Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

العبور إلى تركيا.. حلم تنتظره مئات العائلات شمال سوريا

جهان حاج بكري - SY24

تسعى الكثير من الأسر بشكل يومي للعثور على طريق ينتهي بالوصول إلى الأراضي التركية، هرباً من الوضع الأمني السيء والقصف المتكرر، فضلاً عن غياب فرص العمل وانتشار الفقر والفوضى، لذلك يتوجه مئات الأشخاص يومياً نحو المناطق الحدودية في ريف إدلب الغربي، خصوصاً نحو قريتي خربة الجوز والدرية المحاذيتين للشريط الحدودي.

وهنا تتعرض العائلات لاستغلال المهربين ومخاطر الموت على الحدود بسبب التشديد الأمني الكبير من قبل الجانب التركي وضبط الحدود ومنع المهربين من الدخول، فقد تحول تهريب البشر نحو تركيا إلى مهنة رئيسية لعدد كبير من سكان المنطقة الذين عمدوا إلى فتح مكاتب في القرى الحدودية، يتوجه إليها الراغبون بالعبور، ويتفاوضون على الأسعار وطريقة الوصول.

تحدث الشاب “حسن وسوف” لـ”SY24″ عن فشل كافة محاولاته بالوصول إلى تركيا وعن طمع واستغلال المهربين بشكل كبير الذين يطلبون مبالغ طائلة لا تقل عن ألف دولار، مؤكداً أن دخول النساء بات شبه مستحيل والشباب صعب جدا، لقد حاول عدة مرات وفشل وفي إحداها تعرض ﻹطلاق الرصاص، منوهاً أن “هناك طرق كثيرة يعمل المهربين عليها لإقناع الناس بالذهاب معهم ودفع الأموال، منها أنهم قادرون على الحصول على إذن من قبل الجانب التركي لعبورهم، لكن هذا الأمر يكلف مبالغ كبيرة جداً، أو أنهم سيدخلون بشكل نظامي من معبر خربة الجوز أو من من معبر هتيا”.

تابع المصدر أن “حالات النصب كثيرة وتحدث بأساليب مختلفة لكن على الأسر أن تدرك أن التهريب بات أمر مستحيل، وهناك مخاطر تهدد حياتهم وحياة أطفالهم في حال قرروا الاعتماد على هذا الأسلوب”، موضحاً أن “البعض يتورط من خلال دفع مبلغ مالي للمهرب، الذي يقدم وعود بإيصاله خلال أيام بطريقة سهلة إلى تركيا لكنه يتوجب عليه دفع سلفة بهدف تسيير أمور دخوله وينتظر لأشهر لكن من يدفع أي مبلغ يجب أن يدرك أنه لن يتمكن من استرداده لأن عمل المهربين أشبه بالعصابات ويحملون السلاح ولديهم حماية شخصية، ويخشى الأشخاص طلب أموالهم التي دفعوها لهم، فعلى الجانب السوري تعيش هذه الأسر المنتظرة للعبور في ظروف صعبة في ظل البرد الشديد وعدم وجود مكان ينامون به، يقوم المهربين بوضعهم في منازل بشكل جماعي ويأخذون مقابل مادي كبير على كل ليلة”.

محاولات يومية يقوم بها الكثير من الشباب عبر الجبال الوعرة الفاصلة بين الطرفين السوري والتركي، لكن هناك الكثير من الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الجانب التركي مؤخرا، منها نشر كلاب بوليسية على طول الحدود ووضع كاميرات مراقبة ليلية، فيما يقتصر عمل المعابر على الحالات المرضية الحرجة وعلى دخول وخروج الأطباء والعسكريين، ويتم التدقيق بشكل كبير ويمنع أي شخص من الوصول الى المعبر من قبل حاجز متواجد على الجانب السوري إلا من يحمل بطاقة عبور وهوية لاجئ تركية، وهو ما يجعل الدخول من المعبر أمراً مستحيلاً أيضا.

يوضح الناشط “محمد خضير” أنه “لايزال هناك بعض الأشخاص يعبرون، لكن العدد أقل بكثير من السابق بسبب شدة المراقبة من قبل الجانب التركي للحدود، وصعوبة الطرقات ووجود الجدار الفاصل بين المنطقتين، فضلا عن خوف الناس وصرف الكثير منهم النظر عن فكرة الدخول إلى تركيا”.

وتابع أن الأسعار حسب الطريق وصعوبته، هناك استغلال من قبل المهربين، كما تحدث عن بعض الإجراءات التي لجأ إليها الأتراك للحد من عمليات التهريب وهي وضع الجدار الحدودي، إضافة إلى وضع كشافات على طوله، وعملية إطلاق النار المباشر والغير مباشر على المدنيين الذين يحاولون أن يعبروا إلى تركيا.

الجدير بالذكر أنه قبل أيام قتلت امرأة وأصيب اثنين بجروح خطيرة جراء استهداف باصاً يقلهم من قرية الدرية أثناء محاولة عبورهم إلى تركيا من قبل حرس الحدود التركية، التي عمدت مؤخرا إلى نشر مناشير ورقية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تحذر فيها الأهالي من مخاطر الوقوع في يد المهربين الذين يعدون بإدخالهم إلى تركيا.