Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في تحدٍ واضح للحصار.. قاطنو مخيم الركبان ينظمون أول دوري لكرة القدم

أحمد زكريا – SY24

على الرغم من حالة الجوع والحصار وتردي الأوضاع المعيشية والطبية، إلا أن مخيم “الركبان” الواقع على الحدود السورية الأردنية، يشهد انطلاق أول دوريّ لكرة القدم بجهود وامكانيات فردية من شباب المخيم.

ويشارك في دوري مخيم “الركبان” 8 فرق رياضية هي: فريق القريتين، وفريق صقور مهين، وفريق أنصار تدمر، وفريق نور مهين، وفريق اليرموك مهين، وفريق تدمر، وفريق شباب تدمر، وفريق شباب مهين”.

وانطلق دوري كرة القدم في المخيم المحاصر، يوم الثلاثاء 12 شباط/فبراير الحالي، ويستمر لمدة 15 يومًا بحسب ما ذكرت مصادر محلية من داخل المخيم.

نشاط ترفيهي رغم الظروف المأساوية
ويحاول القائمون على هذا الدوري أيصال رسالة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات والجهات الدولية، أن من حق قاطني المخيم الحياة والترفيه عن أنفسهم من خلال كرة القدم.

كابتن فريق القريتين “علي أبو غليون” قال لسوريا 24، إن هذا النشاط الرياضي هو عبارة عن وسيلة للترفيه عن أنفسنا ورفع للمعنويات في ظل الظروف والمأساة التي نحن فيها، وعشقنا لكرة القدم فرض علينا أن نقوم بهذا العمل.

وأضاف، أن رسالتهم من خلال هذا الدوري هي نشر حب وعشق كرة القدم للجميع، وأن من حق قاطني المخيم القيام بذلك رغم كل الظروف.

وبيّن في مستهل حديثه، أن البطولة تتألف من مجموعتين وكل مجموعة تضم أربع فرق، وتعداد كل فريق يقارب 20 لاعب، في حين يتواجد على أرض الملعب تسعة لاعبين فقط، مشيرًا إلى أن أرضية الملعب ترابية لكنهم قاموا بتخطيطها وتجهيزها قدر الإمكان لتتناسب مع المباريات التي ستقام عليها.

وذكر “أبو غليون” أن معظم لاعبي تلك الفرق كانوا قبل الأحداث في سوريا يلعبون مع فرق رياضية من الدرجة الثالثة في تصنيف الاتحاد السوري لكرة القدم، كما أن معظم اللاعبين متمرسين وبالأخص فريق “القريتين” وفريق “تدمر” الذي كان تصنيفه الثاني.

ويُعد “أبو غليون” من بين اللاعبين الذين احترفوا خارج فريق القريتين ولعب في نادي “الكرامة” الحمصي الشهير ركما لعب لصالح فريق “الجيش” على مستوى الأشبال والناشئين.

وعن الصعوبات التي تواجه انطلاقة الدوري قال المصدر ذاته: إن من ينظر للمخيم بشكل عام يعلم حجم المعاناة والصعوبات التي تواجهنا، أضف إلى ذلك أنه بسبب قلة الدعم وقلة فرص العمل فإن أحذية اللاعبين عبارة عن “أحذية بلاستيكية قديمة” ونادرا ما سترى لاعب يملك حذاء رياضي، إلا أننا ورغم كل ذلك مستعدون لأن نلعب “حفاة” من دون أحذية رياضية لإنجاح هذا الدوري.

وعن التوقعات المرجوة من هذا الدوري أوضح “أبو غليون” أنهم لا يهتمون للنتائج ولا يتوقعون أي شيء، بل أن المهم بالنسبة لهم هو أن جميع اللاعبين سعداء بهذه الفعالية الرياضية لأنها الأولى من نوعها في مخيم “الركبان” معربًا عن أمله في أن يكتب لها النجاح مستقبلا، لافتًا في الوقت ذاته إلى المساعي لإقامة بطولة ثانية داخل المخيم المحاصر.

وشكا “أبو غليون” من غياب الدعم والاهتمام بشباب المخيم وأحلامهم وقال: لا يوجد أي اهتمام بنا من المتواجدين خارج المخيم، فبالنسبة للنظام نحن مجموعة إرهابيين يقطنون المخيم، أما بالنسبة لمن هم خارج سوريا فلا نعني لهم أي شيء، على حد تعبيره.

وطالب “أبو غليون” في سياق حديثه، جميع المهتمين والوسائل الإعلامية نقل أصوات اللاعبين الرياضيين من داخل مخيم الركبان، كما طالب الأمم المتحدة بضرورة لفت الانتباه لهذا النشاط الرياضي ودعمه بشتى الوسائل.

رسالة للعالم أجمع بأن سكان المخيم ليسوا “إرهابيين”
عماد أبو شام” مسؤول قسم الاعلام والدعم في دوري مخيم الركبان، أوضح لـ sy24، أن فكرة النشاط الرياضي هي فكرة شبابية أطلقها شباب المخيم العاطلين عن العمل، بهدف تعبئة أوقات فراغهم في ظل الروتين اليومي داخل هذا المخيم وغياب أي نشاطات ترفيهية أخرى، فجاءت فكرة هذا النشاط الرياضي الترفيهي لأبناء المخيم من كافة الفئات العمرية إن كان لاعبين أو كجمهور متفرج، من أجل خلق أجواء من الفرح تكسر الحالة الإنسانية السيئة التي يمرون بها.

وعن الرسالة المراد ايصالها من خلال هذا النشاط الترفيهي قال “أبو شام”: إن رسالتنا هي أن شباب المخيم ليسوا ارهابين ولو تم منحهم الفرص المناسبة لإثبات إمكانياتهم لكانوا أفضل بكثير مما هم فيه الأن، وسط غياب التعليم الابتدائي أو الجامعي.

وتابع بالقول: رسالتنا أننا نحب أن نعيش ونحب أن يكون لنا مستقبل، ويجب على الجميع أن ينظر إلى شباب مخيم الركبان نظرة مختلفة على أنهم ليسوا مسلحين، فهم هربوا من بطش النظام وداعش، وأؤكد أنه من حقنا أن نعيش ومن حقنا الترفيه عن أنفسنا ومن حقنا أن نكون كل شيء.

وعن مدى تقبل قاطني المخيم لفكرة الدوري الرياضي، أشار “أبو شام” إلى أن تقبل سكان المخيم جيد وكان هناك حضور جماهيري جيد للمباراة الافتتاحية التي انطلقت، عصر الثلاثاء، بين فريقي “مهين والقريتين” وكان واضح حجم الاستمتاع بلعبة كرة القدم الجماهيرية داخل المخيم.

وأعرب “أبو شام” في ختام حديثه، عن أسفه من غياب الدعم اللازم لأي نشاط يقام في المخيم، معبرًا عن أمله في أن يكون هناك جهات داعمة للأنشطة الرياضية والنسائية، يضاف إلى ذلك الأنشطة الترفيهية الخاصة بالأطفال.