Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إيران تتجاهل اقتصادها المنهار وتقرر إرسال وفد لإنقاذ الاقتصاد السوري!

أحمد زكريا - SY24

بدلًا من الالتفات إلى اقتصادها المتهاوي والأزمات الخانقة التي تعانيها “إيران” والتي اشتدت عقب العقوبات الأمريكية، أعلنت طهران أنها تنوي إرسال فريق اقتصادي إلى سوريا لتقييم احتياجاتها الأساسية في البنى التحتية.

وأعلن عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية “كيوان كاشفي “، يوم الأحد، عن نيتهم إرسال فريق اقتصادي إلى سوريا خلال الأسابيع القادمة، لدراسة حاجاتها الأساسية في مجال البنى التحتية كإعادة تأهيل السدود المتضررة، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام تابعة لنظام بشار الأسد وإيران.

وأضاف، أن سوريا ورغم ما مرت به إلا أنها تملك الأرضية المناسبة لإعادة تفعيل الفعاليات المختلفة وخاصة في المجال الصناعي والزراعي، مؤكدًا أن حاجاتها الحالية تتركز في إعادة تأهيل البنى التحتية كالسدود والكهرباء والمشاريع المائية، وإعادة إعمار البنية المتضررة جراء الحرب الإرهابية التي تعرضت لها.

وفي هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لـ SY24: إنه مما لا شك فيه أن الاقتصاد الإيراني يسير إلى الهاوية، فيما لو استمرت العقوبات الأميركية صعودًا وتصعيدًا، علاوة على استمرار النظام الإيراني في سياسته تصدير الثورة الإيرانية، وتخريب الواقع الإقليمي.

وتابع بالقول: اليوم وبعد أن وصلت الأمور في شق التطبيق العملي لهذا المشروع إلى أشواطها المتقدمة، ليس بمقدور الإيرانيين التراجع عنه، حتى لو أثر ذلك على واقع الخزينة الإيرانية سلبًا، وعلى العُملة الإيرانية المتهالكة يومًا إثر يوم.

وأعرب “مظهر سعدو” عن اعتقاده من أن أي عملية إنجاز مشاريع تنموية أو تجارية أو صناعية في سورية من قبل الإيرانيين، وخاصة ما تم توقيعه مؤخرًا من اتفاقات مع النظام السوري، سيكون من أجل الفائدة المالية الربحية للاقتصاد الإيراني المريض، ولن يكون على الإطلاق كرمى لعيون بشار الأسد ونظامه المنفلت من كل عقال.

وتابع: تعمل إيران اليوم على ربط الاقتصاد السوري باقتصادها، وتحقيق أكبر قدر من الأرباح تعود على الخزينة الإيرانية، وهو ما صرح به في غير مكان أو زمان بعض المسؤولين الإيرانيين، وهم لا يستحون من ذلك ولا يحرجون منه، لا بل هم يطمئنون الشارع الإيراني الذي بات في حالة كمون (انتفاضوي) ضد سياسات حكومته التي تؤثر الصرف المالي خارج الجغرافيا الإيرانية في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وسواها، بينما تعجز عن تأمين قوت الناس في إيران.

وختم بالقول: الواقع الإيراني الاقتصادي صعب للغاية، وإيران غير قادرة على صرف أية مبالغ جديدة في الساحة السورية، دون أن يعود مردودًا جيدًا على خزينتها المنكوبة، وهي اليوم تحتاج القروض من الصين وغيرها حقًا، وتحاول الخروج من عنق الزجاجة دون القدرة على ذلك حتى الآن.

وكان عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية، ادعى أن عادة فتح الطريق التجاري الواصل بين إيران وسورية عبر العراق، ستتيح فرص تبادل اقتصادي كبيرة بين البلدين، وخاصة في مجال تصدير مواد البناء.

من جهته المحلل السياسي “حسن النيفي” رأى أن تصريح “كيوان كاشفي” يمكن النظر إليه من أكثر من زاوية، فهو من ناحية أولى، يأتي تأكيداً لمنظور إيران القديم الجديد، الذي لا يرى سورية إلّا جزءاً أساسياً من المجال الحيوي للسياسة الإيرانية، وبالتالي يريد “كاشفي” أن يوحي بأن إيران ملتزمة بجميع واجباتها تجاه نظام الأسد.

وأضاف في حديثه لـ SY24، أن كلام “كاشفي” من جهة أخرى، يمكن أن يكون من باب (التسليف) أي يرى “كاشفي” أحقية بلاده في استثمار المزيد من المشاريع الاقتصادية، وذلك بحكم العلاقة العضوية التي تربط نظام طهران بنظام دمشق.

ثم إنه – من جهة ثالثة –، وبحسب “النيفي”، يريد “كاشفي” من وراء هذا التصريح، مخاطبة جميع الموالين لإيران داخل صفوف النظام، مؤكداً لهم عدم تخلي إيران عن نظام بشار الأسد، ولعل هذا ما يضيف ورقة من أوراق القوة لدى أنصار إيران الذين يواجهون مجابهة لم تعد خافية مع أنصار روسيا داخل منظومة النظام ذاتها.

وفي ردّ منه على سؤال حول نية إيران كسب قروض من “الصين” بحجة دعم اقتصاد النظام السوري وبناه التحتية، أعرب “النيفي” عن اعتقاده من أن الصين ستكون في غاية الحذر من هذه المسألة، لسبب أساسي يكمن في عدم رغبة الصين كما هو معروف عنها، بالدخول في مغامرة اقتصادية، كما أن الصين تتحاشى الدخول في مواجهة مع واشنطن.

ونقلت وكالة “تسنيم” الدولية الإيرانية عن “كاشفي” قوله: إن غرفة التجارة الايرانية تدرس وضع السوق الراهن في سوريا وسيتم إرسال بعثة مكونة من فريق اقتصادي إلى سوريا في الشهر ونصف القادم.

بدوره لفت رئيس هيئة الإنقاذ السورية الدكتور “أسامة الملوحي” الانتباه، إلى أن من يتابع ما يجري في البرلمان الإيراني بشكل متكرر من مطالبات من برلمانيين إيرانيين للحكومة الإيرانية بأن تأخذ المال الذي وضعته في سوريا والذي مولت فيه العمليات العسكرية، أو القروض التي أعطتها لبشار الأسد، وتلك الدعوات من سنوات.

وفيما يتعلق بحديث “كيوان” عن الخط البري عبر العراق، قال: لا أتوقع أن يرى هذا الخط الاستقرار وليس النور، كون هذا الخط موجود عبر العراق ولكنه يمر بالبادية السورية وبادية الأنبار العراقية، وبالتالي سيتعرض للقطع وللنهب باستمرار لأن البادية لا يسيطر عليها أحد فعليا ولن يكون آمن على الأقل في السنوات القليلة القادمة.