Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مطار التيفور.. قاعدة عسكرية لميليشيات إيران وبنك أهداف ثابت لصواريخ إسرائيل

أحمد زكريا - SY24

 

 

ضربات موجعة تتلقاها الميليشيات الإيرانية، جراء استهداف معاقلها العسكرية في أكثر من نقطة داخل سوريا، بهجمات جوية من الطيران الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى اتباعها سياسة المناورة ومحاولة تبديل مواقعها تفاديا لتلك الضربات.

وبات من الملاحظ مؤخراً أن تمركزات تلك الميليشيات بالقرب من مطار دمشق الدولي أو حتى في مطار المزة العسكري، أصبحت بنك أهداف سواء للطيران الأمريكي أو حتى للطيران الإسرائيلي، ما دفع بها لمحاولة الابتعاد والتمركز في مطار التيفور العسكري، والذي يقع في منطقة “تدمر” شرقي محافظة حمص، والقريب من البادية السورية وأيضاً من محافظة دير الزور.

ومساء الثلاثاء الماضي، ذكرت وكالة أنباء النظام “سانا”، أن “الطيران الإسرائيلي هاجم مطار الـ T4 العسكري الواقع في ريف حمص الشرقي”، زاعمة أن “الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط بعض الصواريخ، لكن أربعة أخرى وصلت إلى الهدف”، دون ذكر تفاصيل عن الخسائر.

وفي 2 شباط/فبراير 2019، ذكرت وسائل إعلامية إسرائيلية ومن بينها صحيفة “هآرتس” ، عن أن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني بدأت بنقل ‏مركز إمدادها من مطار دمشق الدولي إلى مطار “‏T4‌‏” الواقع بين حمص وتدمر، فيما أشار مراقبون عسكريون حينها إلى أن الميليشيات تحاول “الفرار” من إسرائيل من خلال عملية نقل وتبديل مواقعها.

وتعليقاً على ذلك قال الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد “إسماعيل أيوب” لـ SY24، إن “مطار المزة العسكري كان أحد القواعد الرئيسية للطيران المسيّر الإيراني ولمستودعات نقل السلاح لحزب الله ، ونظراً للضربات المتكررة على مطار المزة منذ بدايات الثورة السورية وحتى الآن هناك أكثر من 10 ضربات دمر فيها عدد كبير من الطائرات المسيرة الايرانية، ونظرا للانتشار الكبير للميليشيات الإيرانية على مساحة القطر وخاصة في الأعوام 2015 و2016 و2017 في منطقة تدمر وماحولها، فما كان من الحرس الثوري الإيراني إلا وأن اتخذ من مطار التيفور قاعدة ليست بديلة عن مطار المزة لكنها قاعدة بعيدة فيها هنكارات محصنة للطائرات المسيّرة ومكان تمركز الميليشيات الإيرانية”.

وفي أيار/مايو 2019، ذكر “مركز نورس للدراسات”، أن الميليشيات الإيرانية بدأت بزيادة طول مدرج مطار “التيفور” من 3200 إلى 3750 مترا، بالإضافة إلى القيام بإنشاء مدرج ثان للطائرات، في خطوة لإعادة تأهيل المطار وتجهيزه كقاعدة لها.

وتابع “أيوب” أنه “بالرغم من أن إسرائيل ضربت الميليشيات الإيرانية في المطار ودمرت على أكثر من 4 ضربات بما فيها الضربة الأخيرة الطيران المسيّر الإيراني في التيفور، إلا أن مطار التيفور هو (واسطة العقد) كما يقال، كونه يتواجد على الطريق الدولي بين حمص وتدمر ودير الزور، وهو من أهم النقاط الاستراتيجية للميليشيات لمراقبة الطريق الدولي”.

وأشار إلى أن الميليشيات الإيرانية “لديهم تواجد في مطار تدمر القديم بعد سيطرتهم على الطريق الدولي من البوكمال لدير الزور لتدمر إلى حمص ومنه للقصير وإلى لبنان، ومن الطبيعي أن نرى التعنت الايراني والتمسك بهذه القاعدة”.

وأعرب “أيوب” عن عدم اعتقاده “رغم تلك الضربات أن تخرج الميليشيات الإيرانية من مطار التيفور الذي يتواجد فيه أكثر من 54 حظيرة مسلحة”، وأشار إلى أن الميليشيات الإيرانية “من الممكن أن تناور فقط بنقل معدات من حظيرة لأخرى خاصة في الليل حتى لا تستطلعهم وسائط الاستطلاع الإسرائيلية والأمريكية، لكن هذه الضربة كانت مدروسة واستهدفت الحرس الثوري الايراني في التيفور وخاصة الطيران المسيّر التابع له، كونه يوجد لديهم سرب كامل من الطيران المسيّر والتي تحمل صواريخ جو أرض، ورغم أنها بدائية إلا أنها هي مؤثرة  في كثير من الأحيان، وبالتالي لا أمريكا ولا حتى إسرائيل سوف تسمحان بتواجد إيراني لا في التيفور ولا في غيره، كونهم يتحسسون كثيرا من وجود طيران مسيّر يحمل قذائف حتى لو كانت (أر بي جي)، وبالتالي فإن الضربة تأتي في هذا السياق”.

يذكر أنه في 10 نيسان/أبريل 2018، لقي سبعة عناصر إيرانيين من بينهم أربعة مستشارين عسكريين، مصرعهم بغارة جوية من طيران حربي استهدفت مطار “التيفور” العسكري، واتهم نظام الأسد و وروسيا وإيران، آنذاك إسرائيل بشن الهجوم الجوي.