Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“حزب الشعب”.. ذراع سياسية جديدة لإيران في سوريا!

أحمد زكريا - SY24

على الرغم من إنشاء “إيران” عشرات المنظمات الخيرية بحجة تقديم المساعدات الإنسانية للأهالي في عدد من المناطق التي تتواجد فيها قواتها، بهدف تحقيق عدد من الأهداف تسعى لها وأهمها نشر “التشييع”، إلا أن المختلف في الأمر هذه المرة هو تأسيسها لحزب تحت مسمى “حزب الشعب”.

وذكرت مصادر محلية أن “هذا الحزب يشوبه الكثير من الغموض”، بينما تحدثت أخرى عن انتساب عدد من المدنيين إليه طمعاً منهم في الحصول على المكاسب المادية والامتيازات التي يقدمها الحزب لمنتسبيه.

ويرى مراقبون أن “إيران تحاول تنفيذ مخططها التوسعي ومد نفوذها اقتصاديا ومذهبيا واجتماعيا وانسانيا من خلال هذا الحزب، إضافة للمؤسسات والجمعيات الخيرية ومكاتبها الموزعة في عدد من المدن والبلدات، إن كان في جنوب سوريا كدرعا والقنيطرة، أو في شرقها كدير الزور وماحولها، وصولا لشمالها في حلب، وليس انتهاء بوسطها في حمص وحماة”.

في حين لفت محللون، إلى أن “إيران تسعى بالفعل لأن يكون لها موطئ قدم سياسية في سوريا من خلال هذا الحزب واجهته أبناء المنطقة المنتسبين إليه، والهدف تنفيذ الأجندات الإيرانية”.

عدد المنتسبين لحزب الشعب:
تحدثت مصادر إعلامية عن أن إيران تحاول وبكل ما لديها من وسائل تعميق نفوذها في سوريا، على الرغم من الضغوطات الأمريكية والغربية الممارسة ضدها، إلا أنها تأبى ترك الساحة لغيرها من الأطراف وأن تخرج خاسرة من الملف السوري، لذا لجأت للتمدد بحجج إنسانية وسياسية ودينية.

مصدر إعلامي من أبناء القنيطرة فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال: إن “حزب الشعب” قائم عليه شخص يدعى “نواف طراد الملحم” وهو شخصية من عشائر مدينة حمص ولائه المطلق لإيران.

وأضاف المصدر خلال حديثه مع SY24: أن “إيران تعمل على الموضوع السياسي من خلال جذب المجتمع عن طريق افتتاح المؤسسات والجمعيات واليوم حزب الشعب”، مبينًا أن “في القنيطرة عدد من الجمعيات المدعومة إيرانياً تحت مسميات عدة ومنها: جمعية المبرات، وجمعية النور، بالإضافة لهذا الحزب الذي بدأ ينتشر مؤخراً”.

وبحسب المصدر ذاته، فإن هذا الحزب ينتشر في ريف دمشق الغربي والغوطة الغربية إضافة لمحافظة القنيطرة في الريف الأوسط وخاصة قرى وبلدات “خان أرنبة، وجبا، ونبع الصخر”، لافتاً إلى أن منطقة “نبع الصخر” لوحدها شهدت انتشار كبيرا لهذا الحزب حتى وصل عدد المنتسبين إليه نحو 200 منتسب، في حين أن مناطق “جبا وغدير البستان” وقرى أخرى في ريف القنيطرة الجنوبي وصل عدد المنتسبين للحزب نحو 500 شخص.

مساعدات مالية وليس رواتب شهرية:
لم يعد يخفى على أحد الأساليب التي تتبعها إيران وأذرعها في أماكن انتشارها في الداخل السوري، من ناحية ترغيب الناس واغرائهم بالمال والامتيازات الأخرى، وهذا ما تواصل فعله من خلال الدعوة للانتساب لهذا الحزب.

ووفق مصدرنا المطلع، فإن هذا “الحزب يدخل إلى الناس تحت شعارات التعددية السياسية والحق بالتعبير وأحقية الناس في التعبير عن آرائهم في ظل مرحلة ما بعد الحرب، إضافة لاتباع أسلوب الإقناع بأن الشخص المنتسب سيحظى بامتيازات ومنها الحماية والدعم، يضاف إلى ذلك وجود مبالغ مالية تصرف كمساعدات وليس كرواتب شهرية، في حين يحصل الشخص المنتسب على مبلغ تتراوح قيمته بين 100 و200 دولار شهرياً”.

ولا يوجد لهذا الحزب نظام داخلي أو أهداف ومبادئ، وكل ما هنالك هو انتساب مقابل المال، كما أن إيران تسعى من وراء هذا الحزب لاستقطاب الشخصيات المؤثرة بالمجتمع كالمثقفين والطلبة، كما أن هناك تركيز كبير على وجهاء العشائر كونهم قادرون على جلب شريحة كاملة من الناس.

وعلى الرغم من أن الحزب يستهدف أبناء محافظة القنيطرة بشكل رئيس إلا أنه لا يوجد مركز رئيس وثابت له في تلك المنطقة، ويقتصر الأمر على مجرد مكاتب أو شعب سرية بينما يتخذ من العاصمة “دمشق” مركزًا له.

في حين لفت مصدرنا إلى أن “الشخص المسؤول عن عملية التنسيب والقبول يدعى أبو علي، وهو شخصية مجهولة الهوية بالنسبة لكثيرين، وقد تمت مشاهدته عدة مرات في محافظة القنيطرة”.

ذراعٌ إيرانية في المفاوضات السياسية:
وفي وقت رأى فيه مراقبون أن هذا الحزب سيكون “ذراعاً” سياسية لإيران في سوريا، أكد الصحفي “سمير السعدي” من أبناء المنطقة الجنوبية لسوريا 24، أن “الهدف من هذا الحزب هو تشكيل قاعدة وحاضنة لإيران تخولها الدخول لاحقاً في أي مفاوضات أو حل سياسي من خلال هذا الحزب السياسي الذي يضم أبناء المنطقة إن كان القنيطرة أو غيرها لاحقًا من أجل تنفيذ أجندات إيرانية”.

وأرجع “السعدي” سبب اهتمام إيران بأن يكون لها ذراع سياسية، إلى أنها خطوة استباقية لخطوات من الممكن أن تقوم بها روسيا في الأيام القادمة للدفع بالعملية السياسية قدماً، كما أن إيران تحاول استكمال ما بدأته عسكرياً واقتصادياً ببديل سياسي.

كما تسعى إيران لأن تكون لها قاعدة شعبية كبيرة فيما لو خرجت من الجنوب السوري عسكرياً، خاصة وأن هناك ضغوط دولية لإخراجها من الجنوب، كونها أدركت أنه لا بقاء لها في ظل ذلك لذا عملت على طرق أخرى لاسيما الأحزاب والجمعيات بحجة الدعم المالي للأسر المحتاجة وعملت على الموضوع العقائدي بنشر المذهب الشيعي.

وأوضح “السعدي” أن “ما يتواجد في المنطقة ويتبع لإيران اليوم ليست أحزاب بل جمعيات، ويوجد حزب واحد فقط هو حزب البعث التابع للنظام ، مشيراً أنه “لا يوجد أي مانع من انضمام أعضاء حزب البعث لهذا الحزب الجديد حزب الشعب”.

وبحسب مصادر أهلية في القنيطرة وريفها، تم رصد بعض التحركات لتسمية نقاط في المنطقة بأسماء تريدها إيران ومنها على سبيل المثال “تلال فاطمة” والتي تدعي إيران أن هذه التلول شيعية، وأيضاً “تل الحارّة” بريف درعا والذي أطلقوا عليه اسم “تل علي” وبالتالي فإن كل هذه الأمور تشير إلى احتلال ناعم تسعى له إيران في المنطقة.