Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

رغم “كورونا”.. وزير خارجية إيران يزور دمشق ومحللون يوضحون

خاص - SY24

على الرغم من تفشي وباء “كورونا” في دول العالم ومن بينها إيران التي كانت المنطقة الثانية التي انتشر فيها الفيروس، والذي أودى بحياة عدد من الشخصيات الإيرانية المسؤولة، إلا أن ذلك لم يثن إيران عن محاولة فرض وجودها بالمنطقة وخاصة في سوريا.

ففي آخر الأخبار، وصل وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” في زيارة خاطفة إلى العاصمة السورية دمشق، اليوم الاثنين، في زيارة تستغرق يوماً واحداً، يلتقي خلالها برأس النظام بشار الأسد وعدد من مسؤوليه.

وأثارت تلك الزيارة عدة تساؤلات حول توقيتها والهدف الرئيس منها؟ خاصة وأن أغلب دول العالم يعقد مسؤوليها اللقاء عبر “الأون لاين” وخاصية “مؤتمرات الفيديو” تحاشيا لنقل الفيروس أو الإصابة به.

وتعليقاً على تلك الزيارة، قال خبير دراسات بلاد الشام في مركز “أورسام” بالعاصمة التركية أنقرة الدكتور “سمير العبد الله” لـ SY24 ، إن “أهمية الزيارة تأتي كونها أول زيارة لظريف بعد أن قدم استقالته عقب زيارة الأسد لطهران دون علمه بها، كذلك الزيارة الأولى بعد مقتل سليماني، وبعد الاتفاق الروسي التركي في موسكو بتاريخ 5 آذار، والذي تم به استبعاد إيران من الاتفاق على الرغم من المبادرات التي طرحتها، مما جعلها تشعر بقلق كبير على مصالحها بسوريا، وبأن هناك اتفاقات تجري دون علمها بها، وتخشى أن لا يكون لها دور في المعادلة السورية في المستقبل، وخاصة أنه يبدو أن هناك رغبة دولية وعربية بإخراج إيران من سوريا، ومحاربة النفوذ الإيراني بها”.

وتتزامن تلك الزيارة أيضا مع حملة تعتبر الأقوى من وسائل إعلام روسية على نظام الأسد، أشارت خلالها إلى فساد النظام وإلى أنه لم يعد قادرا على حكم البلاد في الأيام القادمة وأنهم لم يعودوا يتمسكوا به إلى النهاية.

وأضاف “العبد الله” أن “إيران ستحاول أن يكون لها دور في إدلب من خلال علاقتها مع النظام السوري، الراغب أيضاً استمرار العمليات العسكرية، مما يشكل ورقة ضغط بيدها على الروس والأتراك، كذلك النظام يحاول أن يثبت للروس أنه لديه حليف أخر يدعمه، وخاصة بعد مانشرته وسائل الإعلام الروسية من أخبار عنه، لذلك فالزيارة مهمة للطرفين وربما يعقبها بعض التطورات على الساحة السورية وفي إدلب خصوصا”.

أما عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية “طاهر أبو نضال الأحوازي” فقال لـ SY24 ، إنه “حسب آخر لأحداث والتصريحات للقيادات الروسية شريكة بشار وإيران بقتل عشرات الآلاف من المواطنيين العزل من أبناء سوريا اليوم، تظهر خلافات شديدة بينها وبين النظام السوري، بسبب سوء إدارته  وتفشي الفساد المالي، وبالتالي التهديدات الروسية من الممكن أن تشي بتخلي روسيا عنه، وبالتالي من الممكن أن يتأثر بها النظام الإيراني”.

وأضاف أن “هدف الزيارة هي للملمة  الخلاف الحاصل بين التحالف الثلاثي و تحذير نظام الأسد من مغبة الأمر الذي يؤدي إلى شرخ في العلاقات”.

وتابع أن “هناك أمر مهم وهو وضع إيران وظروفها الاقتصادية والأمنية واحتمال مواجهات عسكرية مع الولايات المتحدة خاصة أن النظام الإيراني  ازدادت استفزازاته تجاه قوات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة وخارجها، وبالتالي إيران لا تريد إضعاف جبهتا في الأراضي السورية، خاصة أن هناك عشرات الآلاف من مقاتلين من المليشيات الإرهابية التي تقودها إيران من العرب وغير العرب”.

وادعت حكومة النظام أن اللقاء تناول “آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية أستانا، وتطورات الأوضاع في الشمال السوري، وموضوع ما وصفته المحاولات الغربية الحالية لإعادة استثمار موضوع الأسلحة الكيميائية في سوريا”.

وقال المحلل السياسي المهتم بالشأن التركي والإيراني “أحمد حسان” لـ SY24، إن “المرحلة حاليا تشهد إعادة تموضع دولي استباقا للنتائج السياسية والعسكرية لأزمة كورونا، وهذه الزيارة تستهدف إعادة تفعيل مسار أستانا لأن إيران تعتبر أن الاتفاقات التي جاءت في إدلب تجاهلتها وأنها تمهد لتنسيق تركي روسي قد يكون مهددا للدور الإيراني”.

وأضاف أنه “لهذا السبب يتم حالياً العمل على صيغة تعيد التوازن للدول الضامنة في أستانا وبالذات مجموعة المعتقلين، وكذلك ملف إعادة النازحين وملف ربط المسار السياسي في جنيف مع العسكري في أستانا”.

ورأى “حسان” أن “تركيا ستلعب على هذا الخلاف الروسي الإيراني لتثبيت حدود سوتشي مقابل دور إيراني في الطرق التجارية (خط عنتاب حلب)، والأشهر القادمة مقبلة على مفاجآت قد لا يتوقعها الكثير بحيث تحل المصالح الاقتصادية العقد التي لم تحلها العمليات العسكرية”.

وختم بالقول: “حالياً ما يجري هو مخاض صعب لكل الأطراف السورية، وإيران تسعى إلى إعادة التموضع داخل النظام لأن الأجنحة تتصارع ولا تريد إيران أن يأتي جناح يبني دور له في النظام القادم مقابل تحجيم إيران”.

بينما رأى الباحث والمحلل السياسي “ماجد عزام”، أن “هذه الزيارة مثل كل الزيارات السابقة، فهي نوع من الخداع الإيراني الدبلوماسي لإعطاء طابع دبلوماسي للاحتلال الإيراني العسكري والأمني في سوريا، فالسياسة الإيرانية في سوريا يديرها العسكر والحرس تحديدا كما رأينا عندما خفر قاسم سليماني بشار بطائرة شحن إلى إيران تفاجأ به حتى الرئيس حسن روحاني بينما ظريف لم يحضر”.

وأضاف لـ SY24 أنه “من حيث المضمون ظريف لا يدير السياسة الإيرانية في سوريا بل يديرها بعد اغتيال سليماني علي لاريجاني(رئيس مجلس الشورى الإيراني) المريض بكورونا، وظريف يتواجد لإيصال رسالة إيرانية كان من المفترض أن يوصلها لاريجاني أصلا في الوضع الطبيعي لولا المرض”.

ورأى “عزام” أن “إيران تريد أن تقول أنها حاضرة في سوريا ولم تعد لاعب هامشي، وأعتقد هو رد على الحملة الاعلامية الروسية ضد بشار الاسد والتي تريد أساسا ابتزاز الأسد وإجباره للانصياع بعد أن قبل رشوة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد للمضي قدما في معركة إدلب رغما عن مشغله وراعيه الاحتلال الروسي، وبالتالي زيارة ظريف تأتي في إطار الخشية من أن يكون أحد أهداف الرشوة الايرانية هي إبعاد بشار عن ايران أو إبعاد إيران عن سوريا أيضا”.

يشار إلى أن ظريف وصل دمشق في 16 نيسان/أبريل 2019، في زيارة جاءت بعد تقديم استقالته لروحاني على خلفية عدم استدعائه لحضور اللقاء الذي جمع رأس النظام بشار الأسد بروحاني وقاسم سليماني، ما دفع بالأسد إلى دعوته لزيارة دمشق من باب تطيب الخاطر، وفق مراقبين.