Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تردي الأوضاع في مناطق النظام ينذر بجيل يعاني من التقزم

خاص - SY24

أقرت مصادر طبية تابعة للنظام السوري بانتشار العديد من الأمراض “بسبب تردي الوضع المعيشي والفقر”، لافتة إلى المخاوف على حياة الأمهات والأطفال في تلك المناطق، ومن جيل يعاني من “التقزم”.

وكان اللافت للانتباه ما ذكرته تلك المصادر بأن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان إضافة إلى ارتفاع أسعار البيض واللحوم البيضاء منها والحمراء، أدى إلى استغناء أغلبية الأسر عن تلك المواد الغذائية الأساسية وبالتالي إقصاؤها عن موائدهم، وبالتالي أدى إلى ظهور حالات كثيرة من سوء التغذية بين أطفالهم.

وأشارت المصادر إلى  إلى ازدياد حالات سوء التغذية بين الأطفال نتيجة لأخطاء تغذوية ناجمة عن استعاضة الأم عن حليب الأطفال بالحليب الطازج، جراء عدم قدرة الأهل نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة على تأمين حليب الأطفال الخاص بالشهور الأولى بسبب ارتفاع أسعاره وندرة وجوده.

وأنذرت المصادر من “وجود حالات فقر دم لدى الأطفال بنسبة 20% بحسب المسح التغذوي، إضافة إلى سوء تغذية بنسبة 22 % للأمهات الحوامل والمرضعات، والذي ينعكس سلباً على بنية الحمل، ما ينذر بأننا مقبلون على واقع ظهور أجيال ذات بنية ضعيفة وقامات مقزمة في ظل الوضع المعيشي السيئ”، حسب تعبيرها.

وحول ذلك قالت “بتول حديد” مساعد باحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة لمنصة SY24: “النسب تبدو بسيطة مقارنة بالحالة الواقعية على الأرض، وبشكل عام السوريون على الأرض هم قسمان: النصف لديهم من يعيلهم بشكل مباشر من خارج البلاد، والنصف الثاني هم الشريحة الأفقر من المجتمع، الذين خسروا معيلهم خلال سنوات الحرب (في الجيش أو المعارك)، ومن لم يكن لهم القدرة المالية على الخروج من البلاد، والذين يتشاركون معاً بكونهم موظفين حكوميين بجلهم”.

وأضاف “لنقم بحسبة صغيرة على الوضع الاقتصادي اليوم، من المعروف أن متوسط راتب الفرد العامل – الموظف الحكومي – 35$ يعني 175 الف تقريباُ، وإن أرادت عائلة أن تأكل في اليوم فقط سندويشة فلافل (قرص الفلافل الواحد ثمنه 500 ل س ) فستحتاج إلى 2000 ليرة للسندويشة الواحدة، أي أن العائلة المكونة من أربعة أشخاص سيحتاجون إلى (2000 ×4×30 = 240 ألف) ثمن وجبة واحدة في اليوم وهي الفلافل”.

وتابعت “بالمنطق أن تكون نسب فقرة الدم تتجاوز الـ 60 % لدى الأطفال، خاصة مع موجات الغلاء وضعف القدرة الشرائية لدى المواطن، ويضاف إلى فقر الدم، و التهاب الكبد الناتج عن سوء التغذية، وانتشار الكوليرا نتيجة سوء المياه وخدمات النظافة”.

وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي دفعت بالقاطنين في تلك المناطق إلى التفكير بمسألة “الهجرة” نظرا لهذه الظروف التي تتفاقم يوما بعد يوم.