Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

افتتاح مقاهي خاصة لمتابعة كأس العالم شرقي سوريا

خاص - SY24

“هذه هي المرة الثالثة التي يمر بها كأس العالم على سوريا، وهي في حالة حرب أو فلتان أمني، لكننا آثرنا متابعة المباريات بطريقة ما، دون أن نفقد حماسنا، ولهذا جاءت هذه الفكرة لتعيد لنا ذكرياتنا مع الساحرة المستديرة”.

 

“أبو محمد”، أحد أبناء ريف ديرالزور الشرقي، وصاحب مقهى صغير قام بتحويله إلى صالة لعرض مباريات كأس العالم، عبر وضع شاشة ضخمة والإعلان عن نقل جميع المباريات مستغلاً انقطاع التيار الكهربائي عن معظم قرى وبلدات المنطقة، وعدم قدرة الأهالي على متابعتها من منازلهم”.

 

وقال في لقاء مع منصة SY24: إن “قرار تحويل المقهى إلى صالة لعرض مباريات كأس العالم، جاء نظرا لأنني أعلم أن معظم الشباب لن يتمكنوا من مشاهدتها في منازلهم، بالإضافة إلى حبهم للتجمع والتشجيع بصوت عالي وترديد الهتافات، وغيرها من التصرفات التي حرموا منها طوال السنوات الماضية”.

 

وتابع قائلاً: “لقد قمت بإزالة جميع الطاولات ووضعت المقاعد على هيئة مدرج صغير أمام الشاشة، وهكذا بدأت رحلتي مع أول مباراة بين قطر والإكوادور والتي انتهت بفوز الأخيرة على المضيف، كما أنني حققت أرباح جيدة في أول يوم لي، وسأتابع هكذا إلى حين انتهاء مباريات كأس العالم المقامة هذه المرة في دولة قطر الشقيقة”.

 

وأضاف أن “تشغيل المقهى بكامل طاقته مع انعدام التيار الكهربائي دفعني إلى شراء مولدة كهربائية ضخمة تعمل بالمازوت، وبما أن المحروقات باتت بضاعة شبه نادرة، فإن ذلك أجبرني على رفع أسعار المشروبات والأراكيل وأخبرت زبائني بذلك، حيث لم أجد ممانعة كبيرة لأن الجميع يريد متابعة كأس العالم ويريد تشجيع المنتخب الذي يحبه”.

 

كأس العالم المقام في قطر، يعد الثالث من نوعه الذي يمر على المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة “قسد”، وهي تعيش حالة من الفلتان الأمني، إلا أنه الأول الذي يتمكن فيه الأهالي من متابعته بعد منعهم من قبل تنظيم داعش، الذي كان يسيطر على المنطقة سابقاً، من حضور مباريات كأس العالم أو متابعة التلفاز بعد مصادرته جميع أجهزة الإستقبال الفضائية وحرقها في الساحات العامة بدعوى أنها “تفسد أخلاق الشباب”.

 

انعدام الخدمات الأساسية المقدمة من مؤسسات “الإدارة الذاتية” وغياب التيار الكهربائي بشكل شبه تام عن المنطقة، والأوضاع الاقتصادية للأهالي دفعتهم للتردد إلى هذه المقاهي بهدف حضور مباريات كأس العالم، لعدم قدرة معظمهم على تشغيل مولدات الكهرباء لمدة طويلة في اليوم لحضور جميع المباريات المقامة غالبا في الفترة المسائية، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.

 

“مازن العبدالله”، من أهالي ريف ديرالزور الشرقي، قرر أن يتابع هذا العام جميع مباريات كأس العالم ولن يفوت واحدة، لأنه لم يتمكن طوال السنوات الماضية من حضور أي مباراة بسبب الأوضاع الأمنية التي كانت تعيشها المنطقة، لكنه اشتكى من الأسعار التي وضعتها بعض المقاهي مقابل حضور المباريات، الأمر الذي دفعه للتردد كثيراً في الحضور”، على حد وصفه.

 

ولفت في حديثه مع منصة SY24، إلى أن “تكلفة تشغيل المقاهي باتت مرتفعة لأنها تعمل على مولدات الكهرباء، إلا أن الأسعار التي وضعها أصحاب هذه المقاهي كانت خيالية بالنسبة لأبناء المنطقة العاطلين عن العمل، وربما لن يتمكن الجميع من حضور كافة المباريات وتشجيع الفريق الذي يحبونه”.

 

وأضاف أنه “بالنسبة لي سأحضر مباريات ألمانيا فقط بما أنه الفريق الذي أشجعه، وسأتابع نتائج بقية المباريات على الانترنت لأنه لا طاقة لي لتحمل تكلفة حضور ثلاث مباريات في اليوم الواحد، والتي ستكلفني ربما أكثر من 20 ليرة سورية، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لي كوني لا أعمل حالياً”.

 

والجدير بالذكر أن دولة قطر تستضيف مباريات كأس العالم كأول دولة عربية تقوم بذلك في تاريخ المستديرة مع تكلفة مالية تعدت الـ 200 مليار دولار، لتجهيز الملاعب والفنادق وأماكن استضافة المشجعين، بالإضافة إلى دفع الملايين لعدد من الفنانين والمطربين العالميين لتقديم حفل الافتتاح، مع حضور عدد من رؤساء وزعماء دول العالم.