Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعد الضربات الجوية.. الميليشيات تعيد انتشارها في ريف ديرالزور

خاص - SY24

قامت بعض الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بمحافظة ديرالزور بإعادة نشر قواتها في مواقع ومقرات جديدة، عقب تعرض مواقعها القديمة لعدة ضربات جوية نفذتها طائرات مجهولة الهوية يعتقد أنها إسرائيلية، أسفرت عن مقتل العشرات من عناصرها بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة في السلاح والعتاد.

 

حيث شهد ريف ديرالزور الغربي تحركات مكثفة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني بعد قيامها بنقل جزء من قواتها وعتادها العسكري إلى معسكر عياش التابع لقوات النظام السوري، وقامت بنشر قواتها هناك داخل المقرات التي يتواجد فيها عناصر جيش النظام، مع نشر عدة منصات لإطلاق الصواريخ والمدفعية الثقيلة عيار 155 ملم وبعض منصات إطلاق الهاون في محيط المعسكر، وسط إجراءات أمنية مشددة طبقتها قيادة الميليشيا على عناصرها.

 

في الوقت الذي قامت فيه كلٌ من ميليشيا زينبيون الباكستانية وفاطميون الأفغانية بنقل عدد من عناصرهم الأجانب مع عائلاتهم من مدينة الميادين باتجاه ريف ديرالزور الغربي، وقامت توطينهم داخل المؤسسات الحكومية التي استولوا عليها في قوت سابق وفرض طوق أمني مشدد في محيطها، مع تلقي عناصرها تعليمات واضحة بعدم رفع أعلام الميليشيا أو أي رايات خاصة بها فوق مقراتها الجديدة والتزامها برفع علم النظام “تجنباً لتعرضها لأي هجمات جوية”.

 

وأكدت مصادر خاصة لمراسل منصة SY24،إن ميليشيا فاطميون الأفغانية قامت بنقل أكثر من 400 عنصر مع عائلاتهم من مواقعها في منطقة المزارع وشارع الجيش وشارع الـ 40 في مدينة الميادين، باتجاه قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي وخاصة قرى البغيلية وعياش والخريطة والمسرب وإعادة نشرهم هناك بشكل سري، مع توجيهات صارمة من قيادة الميليشيا بعدم اختلاط عائلاتهم وأطفالهم مع السكان المحليين للمنطقة.

 

وقالت المصادر ذاتها، إن عمليات النقل تمت خلال الأسبوع الماضي وعلى دفعات بواسطة سيارات نقل صغيرة وحافلات الركاب الخاصة وشاحنات مدنية دون إرسال معها مرافقة عسكرية، واقتصار الحراسة على سيارات مدنية خاصة يتواجد داخلها عناصر من الميليشيا برفقة سائق من ميليشيا الفرقة الرابعة في جيش النظام، “لضمان عدم إيقافهم على الحواجز العسكرية المنتشرة في المنطقة”.

 

فيما أشارت هذه المصادر إلى وجود نية لدى ميليشيا فاطميون الأفغانية لنقل نشاطها بالكامل إلى ريف ديرالزور الغربي، كونه لم يتعرض لأي ضربات جوية من قبل طيران التحالف الدولي، سوى الضربة التي تلقتها مستودعات عياش التابعة لقوات النظام مطلع العام الجاري، والتي راح ضحيتها عشرات من جنود النظام مع خسارة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري كانت مخزنة فيه.

 

وتتمركز معظم الميليشيات الإيرانية داخل القرى والبلدات الممتدة من مدينة ديرالزور باتجاه مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، وتسيطر فيها على المنطقة بشكل تام مع منعها قوات النظام وباقي الميليشيات الموالية لها والمدنيين من الدخول إلى مواقعها ومناطق سيطرتها بشكل تام، مع فرضها طوقاً أمنياً مشدداً حولها تجنباً لأي احتكاكات معهم.

 

يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية بنقل نشاطها إلى القرى والبلدات الواقعة على طريق ديرالزور حلب الدولي في الريف الغربي، وانشاء مواقع ومقرات جديدة مع نشر عدة حواجز عسكرية في المنطقة ومنع المدنيين من الاقتراب منها، خاصة مع قيام النظام بإغلاق الطريق بشكل تام أمام حركة النقل بعد تعرض إحدى الحافلات لهجوم مسلح أسفر عن مقتل 13 شخص، يعتقد أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني نفذته لإخافة المدنيين ومنعهم من التواجد في المنطقة.

 

والجدير بالذكر أن الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المنطقة قامت بإنشاء مقرات ومربعات أمنية خاصة بها في مدينة ديرالزور والمدن الكبرى التي تسيطر عليها، وقامت بنقل عائلات مقاتليه الأجانب إليها مع نقل بعض العائلات السورية الموالية لها وتوطينهم بجانبها وإنشاء ما يشبه “المجتمع المغلق”، للحد من تعرض هذه العائلات لأي مضايقات من الأهالي الرافضين لوجودهم، وضمان استمرار تدفق العناصر الأجنبية إلى المنطقة بهدف تغيير ديمغرافيتها وتحويلها إلى محافظة إيرانية شيعية على غرار ما فعلته في مدن العراق الجنوبية.