Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

اتفاق إدلب.. ماذا بعد سحب الفصائل سلاحها الثقيل؟

أحمد زكريا - SY24

مع اكتمال سحب فصائل المعارضة لسلاحها الثقيل من المنطقة “منزوعة السلاح” تنفيذًا للمرحلة الأولى من اتفاق “سوتشي” بين تركيا وروسيا بخصوص منطقة إدلب، تبدو الأنظار متوجهة نحو تلك المنطقة لمعرفة التطورات اللاحقة المتعلقة بهذا الاتفاق، كونه من المفترض أن يبدأ الطرفان مرحلة جديدة فيه.

وفي 17 أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن الرئيسان التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين”، في مؤتمر صحفي في مدينة “سوتشي” عقب مباحثات بينهما، اتفاقاً لإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كم، تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب وأجزاء من ريف حماة الشمالي، وريف حلب الغربي، وريف اللاذقية الشمالي، وذلك بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

النظام لم يسحب سلاحه:

وفي وقت، أعلنت فيه “الجبهة الوطنية للتحرير” والتي تضم عددًا من الفصائل العسكرية التابعة للجيش الحر والعاملة في المنطقة، عن استكمال سحب سلاحها الثقيل من المنطقة منزوعة السلاح، شكك مراقبون بمدى جدية نظام الأسد ومن خلفه داعميه بتنفيذ الاتفاق.

وأكد النقيب “ناجي مصطفى” الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير في تصريحات لسوريا 24، أن النظام لم يقم بسحب سلاحه الثقيل إلى خارج المنطقة المتفق عليها، وقال:” لم نلاحظ أي انسحابات للنظام في هذه المناطق حتى اليوم”.

وأشار، إلى أن هناك مساعيٍ دبلوماسية تركية كبيرة للتواصل مع الروس للضغط على النظام من أجل إنجاح هذا الاتفاق، وأضاف: “نحن نعلم حجم نجاح الدبلوماسية التركية بشكل كبير حتى الوصول إلى هذا الاتفاق”.

ولفت “مصطفى” الانتباه، إلى أن الاتفاق ما يزال ساري المفعول، وأنهم وبالتنسيق مع الجانب التركي يحاولون جاهدين إنجاح هذا الاتفاق كونه أبعد المنطقة التي تؤوي نحو 4 ملايين نسمة عن كارثة إنسانية.

وشدّد “مصطفى” أنهم على أتم الاستعداد لأي خروقات متوقعة من قبل النظام وقال: نحن أعلنا ببداية الأمر عن بدء عملية سحب السلاح الثقيل وإرجاعه للخلف، مع التأكيد أننا باقين في نقاط الرباط الأولى وعلى خطوط الدفاع الأولى وعلى الجبهات كاملة، ومقراتنا ستبقى في المنطقة المسناة منزوعة السلاح الثقيل بالسلاح المتوسط والخفيف.

وتابع: قمنا بتعزيز هذه المنطقة بالسلاح المتوسط والخفيف، وإعداد خطط للظروف الراهنة أو الظروف المستقبلية المتوقعة، مع التأكيد على الجاهزية التامة تحسبًا لأي عملٍ طارئ في المستقبل.

وفي ذات السياق، أكد “محمد سلامة” رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة السياسية لمحافظة إدلب في تصريح لسوريا 24، عدم سحب النظام لسلاحه حسب الاتفاق وقال: من خلال تواصلنا مع بعض الفصائل المرابطة على عدة جبهات، أكدوا لنا أن النظام لم يلتزم ولم يسحب أي نوع من أنواع السلاح من تلك المناطق، ومازالت معسكراته موجودة على كافة النقاط مقابل نقاط رباط الفصائل الثورية.

تباين المواقف حول اتفاق إدلب:

وعلى الرغم من تأكيدات وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” بأن اتفاق “سوتشي” حول إدلب يجري تطبيقه بشكل فعّال من قبل تركيا، إلا أن كثير من المراقبين شككوا بصدق نوايا روسيا تجاه تلك المنطقة.

وأرجع مراقبون شكوكهم إلى تصريحات أدلى بها مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا”، مؤخرًا، والتي أشار فيها إلى أن إدلب ستعود إلى حضن النظام عاجلًا أم آجلًا.

وكان رأس النظام بشار الأسد، قال في تصريحات صحفية نقلتها وكالة “سانا” التابعة له: إن “الاتفاق الذي أبرمته موسكو وأنقرة حول إدلب هو إجراء مؤقت، وأن المحافظة الواقعة في شمال غرب البلاد والخاضعة لسيطرة فصائل جهادية ومعارضة ستعود إلى كنف الدولة السورية”.

وتعليقًا على تصريحات روسيا والنظام بخصوص إدلب، قال النقيب “ناجي مصطفى”: إن النظام يطلق تصريحات أسياده الروس بأن الاتفاق مؤقت وأنه سيعيد ادلب، ونحن لا نثق لا بالنظام ولا بروسيا، وفي أي لحظة من الممكن أن ينقضوا الاتفاق، ولكن إذا قاموا بعملية نقض الاتفاق فنحن جاهزون لهم.

بدوره قال “عاطف زريق” رئيس الهيئة السياسية في محافظة إدلب لسوريا 24: إن النظام ليس جاد في تنفيذ أي اتفاق، ولكن الاتفاقات اليوم أكبر من النظام ومن الجميع، فالاتفاقات تمت بين روسيا برضى دولي لهذا الاتفاق، لذلك فالنظام مجبر على تنفيذ هذا الاتفاق.

أما “محمد سلامة” فقال: نعتقد أن هذه التصريحات مجرد تصريحات إعلامية، فروسيا جادة بتنفيذ الاتفاق لأن لها مصالح حقيقية باستمرار وقف إطلاق النار ومناطق منزوعة السلاح، لا سيما بعد الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الذي دعت له روسيا لمناقشة وضع إدلب، ولم تلق أي دعم من الدول الأوروبية أو من أمريكا حول اجتياحها لإدلب، وبالتالي أدركت روسيا أن معركة إدلب ستكلفها الكثير من الخسائر السياسية أو العسكرية.

بدوره، قال الدكتور “أحمد طعمة” رئيس وفد قوى الثورة العسكري إلى آستانة: إن اتفاق إدلب يسير وفق ما تم ترسيخه، وقد باتت المنطقة آمنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، داعياً المدنيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، وعدم الاكتراث بادعاءات النظام وتهديداته باستعادة إدلب.

وأضاف “طعمة” في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، في مدينة إسطنبول التركية، أن الاتفاق قطع الطريق أمام عودة النظام إلى المنطقة قبل الاتفاق على الحل السياسي الشامل، الذي بموجبه يتم القضاء على نظام الاستبداد، ونقل سورية إلى نظام ديمقراطي عادل، ودولة مدنية تلتزم ويعيش فيها السوريون بحرية وكرامة.
الخطوة المقبلة معركة سياسية.

ويرى مراقبون أن تنفيذ الخطوة الأولى من اتفاق سوتشي والمتعلقة بسحب السلاح وتراجع فصائل المعارضة من المنطقة التي تم الاتفاق عليها، هو الأسهل بالنسبة لباقي الخطوات الأخرى، معربين عن اعتقادهم بأن الأمر لن يكون بتلك السهولة.
في حين رأى “محمد سلامة” رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة السياسية لمحافظة إدلب، أن المرحلة المقبلة ستكون في الاتفاق حول وقف إطلاق نار نهائي، وبعدها ستبدأ المعركة السياسية، مبينًا أن روسيا تعتقد أن الحل السياسي هو باللجنة الدستورية المنبثقة عن مؤتمر سوتشي الأخير وبصياغة دستور جديد أو تعديلات دستورية ثم انتخابات.

وأعرب في الوقت ذاته عن اعتقاده، في أن المعارضة ستكون مصرة على تنفيذ مقررات الشرعية الدولية من خلال بيان “جنيف والقرار 2254” المتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالي، مشيرًا إلى أنه وبعد وقف إطلاق النار فإن المعركة السياسية هي القادمة.

“هيئة تحرير الشام” تشيرُ بقبول الاتفاق:

وفي تطور لافت للانتباه، خرجت “هيئة تحرير الشام” عن صمتها فيما يخص اتفاق إدلب، وأشارت في بيان أصدرته، الأحد، إلى أنها ترحب بالاتفاق، مؤكدةً في الوقت ذاته، على تمسكها بخيار الجهاد