Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الأديبة الروائية ابتسام شاكوش لـ SY24: شاهدت اجتياح النظام لقرانا.. وقلمي رصد مشاهد الرعب

الأديبة الروائية ابتسام شاكوش

أسامة آغي – SY24

لا يزال عبق أحراش “الحفّة” السورية ينتشر من أعمال الأديبة السورية ابتسام شاكوش، فهذه الأديبة التي امتزج في أدبها جمال الطبيعة الجبلية السورية بالخوف الإنساني من نظام استبدادي، قدرت أن تجمعنا حول الإنسان في رواياتها وقصصها لنكتشف عذابات وأحلام وآمال هذا الإنسان.

وطرحت منصة SY24 بعض الأسئلة على الأديبة “ابتسام شاكوش”، وانتظرت إضاءتها، فكان هذا الحوار:

رصاصُهم اخترق كلّ شيء

قلنا للأديبة ابتسام شاكوش: كيف انعكست الثورة السورية في وعيك وأدبك؟ فأجابت: “ليس سرّاً أن كل فئات الشعب كانت تنتظر هذه الثورة، والنظام يترقب ذلك أيضاً، لكن لم يتوقع أحد توقيتها، ابتدأ الأمر بالمظاهرات وشاركت بلدتنا “الحفّة” فيها، حاولنا ألا نتحول إلى ثورة مسلحة أو طائفية، لكنّ النظام كان يُصرُّ على تحويلها للعسكرة والطائفية”.

“ليس سرّاً أن كل فئات الشعب كانت تنتظر هذه الثورة، والنظام يترقب ذلك أيضاً، لكن لم يتوقع أحد توقيتها، ابتدأ الأمر بالمظاهرات وشاركت بلدتنا “الحفّة” فيها، حاولنا ألا نتحول إلى ثورة مسلحة أو طائفية، لكنّ النظام كان يُصرُّ على تحويلها للعسكرة والطائفية”.

وأضافت: “كانت عناصر المخابرات تبيع السلاح رخيصاً للشباب الثائرين، وشاهدنا بأعيننا كيف تمّ اجتياح قرانا بعشرات آلاف الجند، كان جنود النظام يطلقون الرصاص على كلّ شيء، بما فيها الحيوانات، وكانوا يحرقون بيوتاً والنيران تبقى تلتهمها لثلاثة أيام”.

وتتابع الأديبة ابتسام شاكوش: “شيء طبيعي أن يتحول قلمي لرصد هذه المشاهد، كنت قد بدأت بكتابة رواية “قشرة البيضة”، تحدثت فيها عن الاحتقان الشعبي بسبب الفساد الإداري الذي أدى لفساد اجتماعي وظلم طال كل فئات المجتمع وخصوصاً النساء. وحين بدأت الثورة ختمّتُ روايتي بوصف تلك الثورة، وقلت إن حاجز الخوف قد انكسر كما تنكسر قشرة البيضة، ليخرج منها الفرخ إلى الحياة، وكما لا يعود الفرخ إلى داخل البيضة، لن يعود الشعب إلى داخل جدار الرعب والذل الذي كان”.

تجدني في رواياتي وقصصي

وسألنا الأديبة ابتسام شاكوش عن الرواية كفضاء لتفاصيل كثيرة، وفي أي الأعمال الروائية تجد نفسها؟ فأجابت: “كلام صحيح فأنا في كلّ أعمالي من رواية وقصّة قصيرة أضع جزءاً من نفسي فيها، لا أستخدم الرتوش المعلبة الجاهزة، ولا أستعير أفكاراً وصوراً، أتحرّى الصدق في كلّ أعمالي، لذلك ربطت في روايتي “وقع الخطى” بين هجرة أهلنا في بداية تقسيم سورية إلى دويلات تحت حكم الاستعمار الفرنسي، وبين هجرتنا الحالية، إنها نفس الأسباب ونفس الأعداء”.

وأشارت قائلةً: “وفي روايتي “ابن المجرم” ركّزتُ الاهتمام على شريحة من الشباب الذين اعتقل أو أُعدم آباؤهم في فترة الثمانينات، وغيّب عنهم الإعلام والمجتمع حقيقة ما جرى في تلك الفترة”.

وتتابع الأديبة ابتسام شاكوش حديثها فتقول: “الأدب بشكل عام هو رؤية الأشياء العادية من زاوية غير عادية، فأنا كتبت القصة القصيرة والقصيرة جداً قبل الثورة، وتناولت فيها حال إنساننا المهزوم أمام السلطة التي تحكمه بالحديد والنار والسجون الفاغرة الأفواه لابتلاع أيّ إنسان بتهمة جاهزة في فروع الأمن، كنت ألجأ للرمزية، لكن المعنى كان يصل بسهولة للقارئ والمتلقي عبر منابر المراكز الثقافية في كل محافظات سورية”.

شكّلت البيئاتُ المختلفةُ وعيي

وقلنا للأديبة ابتسام شاكوش: كيف أثرت طبيعة الحفّة الجميلة والثقافة وصراعات الروح الإنسانية ببناء الحالة الإبداعية لديك؟ فأجابت: “الإنسان ابن بيئته، وبيئتنا جنّة من جنان الله على الأرض، لكني ولدت ونشأت في مدينة حماة ذات الطبيعة والبيئة الاجتماعية المختلفة، وفي حماة تنقّلنا بحكم عمل والدي بين عدّة أحياء، كان جيراننا من أهل المدينة ومن الفلاحين ومن البدو أحياناً، لذلك كانت لدي ثقافة اجتماعية متنوعة أثرت بشكل كبير على ما كتبته وما أكتبه”.

وتوضح شاكوش حول هذه النقطة: “في أعمالي تجد الغابات والجروف الصخرية، تجد البساتين المثقلة بالثمار، كما تجد السهول اللامتناهية، والتي يلمع فيها السراب، ولا يغيب عن أعمالي البحر ولا نهر الفرات”.

وتختم الأديبة ابتسام الشاكوش حديثها فتقول: “بين هذه البيئات المختلفة ترى الروح الإنسانية المعذبة الممزقة بين التمسك بالقيم الاجتماعية التي تؤمن بها وبين واقع فُرضَ عليها حسبته عاصفةً طأطأت الرؤوس ريثما تمرُّ، لكنّ العاصفة استمرت لأجيال وعقود من السنين حسم أمرها انفجار هذه الثورة”.