرهابهم وتخويفهم بشكل علني ودون  محاسبة، وسط حالة من الغضب لدى الأهالي الذين يحاولون الخروج من المدينة بأي طريقة كانت”.

 

يشار إلى أن المنظمات الدولية قد صنفت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بأنها من “أخطر المناطق الموجودة في العالم وأكثرها انعداماً للأمن”، بسبب ارتفاع معدلات الجرائم المرتكبة فيها وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الميليشيات المسلحة التي تدعم النظام السوري، وخصوصاً مع ارتكاب عناصرها المئات من الجرائم بحق المدنيين دون أي محاسبة من الأجهزة القضائية التابعة لحكومة النظام السوري.