Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ندوات طائفية تُقام في حلب.. ما الهدف منها؟

خاص - SY24

أقامت ميليشيا أجنبية تتلقى دعمها من “الحرس الثوري الإيراني”، ندوات حوارية لعناصرها والعشرات من أبناء قرية “عبطين” في ريف حلب الجنوبي الذي يخضع لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية.

وأفادت مراسلتنا في حلب، بأن “حركة النجباء العراقية أقامت ندوات حوارية للأهالي ولعناصرها في مسجد الصحابي عمر بن الخطاب سابقا، وذلك في قرية عبطين بريف المحافظة الجنوبي”.

ونقلت عن أحد الحضور قوله: إن “الندوات التي أُقيمت مؤخرا تخللها عدة كلمات لمعممين من المذهب الشيعي، تحدثوا فيها عن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف الجهاد الإسلامي الإيراني في سوريا”.

وأكدت المراسلة أن “الندوات هدفها إقناع الأهالي بضرورة ايواء المقاتلين الأجانب بينهم”، موضحة أن “الأشخاص الذين تحدثوا خلال الندوات طالبوا الأهالي بفتح أبوابهم أمام (المهاجرين والحجاج) الشيعة القادمين إلى سوريا”.

وزعم القائمون على الندوات أن “المهاجرين الشيعة جاؤوا للجهاد في سوريا كونهم يدافعون عن المراقد المقدسة”.

ووفقا لمصادر محلية فإن “هذه الندوات ليست الأولى من نوعها، فمنذ أشهر تقام ندوات ومحاضرات مماثلة في مختلف قرى ريف حلب الجنوبي كونه يخضع للسيطرة الإيرانية بالكامل، وتنظم بإشراف وتمويل من الجمعيات والمنظمات الإيرانية العاملة في حلب”.

وجاء ذلك عقب إعلان وكالة أنباء “فارس” الإيرانية قبل أيام، عن مقتل المستشار في الحرس الثوري “أبو الفضل سرلك” على طريق أثريا جنوب شرق حلب، مؤكدةً أنه لقي مصرعه أثناء دفاعه عن “المراقد المقدسة”، إلا أن مصادر خاصة ذكرت أنه قُتل جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت غرفة العمليات الإيرانية في معامل الدفاع بريف حلب الشرقي.

وفي السياق، قال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري “عبد الباسط عبد اللطيف” إنه “لم يعد خافياً على أحد خطورة الدور الإيراني في سورية والمنطقة عموماً، ولا تدخلها متعدد الأشكال، ليس فقط لإبقاء نظام الأسد رغماً عن إرادة السوريين، بل للتأسيس لوجود طويل الأمد يستهدف الهوية ويحول دون إمكانية أي حل سياسي في سورية”.

وأكد في تصريح خاص لمنصة SY24، أن “هذا الدور يعتمد على تفتيت البنية المجتمعية والتعايش الوطني ويقوم على حساب الانتماء الوطني”، موضحا أن “إيران وأدواتها وميليشياتها المتعددة في سورية إنما تقتات على نشر الطائفية والاستقطاب بين أبناء الشعب الواحد وهذا الخطاب الطائفي أيضاً لا يعدو غطاء لمشروع عنصري توسعي دفعت المنطقة بأسرها ثمنه وما زالت”.

وأشار “عبد اللطيف” إلى أن “إيران تطمح أن يكون لها في سورية دور مشابه لتجارب أخرى في المنطقة، لذلك تعمل على كافة الأصعدة للتغلغل في الواقع السوري عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً مستغلة حاجة النظام لها، وهو الذي تدخلت لإنقاذه من السقوط كما صرح رسمياً الكثير من المسؤولين الإيرانيين”.

وعن أشكال التدخل الإيراني في البلاد، قال الأمين العام للائتلاف: إن “عملية التغيير الديمغرافي التي تحاول تنفيذها جنوب دمشق وفي ريف حمص وفي جيوب أخرى، تحت مسميات إعادة الإعمار، وهنا نتذكر مقولة رأس النظام الشهيرة بأن سورية لمن يدافع عنها في إشارة لعمليات تجنيس الميليشيات الطائفية متعددة الجنسيات التي استجلبتها إيران”، مضيفا: “كما نتذكر سلسلة القوانين التي أصدرها النظام والمستفيد الأكبر منها إيران ومشروعها الطائفي والتي استهدفت  أملاك السوريين مثل المرسوم 66، القانون رقم 10 وقانون الأوقاف”.

وشدد على أن “رفض السوريين لإيران لا يقل عن رفضهم للنظام، وكما صمدوا في وجهه على مدى سنوات الثورة حتى أوصلوه لهذا المستوى من العجز والإفلاس والضعف رغم كل الدعم الذي تلقاه، فإن السوريين سيصمدون ويقاومون وجود إيران إلى أن ينتهي”.

واعتبر “عبد اللطيف” في ختام حديثه مع SY24، أن “إيران بدأت تعاني الأمرين في سورية وغيرها نتيجة سياساتها العدوانية في المنطقة، وباتت مصالحها تتعارض مع مصالح الجميع، كما أن العقوبات عليها بدأت تؤثر على قدرتها في الاستمرار بمشروعها ومخططاتها في سورية ومصيرها لن يكون بأفضل من مصير النظام”.

يذكر أن الميليشيات الإيرانية وتحديدا ميليشيا “فيلق القدس” وميليشيا “حركة النجباء”، تنتشر بكثافة في محافظة حلب، وتفرض على المدينة طوقا ناريا عبر قواعدها ومعسكراتها المتواجدة في ريف المحافظة، كما ساهمت بقوة كبيرة في العمليات العسكرية في حلب، وكان آخرها سيطرتها على ريف حلب الغربي وأجزاء من الريف الشمالي.