Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إيران.. أول المودعين للأراضي السورية

تهب الريح السورية بما لا تشتهي السفن الإيرانية، ربما هي العبارة الأكثر تجسيداً للحالة السورية، والصراع النفوذ الدولي والإقليمي الذي تشهده البلاد منذ سبع سنوات وحتى اليوم.

ربما يتعجب المرء إن قرأ في صحيفة أو مقال عبارة أن إيران وميليشياتها غالباً ما ستكون أولى المودعين للأراضي السورية، خاصة إن جاءت هذه العبارة في الوقت الذي يسجل فيها المحور الروسي الإيراني الأسدي انتصارات على الأرض ان آخرها السيطرة على جبهة الغوطة الشرقية التي كانت تعد أقوى جبهات المعارضة، ولكن ما اريد قوله هنا أن الأمور تقاس تبعاتها وخفاياها بعيداً عن ظاهرها.

لننظر إلى الحالة الميدانية السورية في عمومها، إيران اليوم تشهد أكبر تراجع لنفوذها في سوريا طيلة السنوات السبعة الماضية، خاصة مع تولي القوات الروسية مسألة الإشراف على إتمام المصالحات، وإدارة المناطق التي خرجت منها المعارضة المسلحة وتحديداً في ظل عدم وجود للقوة والميليشيات الإيرانية في أياً من المعارك التي شهدتها الغوطة قبل خروج قوات المعارضة منها، ما يعني أن إيران في سوريا باتت في منزلة قريبة جداً من منزلة الأسد الذي لم يعد يملك من أمره شيء سوى ما توجهه به روسيا.

 

لننظر إلى الحالة الميدانية السورية في عمومها، إيران اليوم تشهد أكبر تراجع لنفوذها في سوريا طيلة السنوات السبعة الماضية، خاصة مع تولي القوات الروسية مسألة الإشراف على إتمام المصالحات، وإدارة المناطق التي خرجت منها المعارضة المسلحة وتحديداً في ظل عدم وجود للقوة والميليشيات الإيرانية في أياً من المعارك التي شهدتها الغوطة قبل خروج قوات المعارضة منها، ما يعني أن إيران في سوريا باتت في منزلة قريبة جداً من منزلة الأسد الذي لم يعد يملك من أمره شيء سوى ما توجهه به روسيا.

 

طبعاً عند الحديث عن النفوذ الإيراني في سوريا لا يمكن تجاهل الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على منشآت عسكرية إيرانية في حلب وحمص بالإضافة الغارات التي استهدفت مسلحين إيرانين في مطار الضمير العسكري، تلك الغارات التي أظهرت حالة الانفصال الواضح في المصالح بين إيران وروسيا خاصة في ظل اعتبار الأخيرة أن استهداف القوات الإيرانية لا يعنيها واكتفائها بالتعليق السياسي الرافض “خجلا” لهذا الاستهداف.

ما يجب التنويه له في الحالة السورية أن إيران خلال السنوات السابقة استفادة من ورقة القوة البرية التي كونتها ميليشياتها، في ظل عدم الرغبة الروسية بالتورط البري في المستنقع السوري، أما اليوم يمكن القول بأن هذه الورقة لم تعد ذات اهمية مع توسع سيطرة النظام على المدن والبلدات السورية وتأمين مصالح موسكو عبر المصالحات وتجميع معظم الفصائل المعارضة في إدلب بعيداً عن العاصمة وشريانات النظام الرئيسية، بالتزامن مع ترسيخ حالة وقف التصعيد في مناطق الجنوب، وبالتالي فإن مسألة الوجود الإيراني في سوريا باتت رهن إزالة الخلافات بين موسكو وواشنطن والاتفاق على الحل النهائي في سوريا، خاصة مع الضغط الإسرائيلي باتجاه تحجيم النفوذ الايراني وتحديداً في جنوب سوريا.

لكن يبقى هنا السؤال مفتوحاً عن ردة الفعل الإيرانية فيما لو أجبرت على سحب ميليشياتها من سوريا وضياع نفوذها بعد سبع سنوات من الخسائر وإنفاق المليارات على المسلحين، خاصة في ظل اتهامات بعض الجهات لنظام إيران بالوقوف وراء الهجوم الكيماوي في الغوطة بغية إعادة حالة التوتر في سوريا بما يعيد لورقة القوة البرية أهميتها و زخمها.