Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما هدف النظام وإيران من تغيير أسماء بعض الأحياء في دمشق؟

أحمد زكريا - SY24

أثار تغيير أسماء أحياء “القدم والعسالي” جنوب دمشق إلى “باسيليا سيتي” بحسب ما أعلن عضو المكتب التنفيذي في مجلس محافظة دمشق “فيصل سرور”، حفيظة واستهجان الكثير من النشطاء والمعارضين وحتى الموالين للنظام.

وكان عضو المكتب التنفيذي كشف أن منطقة “القدم والعسالي” أصبح اسمها “باسيليا سيتي”، ضمن المخطط التنظيمي الموضوع لها، وذلك في تصريح لإحدى وسائل الإعلام الموالية لنظام الأسد، مضيفًا أن تلك المنطقة خاضعة للمرسوم 66، ويوجد لها رسم ومخطط تنظيمي رقم 102، وأصبح اسمها باسيلا سيتي”.

وأشار “سرور” إلى أن معنى اسم “باسيليا” هو الجنة، وهو من اللغة السريانية، أي اللغة السورية القديمة، لتأتي التسمية الجديدة كخطوة من خطوات الحكومة التحديثية، بإطلاق اسم جديد على منطقة دمرتها الحرب، بحسب وسائل إعلام النظام.

وبحسب عضو مجلس محافظة دمشق، فإن كل أصحاب الممتلكات والأراضي في تلك المنطقة أصبحوا يملكون أسهم تنظيمية قابل للتداول والبيع والشراء وحقه محفوظ تماماً.

وتابع: أن المعاناة هي للشاغلين والمستأجرين، ومن كان مستأجر وساكن في منزله سيخصص لهم سكن بديل أيضاً ضمن المخطط التنظيمي، بينما إذا كان غير ساكن والمنزل أساساً من المخالفات، فليس من المنطق أن يكون له مخصصات ضمن المخطط.

وأشار، إلى أن المواطن طالما كان لديه ملكية نظامية قانونية لسكن أو أرض فإن حقه مصان ومحفوظ، أما بما يتعلق بالسكن المخالف، فإجراء إعادة بناءه هو غير قانوني.

تبايُن في ردود الأفعال

وجاءت ردود الأفعال متباينة إزاء تلك الخطوة، ففي وقت اعتبر فيه موالون في حديثهم لوسائل النظام أنه “من الممكن رؤية الأمر على أنه محاولة من الحكومة لكي ينسى الأهالي وجع الحرب الذي أصابهم، لتمحى منطقة تعرضت لدمار شديد عبر المخطط التنظيمي الجديد، ومنه اسم جديد”، رأى آخرون أن السبب وراء تغير التسمية ” يأتي لأهمية المنطقة كونها قديمة جداً، وأمام ما تعرضت لها من دمار، يتم تسميتها باسم من اللغة السورية القديمة، تخليداً لذكرى ضحاياها ولنا عانت من أوجاع خلال الحرب”.

أما عن ردود الفعل من المعارضين لنظام الأسد فيما يخص تغير اسم منطقة “القدم، والعسالي” بحسب ما تم رصده، فرأت إحدى المعارضات أن ذلك “يعني تغيير ديمغرافي مسح الابنية وسردية أهلها وطمس الضحايا والشهداء إقامة استثمارات للأغنياء ونمط عيش لا يسمح لأهل المنطقة الفعليين بالعودة”، وعبر أحد المهجرين من تلك المنطقة للشمال السوري بالقول: “رح يمسحوا ذكرياتنا بكل سهولة بالجرافات، الحارات يلي لعبنا فيها ورافقتنا صورها بكل تفاصيلها نحنا ورايحين وجايين، رح يمسحوا كل الوجود السابق النا، رح يمسحوا عقود من العمر مليئة حتى أخرها بالتفاصيل.. هل نبدأ من جديد؟”.

مشروع إيراني بامتياز

واعتبر حقوقيون أن تغير أسماء بعض المناطق في قلب العاصمة دمشق، هو أمر مقصود ومتعمد من قبل حكومة النظام.

وفي هذا الصدد قال رئيس “هيئة القانونيين السوريين” القاضي ” خالد شهاب الدين”: تقدمنا بمذكرة تتحدث عن الشركات الروسية والإيرانية التي تنفذ المرسوم 66 لعام 2012 والقاضي بإعادة تنظيم المناطق، ليأتي القانون رقم 10 لعام 2018 ليتمم هذا الموضوع.

وبيّن “شهاب الدين” لسوريا 24، أن موضوع ” ماروتا وباسيليا ستي” هو مشروع إيراني بحت يرتكز إلى المرسوم 66 لعام 2012 ومن بعده القانون رقم 10، عن طريق شركات إيرانية تقوم بتنفيذ هذا المشروع ويغطي عليها شركات مثل “شام القابضة” برعاية رامي مخلوف، مؤكداً أن الموضوع احتيالي فهناك شركات تسمى سوريّة لكن باطنها شركات إيرانية.

وعن رأيه في مسألة تغيير أسماء بعض المناطق في العاصمة دمشق قال “شهاب الدين”: الموضوع كله يتعلق بتغيير ديمغرافي برعاية إيرانية كاملة، فاليوم إيران تسيطر على مؤسسات الدولة السورية وتتغلغل وتتدخل في اصدار القوانين التي ترسخ وجودها ومشروعها في “الهلال الشيعي”، وبالتالي التغيير الديمغرافي للبنية السكانية في سوريا، وتغيير الاسم من القدم والعسالي إلى “ماروتا وباسيليا سيتي” هو في صلب موضوع التغيير الديمغرافي للبنية السكانية لسوريا وطمس معالم حتى الثقافة وتاريخ السوريين ومكون بعينه، وإحلال مكونات أخرى طائفية برعاية إيرانية، ورويدًا رويدا يريدون أن تنسى الأجيال حتى أسماء الأحياء بإطلاق أسماء جديدة وبالتالي طمس معالم وحضارة السوريين.

وأكد، أن ما يجري هو أمر خطير وتوصيفه القانوني هو “جريمة حرب” لأنه تهجير قسري بهدف التغيير الديمغرافي و”جريمة ضد الإنسانية” وفق قانون نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية ووفق القانون الإنساني الدولي والقانون العرفي الدولي والقانون الدولي العام.

“دمشق الجديدة” والقضاء على العشوائيات

أما الخبراء الاقتصاديون فكان لهم رأي إضافي، معتبرين أن تغيير النظام لأسماء بعض المناطق هدفه القضاء على جميع العشوائيات القريبة من العاصمة دمشق.

وقال الخبير الاقتصادي “يونس الكريم” لسوريا 24: إن النظام سيقضي على جميع العشوائيات كونهم من الناحية القانونية هم “مخالفين”، وأن الأهالي المهجرون سيكونون أمام خيارين إما القبول بالتعويضات المالية الصغيرة التي لا تستطيع شراء منازل لهم، أو القبول بالسكن البديل الذي “قد” يكون للإيرانيين دور في انشائها أو حتى للروس، ومن الممكن أن تكون تلك المساكن في منطقتي “زاكية، أو دير علي”.

وشددّ “الكريم” على أن دور “إيران” سيكون استثماري للحصول على جزء من الأموال لتمويل البنية التحتية لهذه المشاريع، وقد يعطى لإيران دور ببناء مساكن بدلا من المساكن التي يسكنها الناس، وتكون عبارة عن وحدات سكنية بعيدة عن العاصمة دمشق.

وأضاف، أن استياء السكان ليس من تغيير الاسم بقدر ما هو الخوف من مآل ما حدث مع أهل “داريا، وكفرسوسة، والمزة” بعد أن تم طرد الناس من بيوتها واستملاكها دون أن يتم اعطاؤها أي بدل نقدي كونها مناطق مخالفات ومناطق زراعية، أو التخوف من أن يتم اعطاؤها بدل سكني في مناطق بعيدة مثل “دير علي، وزاكية، والكسوة، وسهل كوكب” لا تتوفر فيها احتياجاتهم السكنية.

ويعد مشروع “باسيليا سيتي”، من وجهة نظر “الكريم” مشروع حيوي واستراتيجي، كونه يقع على “طريق عمّان” من جهة، وهو قريب من العاصمة دمشق من جهة أخرى إضافة لوجود خط الحديد في منطقة “القدم”، مبينًا أن هذا المشروع من صلب ما كان يخطط له النظام منذ فترة طويلة تحت عنوان “دمشق الجديدة” والقضاء على العشوائيات القريبة من العاصمة وإقامة بدلاً منها مساكن للأغنياء إضافة للفنادق والمطاعم.