Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في دير الزور.. “المونديال” فرصة الميليشيات لكسب أموال طائلة!

خاص - SY24

أعلنت عدة مقاهي وكافتيريات في مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، عن نقلها لجميع مباريات كأس العالم المقام في دولة قطر عبر شاشات كبيرة وضعتها داخلها، في محاولة من أصحابها استغلال هذا الحدث الكروي لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة.

 

أصحاب هذه المقاهي قاموا بالتجهيز لكأس العالم قبل عدة أيام من انطلاقه عبر نشر إعلانات ورقية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي عن نقلها جميع المباريات دون انقطاع، مع تقديم خدمات أخرى من مشروبات ساخنة وباردة والأراكيل والطعام وغيرها، بالإضافة إلى قيام أصحابها بتأمين كميات كبيرة من المحروقات بغرض تشغيل مولدات الكهرباء.

 

مصادر خاصة، قالت إن معظم المقاهي التي أعلنت أنها سوف تنقل مجريات كأس العالم دون انقطاع تعود ملكيتها بالكامل أو ملكية أسهمٍ فيها إلى قادة في ميليشيا الدفاع الوطني، وأيضاً لضباط في ميليشيا الأمن العسكري والفرقة الرابعة ميليشيا كتائب البعث وغيرها من المليشيات المحلية الموالية للنظام السوري، ما خلق منافسة شديدة فيما بينها لكسر الأسعار وجذب أكبر قدر ممكن من الزبائن.

 

المصادر ذاتها ذكرت أن صاحب أحد المقاهي أدخل قائد ميليشيا الدفاع الوطني فراس العراقية شريكاً معه في الأرباح بنسبة وصلت إلى 20 ٪ خلال كأس العالم فقط، مقابل قيام الأخير بتأمين المقهى ونشر عناصر مسلحة في محيطه منعاً لحدوث أي مشادات ومشاجرات داخله، بالإضافة إلى مساعدته في تأمين المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية وبأرخص الأسعار.

 

فيما تقاسم قادة الأجهزة الأمنية وبقية الميليشيات المحلية جميع المقاهي والكافتيريات الموجودة في المدينة، وعمدوا على نشر عناصرهم في محيطها أو حتى داخلها مع حصولهم على خدمة مجانية من قبل أصحابها بهدف تأمين هذه المقاهي، وضمان عدم حدوث أي مشاجرات و مشاحنات تتسبب في تدميرها أو تعكير الجو العام فيها، خاصة تلك التي تقع بالقرب من الأفرع الأمنية أو داخل الأحياء السكنية.

 

في الوقت الذي امتنع فيه عدد كبير من الشباب من الذهاب إلى هذه المقاهي لمتابعة مباريات كأس العالم والاكتفاء بمعرفة النتيجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لعدم قدرتهم على تحمل تكلفة الجلوس فيها وخاصة مع وضع بعض المقاهي رسوم دخول على الراغبين بمتابعة المباريات تكون منفصلة عن قيمة الفاتورة المخصصة لطلباتهم من المشروبات الساخنة والباردة.

 

“عمر”، طالب في كلية الاقتصاد بمدينة ديرالزور وأحد مشجعي المنتخب البرازيلي، ذكر أنه “لن يتابع سوى مباريات البرازيل هذا العام كونه لا يملك القدرة على الدخول يومياً لمشاهدة جميع المباريات، بسبب الأوضاع المادية السيئة التي تعاني منها عائلته، ما يحرمه من مشاهدة أحداث المونديال العالمي”، على حد وصفه.

 

وقال في حديثه لمراسل منصة SY24 في مدينة ديرالزور، إن “أغلب المقاهي لديها تعرفة منفصلة لدخول المقهى أثناء فترة عرض مباريات كأس العالم تتراوح بين 1000 ليرة والـ 3000  ليرة، بحسب المقهى وموقعه وجودة أجهزة العرض وغيرها من التفاصيل، ناهيك عن قيامهم برفع أسعار المشروبات الساخنة والباردة وإجبار الزبائن على شراء مشروب واحد على الأقل خلال الشوط الواحد”.

 

وتابع: “بعملية حسابية بسيطة يبدو أن حضور مباراة واحدة سيكلفني 10 آلاف ليرة سورية على أقل تقدير،  ما يعني 40 ألف ليرة في اليوم الواحد مقابل حضور جميع المباريات، ما يعادل نصف مرتب موظف عادي في مؤسسات الدولة، الأمر الذي يحرم شريحة كبيرة من الأهالي من حضور هذه المباريات”.

 

وأضاف أن “مشاهدة أحداث كأس العالم باتت محصورة في فئات معينة من المجتمع وهي فئة أبناء المسؤولين والضباط وقادة الميليشيات المسلحة، وأيضاً أبناء أثرياء المدينة أو من لديه أقارب بالخارج ويتلقى حوالات مالية وغيرها، أما اهالي المدينة المعتمدين على الراتب أو عل التجارة الصغيرة التي يملكونها فإنهم محرومون من متابعة المونديال هذا العام أيضاً”.

 

والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور تعاني من انقطاع دائم ومستمر للتيار الكهربائي على خلفية التقنين الذي أعلنت عنه مؤسسة الكهرباء في المدينة، والذي يصل إلى 6 ساعات قطع مقابل نصف ساعة وصل متقطعة، في ظل أزمة المحروقات الكبيرة التي يعاني منها الأهالي وعدم توافر المازوت أو البنزين بشكل مستمر مع غلاء ثمنه، ما دفعهم للاستعانة بوسائل الإنارة القديمة مثل الشمع أو الكاز أو استعمال الشواحن التي تعمل على البطاريات، والتي لا تكفي لتشغيل أجهزة التلفاز ومتابعة مباريات كأس العالم لهذا العام.