Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مخلفات القصف تشكل خطراً على المزارعين في ريف اللاذقية

جهان حاج بكري - SY24

تشهد القرى الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، عودة الكثير من أهلها النازحين، نتيجة توقف القصف من قبل قوات النظام بشكل نسبي، حيث عادت أغلب العائلات بهدف العمل في أراضيها الزراعية التي تركتها بسبب النزوح، في ظل غياب فرص العمل وعدم القدرة على تأمين مصدر للدخل في الوقت الحالي.

وتعتبر الزراعة العمل الرئيسي لمعظم أهالي ريف اللاذقية، لكنهم يواجهون مشكلة كبيرة في العودة إلى أراضيهم وحراثتها، وهي انتشار القذائف الغير منفجرة والقنابل العنقودية التي كانت قوات النظام تلقيها على المناطق الخارجة عن سيطرتها، حيث باتت مخلفات القصف تشكل العائق الأكبر أمام عملهم، وسط مناشدات لفرق الدفاع المدني في المنطقة لمساعدتهم.

المزارع “محمد رستم” من قرية التفاحية بجبل الأكراد، قال لـ SY24، إن “نسبة تواجد القنابل العنقودية الغير منفجرة كبيرة جداً في الأراضي، وشهدت المنطقة خلال الأعوام السابقة حالات وفيات وإصابات نتيجة انفجارها بالأشخاص الذين يقتربون منها، مما شكل حالة من الخوف والقلق لدى المزارعين”، مشيراً إلى أن وضعهم في المنطقة لا يساعد في حل هذا الأمر، فأغلب المزارعين يجهلون كيفية التعامل مع هذه القذائف رغم وجود حملات توعية من قبل الدفاع المدني، فضلاً عن أن المزارعين يتوجهون بشكل منفرد نحو الأراضي، ومن الممكن أن يتعرضوا للإصابة دون وجود أحد لإسعافهم.

وأشار المصدر إلى أن “عدد قليل من العائلات التي عادت إلى منازلها وأراضيها حتى الآن، لكن الأمر شكل لهم عامل خوف لأن خطر الموت لايزال قائم رغم هدوء القصف، فيما لا تزال حياتهم مهددة بالخطر بطرق أخرى، ومن الممكن لأي شخص أثناء سيره نحو أرضه أو داخلها أن يفقد حياته، منوهاً إلى أن الطرقات الرئيسية يتم تمشيطها وإزالة أي قذيفة أو قنبلة لحماية كل من يسلكها، لكن المناطق الجبلية والأراضي الزراعية يصعب الأمر بها بسبب المساحات الواسعة وصعوبة معرفة الأماكن التي تم استهدافها، إضافة إلى مخاطر الوصول إليها.

وتنفجر هذه القذائف في حال الدعس عليها أو حتى لمسها، كما أن الحرارة المرتفعة من الممكن أن تتسبب بانفجارها، ونسبة تواجدها في أراضي ريفي اللاذقية وإدلب الغربي تصل إلى 15% بحسب إحصائيات الدفاع المدني في المنطقة، الذي يعمل بشكل دائم على إتلاف هذه القذائف وتفجيرها من خلال فرق الهندسة المختصة التابعة له.

وأكد “علاء صوان” مسؤول حملات التوعية في مديرية الدفاع المدني بالساحل، أن “الدفاع المدني هو الجهة الوحيدة التي تعمل في المنطقة على توعية الأهالي من مخاطر مخلفات القصف وكيفية التعامل معها، من خلال حملات التوعية التي تقوم بها في المدارس والمشافي والمخيمات وتجمعات الأهالي، إضافة لنشر بروشورات والطلب من الأهالي إخبار الدفاع المدني في حال وجود مخلفات للقصف أو العثور على أي قنبلة، موضحاً: أنهم يقومون بالتعامل مع هذا الأمر من خلال وضع شاخصات تحذيرية، توضح أن المنطقة تحوي مخلفات قصف ريثما تصل الفرق المتخصصة.

كما أشار إلى أنهم ينشرون صوراً تعريفية بأشكال وأحجام القنابل العنقودية مع الشرح عن طرق الأمن والسلامة، مؤكداً أنهم لم يسجلوا أية حالة إصابة منذ فترة، نتيجة تكثيف حملات التوعية ومعرفة الناس بمخاطر هذه القنابل.

وتتميز مناطق ريف اللاذقية بطبيعتها الجبلية وانتشار الأراضي الزراعية التي يعمل سكانها بالزراعة منذ عقود، لكن الحرب والنزوح والقصف أجبرهم على ترك أراضيهم خلال الأعوام الماضية.