Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

من معلم إلى بائع للخضار.. قطاع التعليم يتهاوى شمال سوريا

خاص - SY24

وجد آلاف المعلمين في الشمال السوري  أنفسهم أمام خيارات صعبة، نتيجة إيقاف الدعم المقدم لهم من قبل الجهات المانحة في 20 أيلول عام 2019 الماضي، والتضييق الذي مارسته “حكومة الإنقاذ” على مديريات التربية والتعليم وإغلاق المراكز التعليمية التي لا تتبع لها.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، صورة قالوا إنها لمعلم تخلى عن مهنته التي عمل فيها لسنوات طويلة وبدأ العمل في بيع الخضار في إحدى مدن محافظة إدلب، بعد انقطاع راتبه منذ مدة طويلة.

ونقل الناشط الإعلامي “عبيدة حياني” عن المعلم، قوله: “من أين سوف أطعم أطفالي وماذا استفدنا من تعليم الأطفال وأين هؤلاء الذين كانوا يفرضون علينا القرارات ويأتون إلى المدارس و يراقبوننا.. 8 سنوات بالتعليم وآخر شي إلى بائع خيار.. المعلم في المناطق المحررة ليس له كرامة ولا حقوق”.

كما نشر المعلم “طاهر محمد عرعور” في إحدى المجموعات على موقع “فيسبوك” منشورا قال فيه: “أعلن انشقاقي عن نقابة المعلمين وانضمامي إلى نقابة الشحادين.. طبعا لو قبلوا انضمامي”، وأرفق صورة لهويته النقابية الصادرة عن فرع حلب في النقابة السورية العامة للمعلمين.

من جهته الأستاذ “عمر ليلى” نقيب المعلمين في حلب سابقا قال لـ SY24، إن “وضع التعليم والمعلمين في المناطق المحررة في حالة يرثى لها في ظل الأوضاع الأخيرة، المتمثلة بالنزوح والتهجير وإغلاق المدارس وعدم تحمل المؤسسات الحكومية التربوية من وزارة التربية والتعليم ومديريات التربية مسؤولياتها تجاه التعليم والمعلمين”.

كما تحدث عن “تدخل بعض الجهات في أمور التعليم بشكل سلبي دون أن تقدم أي دعم للتعليم، وقيام المنظمات الداعمة بإيقاف التمويل المقدم للتعليم وعدم صرف رواتب للمعلمين في ظل أوضاع معيشية صعبة بالأصل والغلاء وانخفاض قيمة الليرة السورية”، موضحا أن “إغفال التعليم سياسة واضحة من المنظمات للابتعاد عن الهدف الرئيسي للتعليم”.

وأكد “نقيب المعلمين” أن “الآلاف من المعلمين تركوا مهنة التعليم للبحث عن عمل آخر بهدف تأمين لقمة العيش، نظرا لبقاء عدد كبير من المعلمين بدون دخل ورواتب منذ أكثر من عام رغم استمرارهم بالعمل التطوعي”.

وأشار إلى أن “بعض المعلمين اضطروا لمغادرة المناطق المحررة بطرق غير مشروعة، وعرضوا أنفسهم للخطر بحثا عن عمل يؤمنوا منه قوت يومهم”.

وختم “ليلى” حديثه مع منصة SY24، بقوله: “كاد المعلم أن يكون ذليلا من وراء تخاذل أولي الأمر عن واجباتهم تجاه المعلمين”.

وكان الأستاذ “عمر ليلى” يشغل منصب نقيب المعلمين في حلب سابقا، إلا أنه قدم استقالته نتيجة عدم تجاوب الجهات المعنية لمطالب نقابة المعلمين المتمثلة بتحقيق الحد الأدنى لرواتب المعلمين.

يذكر أن الجهات المانحة أعلنت في وقت سابق إيقاف التمويل المقدم لمديريات التربية والتعليم في الشمال السوري، بسبب سيطرة “حكومة الإنقاذ” على المنطقة.