Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تعفيش المعفش

جواد أبو حمزة - SY24

تماشياً مع المثل الرائد حديثاً بين أوساط شبيحة النظام تبريراً وجوازاً لعمليات السرقة لبيوت السوريين والذي يقول “المعفش من المعفش كالوارث من أبيه”، ونظراً لما وصلت إليه بورصة المسروقات من انتكاس وتراجع بسبب الفائض الكبير في أسواق دمشق، بالإضافة لحادثة ضبط الشرطة الروسية قبل أيام مجموعة من قوات النظام في بلدة ببيلا” يقومون بعمليات سرقة من منازل سكان الحي الأمر، الذي دفع الشرطة الروسية لاعتقالهم وشلحهم على الأرض بصورة اعتبرها رواد “الفيس بوك” بالمذلة و المخزية بحق البدلة العسكرية التي ضحت واستبسلت في قتالها ضد ما اعتبروه “إرهاب أبناء الشعب” ولا يحق للروس المحاسبة، لمجرد سرقتهم غسالة أو ميكرويف أو مكيف، وتكون حادثة اعتقالهم رادعاً مبدئياً لباقي المجموعات التي لم توفر جهداً في الأيام الماضية كما أن منازل للشبيحة أنفسهم لم تسلم من رفاق التعفيش بحسب تسجيل مصور انتشر مؤخراً.

ولعل فيهم من يستذكر الحالات التي شابهت ما فعلته الشرطة الروسية بجنود النظام بعد أن كانوا أنفسهم قد مارسوه على أبناء شعبهم بتجميعهم وشلحهم في ساحات مدنهم وبلداتهم والدعس عليهم حينها، لكن لم يكن حينها السرقة والتعفيش جرمهم بل كانت مطالبهم الحرية والكرامة ضد عصابة نهبت البلاد وسرقت خيراتها.

بالعودة الى الوطن والمواطن والتعفيش قوى الأمن الداخلي بدورها لم تقف مكتوفة الأيدي حيث شنت يوم السبت، حملة أمنية وصفت بالأقوى على أسواق التعفيش المنتشرة في أحياء دمشق الموالية، بحسب ماذكرت” صحيفة الوطن “المحسوبة على نظام الأسد.

وذكرت الصحيفة أن قوى الأمن الداخلي قامت ضمن الحملة بمصادرة غالبية مراكز وبسطات التعفيش وكتابة ضبط بالموجودات أصولاً، وتكون بذلك قد ساهمت إلى حد كبير من إيقاف هذه الظاهرة التي لاقت ترحيباً كبيراً من قبل موالوا الأسد على هذه الخطوة حسب وصف الصحيفة، لكن على عكس ما جاء في ردود الموالين أنفسهم على خلفية حوادث التعفيش للصور التي نشرتها قناة حميميم الروسية عن حادثة القبض على عناصر جيش النظام المعفشين، ومن التعليقات على لسان بعض مؤيديه (ايه راتبوا يادوب يكفيه حق دخان والعسكري مقدم روحوا كرمال البلد فليش تحاسبوه مشان كم غرض باعهن ليصرف عن حالوا).

ظاهرة تعفيش المدن التي هجر أهلها باتت سياسة ممنهجة من قبل جيش النظام وتكاد تكون ضمن الخطة العسكرية المرسومة عند الهجوم على هذه البلدات، لذلك يبدو أن قوى الأمن الداخلي وبعد اقتراب تأمين العاصمة من سكانها الأصليين، ارتأت إلى وجوب الإسراع ومشاركة جيش الأسد سرقاته لكن بطريقة تكون أكثر انضباطاً وبهيئة المدافع عن حقوق المواطن المنهوب لتقتصر مهامهم على العمليات النوعية على البسطات المعفشة التي أصبحت لتجار منتفعين يكون المورد لهم مجموعات النظام وشبيحته، وتكون بذلك تجاهلت المصدر الرئيسي للمسروقات والقائمين عليها، لا سيما أن أحياء الحجر الأسود واليرموك لا تزال حتى يومنا هذا منطقة عسكرية يمنع أهلها من دخولها بحجج متفاوتة أبرزها المفخخات التي تركها تنظيم “داعش”، لذلك تعمل وحدات الجيش السوري لتأمين جميع المستلزمات المنزلية، وليس ببعيد ستكون خالية ومطهرة بالكامل من جميع الأجهزة الكهربائية.