Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صنفوها معتدلة وحاربوها قبل الإرهابية

صنفوها معتدلة وحاربوها قبل الإرهابية

أحمد الحسن - SY24

يبدو أن التوجه الدولي يسير نحو إنهاء أي وجود لفصائل عسكرية معارضة لنظام الأسد، حتى تلك التي سميت بـ “المعتدلة”، في حين تركت المجموعات الإرهابية كـ “داعش والنصرة” دون قتال، فحي القدم الدمشقي الذي أعلن داعش إحكام قبضته عليه يبعد عن الغوطة الشرقية أقل من 7 كم، دُكّت مدن وبلدات الغوطة بكافة الأسلحة المحرمة دوليا بينما عناصر داعش يصولون وبجولون في القدم كما يريدون.

أستانا التي صنفت فيها روسيا فصائل معارضة على أنها “معتدلة” وأخرجت ما سمي بـ “مناطق خفض التصعيد”، نسفتها روسيا في مهدها، وواصلت هجماتها العسكرية ضد فصائل إدلب وحمص وحماة والغوطة الشرقية، وللروس في نقض المواثيق والمعاهدات تاريخ حافل منذ عشرات السنين، وكل ذلك يجري بضوء أخضر دولي.

الضوء الأخضر الذي يتمتع بصلاحية لا تنتهي مدتها في الغوطة الشرقية، يأتي في سياق ما يشبه توجها عاماً بإنهاء أي وجود لمعارضة عسكرية سورية، ولا يعني ذلك بالضرورة القبول ببقاء الأسد، فربما يفرغ المجتمع الدولي للأسد بعد إنهاء عسكرة معارضيه، ولو أن هذا ربما صعب المنال، فمجريات الأحداث لا تبشر بما يرضي شعبا ثائرا قدم مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين.

لا اعتدال في حرب روسيا في سوريا، ولا أحد خارج نطاق الإرهاب، ومن ليس معي فهو ضدي، 400 ألف نسمة في الغوطة تعرضوا لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بجريرة الإرهاب، والفصائل العسكرية التي شاركت في أستانات موسكو هي ذاتها من حاربتها روسيا في الغوطة، وقاتلتها في الشمال السوري وقصفتها في درعا، وسط غياب تام لإرادة دولية وأممية تقف في وجه ما يحدث.

وليس هناك ثقة متبقية لتفقد في روسيا، فمرور سريع على وجودها في سوريا منذ أيلول 2015 كفيل بهدم أي بوادر ثقة وحسن ظن، ومصطلح “معتدلة” الذي صنفت به موسكو بعض الفصائل ، كان صكّ إبادة وإنهاء.