Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

اللافتة الأخيرة… بداية للافتات أخرى لن تتوقف عن الظهور!

خاص - SY24

بين الإرهاب القومي الذي يمارسه نظام الأسد، وبين الإرهاب الديني الذي يمارسه تنظيم الجولاني أو ما يسمى جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا)، يعيش أهالي مدينة إدلب السوريّة…

الموت طال الآلاف من السوريين في مختلف المدن السوريّة، ولإدلب نصيب من هذا الموت، إن كان هذا الموت بالبراميل المتفجرة أو الصواريخ أو السلاح الكيماوي أو غيرها من الأسلحة التي استخدمها الأسد في السنوات الماضية، أو الموت اغتيالاً وهي الطريقة التي استخدمها الملثمون من أتباع الأسد والجولاني لقتل أصحاب التأثير في المجتمع الإدلبي.

الموزاييك الإدلبي الذي أصبح نموذجاً لسوريا مصغرة، بعد عمليات التهجير التي قام بها الأسد وحلفائه لسوريين من درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وغيرها من المدن السوريّة، يخرج كل جمعة في مظاهرات عارمة، يرفع فيها شعارات الكرامة والحريّة من كل استبداد، بطريقة فطرية، تحمل أسمى آيات الإيثار والشجاعة.

الرمزية التي تحظى بها إدلب الخضراء، ترافقت مع رمزية أخرى خلقتها بلدة صغيرة تدعى “كفرنبل”، هذه البلدة التي ولد من رحمها أروع لافتات الثورة السورية، على يد الرسام رائد فارس، هذا الشاب الذي رفض كل أشكال الاستبداد وحاربه بريشته وطالب بالحرية ليل نهار، طالته مؤخراً يد الغدر الملثمة.

اغتيال رائد فارس، شكّل طعنة قوية للسوريين من مختلف مشاربهم، فهذا السوري الجميل كان شوكة في حلق الاستبداد القومي والديني – الاستبداد الأسدي والاستبداد الجولاني، الاستبداد الذي عَرف أنّ أصعب أعدائه وأكثرهم تأثيراً هم أولئك الذي يحملون القلم والريشة.

يعتقد الأسد والجولاني وأمثالهما أن اغتيال قلم، سيطفئ شعلة الحريّة والمطالبة بها، بطبيعة الحال المستبد يتوهم دائماً أنّ التخلص من شخص ما سيساهم في انتصاره، ولكن التاريخ يؤكّد أن مشعل الحريّة ينتقل من شخص إلى آخر…

يعتقد الاستبداد في سوريا، أنه باغتيال “فارس” كتب اللافتة الأخيرة في نعش الثورة السورية، ولكن الحقيقة أن اللافتة الأخيرة التي خطها “فارس” ستكون بداية للافتات أخرى لن تتوقف عن الظهور.

يعتقد الاستبداد في سوريا، أنه باغتيال “فارس” كتب اللافتة الأخيرة في نعش الثورة السورية، ولكن الحقيقة أن اللافتة الأخيرة التي خطها “فارس” ستكون بداية للافتات أخرى لن تتوقف عن الظهور.

اليوم رائد فارس، وقبله الكثير من السوريين دفعوا حياتهم ثمناً لهذه الحريّة، رحيلهم ينير الطريق لآخرين ليستمروا، وليس العكس كما يعتقد المستبد…

رحلة الحريّة طويلة، بدأها في سوريا أطفال كتبوا على جدران مدراسهم “أجاك الدور يا دكتور”، واستمر بها ملايين السوريين من كل حدب وصوب، ولن يتوقفوا حتى تحقيقها…

الاستبداد في سوريا إن كان أسدياً أو جولانياً أو أي “نياً” آخر سينتهي طال الزمن أو قصر…