Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الإعلام اللبناني.. أن تكون عنصرياً أكثر

من خلال متابعتي للبنانيين على مدى سبع سنوات من الثورة السورية، لم أجد أقرب من اللبنانيين المؤيدين لثورة الشعب السوري، ورغم أنهم قلة قليلة مقارنة، مع غالبية اقرب لجمهور الشبيحة في سوريا، إلا أن صوتهم كان عالياً ومؤلماً لشبيحة لبنان وسوريا على حد سواء.

في المقابل لم أجد أوقح وأتفه من اللبنانيين الذين يؤيدون بشار الأسد ابن حافظ الأسد، وخاصة الذين أذلهم “الأسد الأب” لثلاثة عقود متواصلة، فعادوا بعد ثورة الشعب السوري ضد نظام “الأسد الابن”، لتمجيد البسطار العسكري الذي داس عليهم لسنوات طويلة، ووقفوا مع النظام ذاته الذي كان ظالماً ومجرماً بحقهم، وكأنه توجد علاقة محبة مستمرة بين هذا البسطار وتلك العقليات التي تحب التبعية والإذلال.

فمنذ الأيام الأولى للثورة حتى يومنا هذا، تخرج تصريحات من سياسيين وفنانين وإعلاميين لبنانيين وحتى أشخاص عاديين من هذا البلد، تحمل عنصرية حاقدة مباشرة ضد كل إنسان سوري ثار ضد نظام الأسد، وكل من لجأ مرغماً لهذا البلد التعيس، وهذه العنصرية ورغم محاولتها التركيز على فئة معينة من الشعب السوري، إلا أن المصطلحات تحمل في طياتها بدون تأويل، عنصرية شاملة لكافة فئات الشعب السوري بمختلف الانتماءات والطوائف، كذلك الحط من قيمة الإنسان السوري في لبنان، والذي هو بالنهاية جزء من الشعب السوري المقهور الذي اضطر للهروب للبنان من إجرام نظام الأسد وإجرام ميليشيا طائفية قادمة من لبنان نفسه.

أيضاً فأن الإعلام اللبناني في غالبيته وخاصة الذي يبث الترهات العنصرية ضد الشعب السوري، محكوم من قبل ميليشيا الحزب الشيطاني الإيراني المزروع في ضاحية بيروت الجنوبية، ولم يجرؤ هذا الإعلام يوماً، على انتقاد هذه الميلشيا أو زعيمها المجرم والذي قتل ونكل وهجر الشعب السوري، إضافة للسياسيين والإعلاميين الذين يخرجون يومياً على ذلك الإعلام والذين أصبحوا أبواق رخيصة تروج لنظام الأسد الطائفي، وبنفس الوقت يطلقون تصريحات عنصرية.

أيضاً فأن الإعلام اللبناني في غالبيته وخاصة الذي يبث الترهات العنصرية ضد الشعب السوري، محكوم من قبل ميليشيا الحزب الشيطاني الإيراني المزروع في ضاحية بيروت الجنوبية، ولم يجرؤ هذا الإعلام يوماً، على انتقاد هذه الميلشيا أو زعيمها المجرم والذي قتل ونكل وهجر الشعب السوري، إضافة للسياسيين والإعلاميين الذين يخرجون يومياً على ذلك الإعلام والذين أصبحوا أبواق رخيصة تروج لنظام الأسد الطائفي، وبنفس الوقت يطلقون تصريحات عنصرية.

 

كذلك -على سبيل الدعابة- لم تخرج أي تساؤلات من قبل هذا الإعلام أو ممن يهاجم اللاجئين السوريين في لبنان، حول دور جيش بلدهم من تدخل هذه الميليشيا في بلد جار تسببت بنزوح مئات الألاف عن ديارهم، لكن حتى هذه “الدعابة” لم يجرؤوا عليها، فهم يدركون سلفاً بأن جيشهم لا يعدو سوى مؤسسة عسكرية صغيرة تتبع لتلك الميليشيات الإيرانية، وانحصر دور هذا الجيش بمهمة قتل وتنكيل اللاجئين السوريين الذين لا حول لهم ولا قوة.

كلامي هذا يأتي، بعد تكرار وسائل إعلام لبنانية رخيصة على بث الخطاب العنصري ضد الشعب السوري، ولعل الأغنية العنصرية والتي عرضها تلفزيون “الجديد” اللبناني قبل أيام، لم تكن الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة في سلسلة الرسائل العنصرية المتنوعة سواء عبر الأغاني القبيحة أو البرامج الهزلية التافهة أو عبر الأبواق النشاز.

وتتخذ العنصرية تجاه السوري المتواجد في هذا البلد، على أنه جلب التخلف والوباء لهذا البلد “المتحضر”، وهو ما يدعو للسخرية، سيما وأنه محكوم باتفاق الطائف منذ عام 1989م، والذي وضع على أسُس طائفية، وبنفس الوقت تحكمه ميليشيا تديره ملالي إيران.

في النهاية، إن ما قامت وتقوم به وسائل الإعلام اللبنانية والتصريحات العنصرية من بعض أبنائها، تعتبر مخالفة للقوانين في معظم دول العالم ويحاكم عليها، ويحق لنا كسوريين أن نطالب بتطبيق القانون ضد كل من يتطاول على شعبنا في ذلك البلد أو غيره، لكن في الحالة التي اتحدث عنها يجب علينا أن ننتظر حتى يصبح لبنان دولة، كي نطالب بتطبيق القانون، فهو اليوم لا يمكن اعتباره دولة بالمعنى الحقيقي للدول، بل دويلة تحكمها الطائفية والمصالح والمحسوبيات وتقودها ميليشيا طائفية عنصرية بترسانة عسكرية تفوق جيش هذا الدويلة، لهذا من المستحيل أن تتحقق مطالبنا بتطبيق القانون في الوقت الراهن.