Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

رسالة موجعة من مناطق النظام!

خاص - SY24

تتوالى الرسائل المعبّرة عن واقع الحال المأساوي في مناطق سيطرة النظام، وسط الظروف الاقتصادية المترافقة مع نزيف الليرة السورية الحاد.

وفي التفاصيل، رصدت منصة SY24، رسالة من الداخل السوري ممزوجة بالألم والهموم حملت عنوان “عذرًا سوريا.. الفقر المدقع”، والتي تصوّر مستوى الفقر والحاجة في مناطق سيطرة النظام، لتُختم الرسالة بعبارة “لوين وصلنا؟!.

وجاء في الرسالة التي ننقلها كما وصلت بـ “العامية”: شب بيسألك معك 100 ليرة بدي اشتري خبز نسيت المصاري بالبيت.. طبعاً هو لانسى ولاشي ومافي ببيتو ولا ليرة بس عزت عليه نفسو يشحدها من صاحبو”.

وتابعت “شب بيجيبك على جنب وبيقلك بالله تعطيني أجار الطريق إذا معاك لانو مصرياتي وقعوا مني .. هو ما وقع منو شي بس هو موقادر يقلك والله ما معي آكل لسا في شوية كرامة منعتو من هالكلمة”.

وجاء فيها أيضا “طفل بيحلفك بكل شي غالي عندك وبيقلك هي 500 ليرة كملي إياها على 1000 ليرة وروح معي عالصيدلية واشتري لاخي الدواء ، وشوفير عمرو فوق 60 سنة وبيشتغل طول اليوم على السيارة وبيمسح عرقه بالمنشفة ويمكن مش عرق يمكن دموع، وشب عمره 25 سنة بينام للمغرب لأنو فقد الأمل بالحياة وبيقلك الانتحار حرام فبينتحر بطريقة حلال، وهاد الشب اللي لما حد بيسألوا ليش ماعم تتجوز بيبتسم هديك الابتسامة اللي بتقطع القلب وبيقول إن شاء الله قريباً، وهو ما معه ولا ليرة بجيبته، بس معاه بكالوريا وماجستير وبيستنى رقمو بالشؤون”.

وأضافت “أم و أب محروق دمهم على أولادهم الي عم يكبروا قدام عيونهم ونجحوا وجابوا مجموع، بس ما معهم يصرفو على أولادهم بالجامعة”.

وجاء فيها “بتركب سيارة رايح على البيت بيقلك الشوفير مرتي ولدت بالمستشفى من ثلاث ساعات وبدها غداء وعلاج وما جبتهم لأنه ما معي مصاري، وبتمد ايدك وبتعطيه أقل القليل، وبتوقفو صبية حامله طفلها بتقلو توصلني بس ما معي أعطيك أجار بيقلها طلعي رزقي ورزقك على الله، بتقعد بالسيارة وبتبكي وما بيطلع بإيدك إلا تقول الله يصبرك ولا حول ولا قوة الا بالله”.

وختمت الرسالة بعبارة “لوين وصلنا.. الله يفرجها على البلاد وعلى العباد.. افرجها علينا وعلى الجميع يا الله”.

ولا تعتبر تلك الرسالة هي الأولى من نوعها، والتي يتناقلها موالون وناشطون من مناطق سيطرة النظام، إذ منذ مطلع العام الجاري كان هناك الكثير منها والتي تجد في منصات التواصل الاجتماعي وخاصة “فيسبوك” وسيلة لإيصال الصوت ونقل الواقع المؤلم.

وفي بداية كانون الثاني/يناير الماضي، وجه أحد المواطنين القاطنين في مناطق سيطرة النظام السوري في العاصمة دمشق، صرخة عبر خلالها عن المعاناة التي يعيشها كل منزل، وسط غلاء واستمرار مشهد الطوابير البشرية التي تنتظر على أبواب الأفران ومحطات الوقود.

يشار إلى أن العديد من المصادر الاقتصادية الموالية للنظام، أكدت أن تكاليف معيشة أسرة سورية مؤلفة من 5 أشخاص فقط، باتت اليوم تصل إلى أكثر من 700 ألف ليرة سورية شهريا.

وقبل أيام، أكد مصدر اقتصادي موالي للنظام، أن الأسرة السورية تحتاج اليوم إلى نحو 200 ألف ليرة سورية شهريا، تكاليف ما يحتاجه الجسم للحصول على سعرات حرارية خلال وجبات الفطور والغداء والعشاء، مشيرا إلى التكاليف ربما تزيد بسبب اختلاف الأسعار.

ومنتصف كانون الثاني/يناير الماضي، أشار باحثون إلى تزايد نسبة الفقر في سوريا بسبب غياب المعيلين الذكور إلى جانب الفقر العام وغياب فرص العمل والتآكل الاقتصادي العام، وجنوح النظام إلى التماهي المطلق مع أمراء الحرب الساعين إلى مزيد من النهب العام، ليضاف إلى جمهور المتسولين الذي يتسع شرائح جديدة من الأرامل واليتامى والأطفال مجهولي النسب الذين لم يجدوا معيلًا لهم، إضافة إلى المعاقين جرحى الحرب وكبار السن العاجزين.