Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إيجار الشقق السكنية يضاعف معاناة النازحين بريف إدلب

سحر زعتور - SY24

“معقول غرفة واحدة لعيلة من ست أشخاص يطلع أجارها 15 ألف ليرة بالشهر”، بهذه الكلمات عبرت ابتسام التي تبلغ من العمر 40 عاماً والنازحة من ريف حماة، عن انزعاجها من ارتفاع إيجار المنزل الذي كانت تقطنه مع عائلتها في مدينة سراقب بريف إدلب، حيث اضطرتها ظروف الحرب للنزوح هي وعائلتها هرباً من بطش النظام،

غلاء إيجار المنازل بات هماً يقض مضجع كل نازح في الشمال السوري سواء كان من أبناء المنطقة أو من الوافدين إليها، عن ذلك تقول “ابتسام”: “كنا نظن أن بهروبنا الى إدلب ستحل مشاكلنا جميعها لكن ارتفاع إيجار الشقق السكنية كان غصة، ويصعب علينا العيش”.

اضطرت “ابتسام” وعائلتها إلى النزوح الداخلي بعد أن استهدف طيران النظام منزلهم في سراقب ببرميل متفجر، أدى إلى مقتل زوجها وطفلها وخسارتها المنزل الذي كان يأويها، ونزحت مرة أخرى باتجاه ريف إدلب الجنوبي الذي لم يكن بأحسن حالاً من سراقب من ناحية إيجار المنازل، حيث قالت “ابتسام” عن ذلك: “اليوم أنا أقطن في منزل مؤلف من غرفتين وما يشبه المنافع في مدينة كفرنبل، وأدفع مقابلها 15 ألف ليرة سورية شهرياً كأجرة، فكيف سأتمكن من إطعام أطفالي الثلاثة وسط كل هذا الغلاء، لكم أن تتخيلوا حجم المعاناة لو علمتكم بأننا دفعنا ثمن منزل كامل خلال سنوات نزوحنا”.

عائلة “أبو حمزة” نزحت هي الأخرى منذ ست سنوات من ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الجنوبي، وتتألف العائلة من أب وأم وثلاثة أطفال، عانى “أبو حمزة” في البداية من قلة العمل وصعوبة تأمين قوت أطفاله إضافة لدفع أجرة الغرفة التي كان يقطنها في السنتين الأولى لوصوله.

يستقر وضع “أبو حمزة” وعائلته بعد عمله كمستخدم في أحد المعاهد التدريسية، ومُنح غرفة في مبنى الوحدة الإرشادية، لكن فصول المأساة لم تنته عند هذا الحد، فها هو اليوم يواجه أزمة طرده من مكان سكنه بقرار من إحدى الفصائل المتنفذة في المنطقة.

وكشف “أبو حمزة”، بأنه “كان يظن بأن الدنيا بدأت تبتسم له، فعمله يؤمن دخلاً لا بأس به يكفيه سؤال الناس ووفر سقف يأويه مع عائلته”، مشيراً إلى أن “أمثاله لم يكتب لهم إلا العذاب والفقر”.

تشارك “أم حمزة” زوجها همه وخوفه من أن يتم حرمانهم من منزلهم، وتجد نفسها وأسرتها في الشارع، تسترجع الأيام الأولى لوصولهم، فتقول: “لن تمحى من ذاكرتي أياماً كنت أنا وأطفالي نبات فيها جياعاً، نتناول وجبة واحدة في أحسن الأحوال، حتى زوجي اضطر للتسول في مرحلة كنا فيها بأشد حالات الفقر”.

وأضافت: “اليوم كل شيء ارتفع ثمنه أضعاف عما كان عليه لحظة وصولنا، وأجرة المنزل من ضمن الأشياء التي ارتفعت هي أيضاً، ولا أظن أن عمل أبو حمزة اليوم سيكفي لدفع هذا الإيجار المرتفع”.

محاولات أفضل ما يقال عنها أنها خجولة أو دون المستوى لمد يد العون إلى شريحة المهجرين في ريف إدلب، برزت في جهود بعض المنظمات والجمعيات الخيرية التي ساهمت بتحمل جزء من كلفة إيواء العائلات الوافدة خاصة بعد تزايد موجات النزوح المتكررة وازدياد أعداد النازحين.

“فضل العكل”، مدير جمعية التعاون الخيرية في كفرنبل، قال: إنه “استغل بعض أصحاب المنازل من ضعاف النفوس والتجار حاجة الوافدين والأهالي، ووجدوا في معاناتهم فرصة سانحة لرفع الإيجار، وعليهم استغلالها”.

وأضاف “العكل” قائلاً: “قامت جمعية التعاون الخيرية بتأمين مساكن للوافدين، وكفلت دفع الإيجار عنهم لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، كما وزعت لكل عائلة مجموعة من مستلزمات المنزل من أدوات طبخ وفرش وبطانيات وغيرها، كما منحت كل عائلة مصدراً للطاقة الكهربائية وهي عبارة عن لوح لتوليد الكهرباء بطاقة الشمس وبطارية وتجهيزات التمديد بالكامل”.