Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

انتهاكات الروس تحرم أهالي ريف إدلب من قطاف موسم الزيتون 

خاص - SY24

زادت انتهاكات النظام السوري، وحليفه الروسي، في الفترة الأخيرة، مستهدفين المزارعين من المدنيين أثناء عملهم في قطاف الزيتون، وسجلت الأشهر الماضية عدة حالات وفاة لأشخاص كانوا يعملون في حقولهم، بجني محاصيلهم في الأراضي القريبة من مناطق سيطرة النظام ولاسيما في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

ومع ارتفاع وتيرة القصف تزامناً مع موسم جني محاصيل الزيتون هذا العام، شعر الأهالي بخطر كبير في حال استمروا بقطاف الزيتون من أراضيهم المستهدفة، خاصة في قرى وبلدات جبل الزاوية وجسر الشغور جنوب و غرب إدلب، إضافة إلى استهدافهم بالقناصات، لقرب الأراضي من خطوط التماس وتعرضهم لخطر انفجار مخلفات الحرب أيضاً.

ووصف ناشطون، أن سياسة النظام الخبيثة تستهدف قتل المدنيين بالدرجة الأولى، وحرمانهم من محاصيلهم بالدرجة الثانية، وبالتالي إفقارهم وتجويعهم بعد أن تخلى عدد كبير من أصحاب الأراضي عن جني محاصيلهم خوفاً من القصف والقنص.

يملك الحاج “أبو فؤاد” خمسين دونماً من الزيتون، أشرف على العناية بهم منذ صغره، وكانوا مصدر رزقه الوحيد، إضافة إلى كفاية بيته وأولاده من مؤونة الزيت والزيتون، أصبح اليوم يتحسر على تلك الأشجار التي لاتجد من يقطف ثمارها ويعتني بها بسبب قربها من خطوط التماس مع النظام، و تعرضها للقصف المباشر بين الحين والآخر.

يقول في حديثه إلينا، “منذ ثلاث سنوات نزحت عنوة إلى مناطق المخيمات في شمال إدلب، ولم أستطيع منذ ذلك الوقت الذهاب إلى أرضي ومزرعتي لقربها من مناطق سيطرة النظام”.

تقع أرض “أبو فؤاد” بالقرب من بلدة البارة جنوبي إدلب، يخبرنا أنه حاول العام الماضي الذهاب إليها مع ورشة قطاف بعد أن دفع أجور مضاعفة العمال، لجني الموسم، إلا أنهم نجوا بأعجوبة من قصف بري استهدفهم، فعادوا بعد ساعة واحدة  قبل أن يفقدوا أحداً منهم.

ليس “أبو فؤاد” الوحيد الذي عرض حياته للخطر في سبيل تحصيل لقمة عيشه، وقطاف موسم الزيتون، فهناك عشرات العائلات من أصحاب البساتين تحاول قطافه قبل انتهاء الموسم، لكن القصف المستمر يحول دون ذلك.

وفي ذات السياق يذكر أن نسبة إنتاج الزيت والزيتون في محافظة إدلب، والتي تعد ثاني أكبر المحافظات السورية، في عدد أشجار الزيتون، بعد حلب، قد تراجعت في السنوات الماضية، وذلك بسبب تأثير القصف المستمر والأوضاع الميدانية على قرى وبلدات جبل الزاوية والأراضي المحيطة بها، بعد أن نزوح آلاف المزارعين منها، خسروا مصادر رزقهم بسبب تلف الأشجار لعدم العناية بها واستثمارها كما يجب.