Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صواريخ ودفاعات فريق “التزمير”

صواريخ ودفاعات فريق "التزمير"

محمد الحمادي - SY24

منذ اللحظة الأولى للعملية العسكرية الإسرائيلية (ليلة الخميس الماضي) ضد أهداف تابعة لإيران على الأراضي السورية، وإسرائيل تتفاخر بقوة سلاحها ودقة معلومات استخباراتها، وتوضح بالصوت والصورة النقاط المستهدفة ونتائج العمل العسكري، في المقابل لم يجد ما يسمى حلف “المقاومة والممانعة” إلا “المطبلين والمزمرين” الذين حولوا كعادتهم الهزيمة لنصر مظفر يضحكون به على أنفسهم وعلى عميان البصر والبصيرة من الموالاة، بالرغم من أن الصواريخ طالت عشرات المواقع الحساسة، ومنها ما سقط على بعد أمتار قليلة من قصر سيدهم الوريث القاصر.

كلامي عن إسرائيل ليس من باب المدح والإعجاب، ولكن للمقارنة فقط، فالمتابع شاهد كيف استخدمت الأدوات الحديثة والمتطورة من أقمار اصطناعية وكاميرات تصوير ليلية وثقت العملية والمواقع التي تم استهدافها، في المقابل لم تجد وسائل إعلام نظام الأسد ورفيقاتها إلا المنظرين الذين لا يفقهون بالعلم العسكري شيئا، ومن أكثر ما أضحكني تغطية مباشرة للتلفزيون السوري مع المراسل في القنيطرة، كان على سطح أحد الأبنية، طلب منه المذيع نقل ما يرى من خسائر طالت العدو الإسرائيلي!، والمضحك أكثر أن المراسل مثّل الدور دون خجل، وتكلم عن خسائر كبيرة ودمار طال المواقع العسكرية الإسرائيلية واستنفار كامل للقوات ونزول المدنيين للملاجئ كل ذلك بالعين المجردة، وبالطبع هذا لم يتم إلا بعد ساعات من إعلان إسرائيل عن انتهاء العملية.

فريق “المطبلين والمزمرين” التابع لحلف “الممانعة” عظّم من رد نظام الملالي، بعد الحديث عن انطلاق 20 صاروخا من القواعد المنتشرة في سوريا باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجعل من ذلك عملاً بطولياً، لكن إيران الخائفة تبرأت من العملية وقالت: “نحن لم نَضرب ولم نُضرب، السوريّون هم من فعلوا”، رغم فشلها الذريع، وعجز آلتها العسكرية من التصدي للصواريخ الإسرائيلية، تنصلت إيران من الصواريخ والعملية بأكملها وتناست الكلام الكبير والشعارات الزائفة منذ عقود، التي توعدت فيها بإزالة إسرائيل وتسوية تل أبيب بالأرض.

لم يكن السكوت الإيراني عن الضربة وحيداً، فقبل أيام خرج “بنيامين نتنياهو” على وسائل الإعلام متحدثاً عن أطنان الوثائق السرية الإيرانية التي تمكن جهاز “الموساد” من أخذها من وسط طهران، وقبلها تم استهداف قاعدة عسكرية ومستودع أسلحة في منطقة الكسوة، وقبل كل ذلك مطار “التيفور” العسكري ومواقع بحلب وحماة، وبعد كل هذه الإهانات التي لا تتحملها سيادة دولة إلا دولة الأسد المعتادة منذ عقود على الإهانات وتأقلمت معها، يتباهى فريق التطبيل والتزمير بالقوة العسكرية لإيران وحلفائها، والحنكة السياسية التي انتصرت على الولايات المتحدة وأوروبا والعرب وإسرائيل، وذلك بحسب زعمهم.

حتى روسيا (الحليف الأكبر وحامي الحمى) تركت إسرائيل تمرغ أنوف صبيانها بالتراب دون حمايتهم أو الدفاع عنهم، بل أظهرت مدى الحفاوة الكبيرة بضيفها “بنيامين نتنياهو” وكأن شيئا لم يكن، ولهذا وصفت صحيفة “ديلي تلغراف” العلاقة بين إيران وروسيا بأنها “زواج منفعة”، معتبرة أن على روسيا عدم مسايرة إيران ومجاراة سياساتها لتحمي مصالحها وقواعدها بسوريا.

“الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل” أكبر كذبة صدرت عن حلف الممانعة الذي لم يمارس ممانعته هذه إلا على الشعب، ولم يستخدم سلاحه وقوته إلا على المدنيين العزّل، فقتل منهم الملايين، لكن أمام الدول يبقى مذعنا صاغرا خائفا على ضياع كرسي الحكم، فإيران في ورطة حقيقية، فهي بين الرد على إسرائيل ووجودها في سوريا الذي بات على المحك، وربما الخطر قد يطولها في عقر دارها.

“الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل” أكبر كذبة صدرت عن حلف الممانعة الذي لم يمارس ممانعته هذه إلا على الشعب، ولم يستخدم سلاحه وقوته إلا على المدنيين العزّل، فقتل منهم الملايين، لكن أمام الدول يبقى مذعنا صاغرا خائفا على ضياع كرسي الحكم، فإيران في ورطة حقيقية، فهي بين الرد على إسرائيل ووجودها في سوريا الذي بات على المحك، وربما الخطر قد يطولها في عقر دارها.

 

قد تشهد الأيام المقبلة ضربات موجعة ومتوالية للمواقع الإيرانية في سوريا، ومن المتوقع خسارة الكثير من الكوادر ومخازن السلاح بصمت كامل، فإسرائيل لم تبدي رغبتها في وقف الغارات، لأنها فرضت قاعدة اشتباك جديدة، ممهورة بموافقة الغرب وحتى روسيا نفسها، تقوم على حقها في ضرب أي هدف إيراني تشتبه به بأنه سيشكل جزءا من البنية التحتية للوجود الإيراني، أينما كان ذلك على الأراضي السورية.

لا بدّ من القول، إنّ إيران وإسرائيل دولتي احتلال، وتسعيان لبسط نفوذهما على المنطقة، فالأولى مجرمة قتلت من العرب مئات الآلاف واحتلت أربع عواصم عربية، والثانية محتلة لفلسطين العربية، مارست كل الفظاعات الوحشية بحق شعبها، هذان العدوان يمارسان القتل والتهجير واقتلاع السكان من أراضيهم، دون رادع دولي أو قانوني أو أخلاقي.