Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أسباب عدة تدفع روسيا للتصعيد العسكري على إدلب

خاص - SY24

أجمع عدد من المحللين السياسيين على أن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع روسيا للتصعيد العسكري من خلال القصف على منطقة إدلب وما حولها شمال غربي سوريا، لافتين إلى أن ذلك يسبق جولة جديدة من جولات واجتماعات “أستانا” التي تنطلق نسختها الـ 19، اليوم الثلاثاء، في كازاخستان.

وقال الناشط السياسي “عبد الكريم العمر” وابن محافظة إدلب لمنصة SY24، إن “روسيا تحاول الضغط بالتزامن مع اجتماع أستانا، لتحصيل بعض المكاسب على حساب المعارضة السورية”.

وأضاف أن “الأمر الآخر هو انتكاسات روسيا في أوكرانيا، إذ تحاول إظهار نفسها على أنها لا تزال قوية من خلال قصف المخيمات في الشمال السوري وقصف المدنيين وارتكاب المجازر”.

وتابع أن “روسيا تحاول من خلال قصفها لشمال غرب سوريا، أن لا تكون هناك منطقة آمنة طالما هي موجودة، كما أنها تريد إيصال الرسائل بأنها هي من تحدد وسائل الحل وطرقها في سوريا”.

ومن أسباب التصعيد على منطقة إدلب كما يراها “العمر” هي “المنهج الإجرامي لروسيا والطبيعة العدوانية تجاه الشعب السوري، والوضع السيئ الذي تعيشه روسيا على كل صعيد حتى على صعيد سمعتها الدولية، بحيث أصبحت قوة معتدية وأكثر القوى إرهابا وتطرفا، وبالتالي كل ذلك يدفعها لارتكاب المزيد من المجازر ومن القصف على مناطق المعارضة السورية”.

وأمس الإثنين، استهدف سلاح الجو الروسي بأكثر من ست غارات جوية، منطقة بابسقا، ومحيط مدينة سرمدا شمالي إدلب، قرب الحدود التركية، حسب مراسل منصة SY24.

وأكد المراسل أن الطيران الحربي الروسي استهدف بالصواريخ الفراغية عدة أماكن شمالي إدلب، منها محيط مبنى العيادات الطبية في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

من جانبه، قال الدكتور “مأمون سيد عيسى” المهتم بالشأن الإغاثي والطبي في الشمال السوري لمنصة SY24، إن “الروس دولة ليس لديها منظومة تكون بمثابة مرجعية لها”.

وأضاف أن “روسيا دولة مافيوية ديكتاتورية بدون قيم، فهي تقتل المدنيين وكأنها تقتل الذباب،  لذلك تمارس الضغط السياسي بالقتل”.

واعتبر أن ما يجري من تصعيد عسكري روسي “هو رسائل مكتوبة بالدم موجهة لتركيا كطريقة ضغط قبيل انطلاق جولة أستانا”.

ولفت إلى أن “القصف يتم أيضاً في حال تعثر أي ملف مثل ملف طريق الـ M4 ، أو رسالة بعدم الموافقة الروسية على أي عملية قادمة تفكر بها تركيا”.

وفي السياق ذاته، أدان فريق “منسقو استجابة سوريا” الغارات الروسية على منطقة إدلب، معتبراً أن “الاستهدافات الأخيرة بالتزامن مع الاجتماعات الدولية تظهر غياب أي تغير في موقف روسيا حول واقع المدنيين في المنطقة، والاستهتار بكافة الاجتماعات والقرارات الدولية حول سوريا”.

بدوره، قال “وائل علوان” الباحث في مركز جسور للدراسات لمنصة SY24: “بشكل عام خروقات النظام والاستهداف الروسي مستمر على مناطق المعارضة، إذ تحاول روسيا والنظام أن تكون هذه المناطق غير مستقرة وأن لا يحصل فيها الاستقرار الاقتصادي والتنمية، وأن لا يحصل فيها عودة اللاجئين والنازحين إلى مدنهم وقراهم في أرياف إدلب الجنوبي والمناطق المتبقية في سهل الغاب”.

وزاد بالقول إنه “بالتزامن مع جولة أستانا نعلم أن سياسة روسيا هي التصعيد، وهي تستخدم دائما الضغط في الملف الانساني من أجل أن تجلس على طاولة المفاوضات”.

ورأى أن “روسيا كما النظام تتذرع بموضوع عدم التنفيذ لاتفاق سوتشي واتفاقات أستانا، بمعنى أنها تعود لتتكلم عن موضوع بقاء هيئة تحرير الشام وعدم تفكيكها وعدم إنهائها، وعن عدم فتح الطريق الدولي M4، وعن عرقلة الدوريات المشتركة (التركية الروسية)”.

وختم بالقول “بالمقابل هناك تحفظات كثيرة جداً، حيث أن روسيا لم تلتزم بأي من تعهداتها بتأمين المناطق وبآلية التنسيق لتكون القوات التركية مشرفة على عمل الطرقات الدولية أيضا، وإنهاء التهديد المستمر من قسد لمختلف مناطق المعارضة”.

وفي سياق متصل، حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” الجانب الروسي، من الاقتراب أو توسيع نقاط القصف الجوي بالقرب من المخيمات في كافة المناطق كونها تصنف ضمن جرائم الحرب، حسب بيان صادر عنه.

الجدير ذكره، أن منطقة إدلب وما حولها، تتعرض لقصف المكثف من قبل قوات النظام وروسيا وإيران، بشكل شبه يومي، بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا وتركيا، منذ الخامس من آذار عام 2020.