Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ترويج المخدرات مهنة رابحة للنظام في دير الزور.. ومصادر ترجح تورط “الهلال الأحمر”

أحمد زكريا - SY24

لم يقتصر الأمر على انتشار الجريمة والعصابات المسلحة وغيرها من الظواهر السلبية الأخرى في مناطق سيطرة النظام بدير الزور وريفها، بل امتد الأمر لأن تكون تلك المناطق مسرحًا لانتشار المخدرات وتوزيعها بين الشباب برعاية وإشراف من أجهزة أمن النظام وأطراف أخرى متعاونة معها.

وبحسب ما نقلت مصادر إعلامية عن “شبكة دير الزور 24″، فإن “المخدرات متوفرة بشكل كبير وبأسعار متراوحة حسب جودة المادة، وتنتشر تجارة هذه المواد المخدرة والحشيش بشكل كبير في أحياء الجورة والقصور بين عناصر قوات النظام والميليشيات المتواجدة معها في محافظة دير الزور”.

ووفق ذات المصدر، فإن انتشار تجارة وتعاطي المخدرات والحشيش في مدينة دير الزور شرق سوريا، كان هدفها إما الهروب من الواقع المرير الذي يعيشه عناصر قوات النظام أو بقصد التجارة لكسب الأموال.

تلك الظاهرة لا تنتشر فقط في مناطق سيطرة النظام وميليشياته، وإنما تم رصدها في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، بحسب ما نقل موقع “الشرق نيوز” على الانترنت أنه وبعد سيطرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على ريف دير الزور الشمالي الغربي وضفة نهر الفرات (الجزيرة)، بدأت تتوارد إلينا أنباء عن تفشي ظاهرة المخدرات بشكل كبير.

وتزداد الأمور سوءاً في دير الزور، بحسب “الشرق نيوز”، لدرجة أن “بائع الفلافل وبائع البنزين” يبيعان كثيرًا من أنواعها، وقد تجدها أيضاً في المدارس الثانوية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام فالكل يتاجر بالمخدرات وبشكل علني.

“الأمن العسكري” وراء ترويج المخدرات:

الشيخ “مضر حماد الأسعد” المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية قال في تصريحات خاصة لـ SY24: إن فرع “الأمن العسكري” حصرًا وكذلك “بيارق الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد، هم من يقف وراء انتشار المخدرات والحبوب وتوزيعها على الأهالي في مدينة دير الزور وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وأيضًا على الكتائب التابعة لهم ولكن بكميات قليلة حتى يبقوا دائمًا غير واعيين لمايجري حولهم، كما يتم إدخالها بشكل كبير جدًا إلى للمناطق المحررة.

وأضاف، بأن تلك الأطراف لديها “عملاء” في المناطق الرئيسة من دير الزور، ولهم “مندوبين” أيضًا مهمتهم توزيع فقط “الحبوب المخدرة” وخاصة على فئة الشباب.

وأفاد “الأسعد” بأن الميلشيات الإيرانية والعراقية أصبحت تزرع مادة ” الخشخاش” من أجل تقديمها لعناصرها ومرتزقتها من الأفغان والإيرانيين، معللًا سبب ذلك بأن الإيرانيين والأفغان عندهم إدمان على تلك المادة ولهذا السبب فإن قيادات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية والإيرانية، أصبحوا يستأجرون الأراضي الزراعية ويزرعون فيها “الخشخاش” بكميات كبيرة كونها تعد صالحة لزراعة تلك المادة.

وتوزيع الحبوب المخدرة من قبل “فرع الأمن العسكري” في دير الزور، بدأ منذ العام 2013، وذلك من أجل إغراق السوق فيها بكميات كبيرة وبشكل رخيصٍ جدًا، بعد أن قاموا بتوزيعها في المناطق التي تم تحريرها من أجل جعل الشباب دائما بحالة إدمان.

ويضيف “الأسعد” بأن عملية توزيع المخدرات بدأت من حي “الجورة” في مدينة دير الزور وانتقلت إلى عدة أحياء أخرى، ويعد هذا الحي مرتعًا لغالبية الأقسام الأمنية وخاصة “الأمن العسكري” الذي يتمركز على أطراف هذا الحي، كما امتدت عمليات التوزيع إلى بقية المناطق الكبيرة مثل “البوكمال، والميادين، وموحسن، والمريعية، ومرّاط، وذيبان، وغرانيج، وبو حمام، والكسارة، ومحيميدة، والحسينية، والشحيل” وبقية المناطق والقرى الأخرى.

ورأى “الأسعد” بأن تلك العملية مدروسة من أجل إغراق محافظة دير الزور بالمخدرات والحشيش، بهدف إفساد الجيل والمنطقة برمتها، لافتًا إلى أن الجميع يعلم بأن منطقة دير الزور من المناطق المحافظة في سوريا عشائريًا ودينيًا وأخلاقيًا، ولهذا السبب يريد نظام الأسد وميليشياته المختلفة إفساد تلك المنطقة.

وشدّد “الأسعد” في حديثه، على أن هناك حالة تصدي واضحة من قبل “العشائر” لممارسات الأمن العسكري، وهم يرفضون بشكل قاطع محاولات النظام وأعوانه لنشر المخدرات بأنواعها بين الشباب.

الهدف هو الربح المادي:

ونقل موقع “الحل السوري” عن مصادر أهلية قولها: إن أحياء مدينة دير الزور المأهولة “القصور والجورة وهرابيش” شهدت انتشاراً كبيراً لبيع المخدرات والحشيش وبشكل علني خلال الأشهر الأولى من العام الحالي وبشكل واسع للغاية، بين طبقات الشباب وخاصة في الجامعات وفي المدارس الثانوية والإعدادية، وفي الكثير من أحياء المدينة، حتى الفقيرة منها.

وفي ذات السياق، أكد “فراس علاوي” من موقع “الشرق نيوز” صحة تلك الأخبار وقال لسوريا 24: إن الخبر صحيح وانتشار ظاهرة المخدرات بدير الزور تتفاقم يوم بعد يوم في مناطق سيطرة قسد والنظام بكل أشكالها إن كان “الحشيشة، أو الهيروين، أو الحبوب”، مبينًا أن العملية ليست ممنهجة وإنما لكسب الربح المادي من قبل بعض عناصر وضباط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الموجودة في دير الزور، مشيرًا إلى أن غرضها مادي بالمقام الأول.

ترجيحات بتورط الهلال الأحمر:

وتابع “علاوي”، إن تلك الظاهرة تنشط بمدينة دير الزور وبعض مناطق الريف وفي أحياء “الجورة والقصور” بكثرة، وهناك أنباء غير مؤكدة عن انتشار “الحبوب المخدرة” بين طلاب المدارس، وهناك أنواع من الحبوب تباع على أرصفة الطرقات دون رقيب أو حسيب، حتى أن هناك “أكشاك” و “صيدليات” تبيع حبوب “الكبتاغون، والفاليوم” المخدرة من دون أي رقابة عليها.

ورجحّ “علاوي” تورط عدد من الأطراف في عملية توزيع المخدرات وقال: من الممكن أن تكون الأطراف المتورطة من “عناصر الأمن” ومن” الهلال الأحمر” ومن “عناصر الميليشيات” الأخرى بقصد الربح المادي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن تلك الظاهرة تنتشر بكثرة في مناطق سيطرة “قسد”.

وذكر المصدر ذاته، أن مادة “الحشيشة” المخدرة، تزرع بمناطق ريف دير الزور الغربي وفي أرياف الرقة، وأيضًا في مناطق سيطرة” قسد”، كما أنها تزرع في مناطق بريف الحسكة وريف دير الزور الغربي وفي منطقة “عين العرب/كوباني”.

ويلعب طريق (دمشق/دير الزور) الرئيسي دورًا هامًا والذي من المرجح، وفق “علاوي”، أن تعتمد عليه الميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله في إدخال المواد المخدرة، كونهم متواجدون بكثرة في دير الزور، وقد تكون الحدود العراقية المفتوحة أمام ميليشيا حزب الله وإيران التي تدخل وتخرج للعراق وسورية عبره بصورة دائمة، إحدى الطرق لنقل المخدرات لدير الزور.

ويرى “علاوي” أن الهدف من نشر المخدرات هو إغراء الشباب بالمخدرات والإدمان ليتم تجنيدهم بسهولة في صفوف تلك الميليشيات، وبالتالي فإن لهذا الأمر انعكاسات سلبية واضحة وخطيرة من أبرزها التفكك الأسري وعدم قدرة الأسرة على ضبط أبنائها، يضاف إلى ذلك الاستغلال الجنسي الذي يتعرض له بعض المتعاطين، إضافة لعمليات التجنيد الإجباري، وكلها انعكاسات خطيرة على المجتمع، وواحدة من أمراض المجتمع التي تفاقمت في الفترة الأخيرة.