Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

هل نجحت إيران في مد “ممر الموت” من طهران إلى بيروت عبر بوابة “البوكمال” الحدودية؟

أحمد زكريا - SY24

 

 

تطبيل وتزمير، تهليل ومشاعر كاذبة، هو أبرز ما خلفته كذبة إعادة افتتاح معبر “البوكمال – القائم” الفاصل بين الحدود السورية والعراقية، كون وسائل إعلام نظام الأسد والوسائل الإيرانية، لم يسعها عقلها من الفرحة خاصة وأنها اعتبرت أن ذلك “هو انتصار حدودي” وفق زعمها.

ومع نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن رسميا إعادة افتتاح هذا المعبر بين سوريا والعراق، وذلك للمرة الأولى منذ 2014 بعد أن كان تحت سيطرة تنظيم داعش، إلى أن سيطرت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية عليه في العام 2017، وكان قد تأجل افتتاحه عدة مرات لأسباب لوجستية وفق ما تدعي وسائل إعلام النظام.

وعلى الرغم من أن الأطراف البارزة في عملية إعادة فتح هذا المعبر هم حكومة نظام الأسد والحكومة العراقية، إلا أن جميع الأصابع تشير إلى أن المخلب الإيراني حاضرا في تلك المسألة وهو العقل المدبر والمحرك الرئيس لها، خاصة وأنها المحتل الرئيس لمدينة “البوكمال” شرقي ديرالزور وغيرها من المدن الأخرى التي تتخذها معاقل لميليشياتها الطائفية كمدينة “الميادين” أيضا.

ويرى محللون أن تلك الخطوة تشكل أهمية كبرى بالنسبة لإيران وميليشياتها، كونها تهدف ومنذ احتلالها الأراضي السورية وخاصة في المنطقة الشرقية منها، إلى فتح طريق بري يبدأ من العاصمة طهران ويمر بالعراق وسوريا وينتهي عند شواطئ المتوسط في العاصمة اللبنانية بيروت.

مصلحة إيرانية صينية مشتركة

وفي هذا الصدد قال الباحث في الشأن الإيراني “أحمد إقبال” لـ “SY24″، إن “فتح حكومة النظام معبر البوكمال بمثابة خطوة مهمة لاستكمال الطريق البري بين دمشق وبغداد وصولاً إلى طهران من ناحية، ويصب في مصلحة مشروع طريق الحرير الذي تعمل الصين على إحيائه عبر باكستان ودول آسيا الوسطى بوصفه الجسر الذي سيعيد إنعاش وتنشيط حركة التجارة وتبادل السلع والمنتجات وحركة الترانزيت من ناحية أخرى”.

وأضاف “لكن النظام الإيراني ورغم التحديات والضغوط على الصعيد السوري، تقدم خطوة أخرى بنجاح لتنفيذ مشروعه الإقليمي وصولا إلىّ خط السكك الحديدية، ومشروع الربط الكهربائي وشبكات الاتصالات وتصدير النفط والغاز العراقي والإيراني عبر الموانئ السورية على البحر المتوسط”.

إيران تتحدى إسرائيل وأمريكا

ويرى “إقبال” أن “فتح معبر البوكمال يمثل انتصارا للنظام الإيراني من منطلق قدرته على النفوذ والتأثير على الحكومة العراقية بما لديه من أذرع إعلامية وموالين في أرفع المناصب العراقية، وهذا الانتصار تخطى حاجز الهيمنة والدور الأمريكي في المنطقة الذي بدأ في التراجع مؤخرا على حساب حلفائها العرب، إذ فشلت الضغوط الأميركية في ثني الحكومة العراقية عن الإقدام على تنفيذ قرار فتح هذا المعبر، كما أضافت إيران في المقابل إلى رصيدها الإقليمي وهدفها الرامي إلى الوصول للبحر المتوسط متخطية آثار العقوبات الأمريكية ومحققة مكسب إقليمي وامتداد لنفوذها عبر العراق وسوريا ولبنان، على حساب الثورة السورية والدور التركي”.

لكن في المقابل، ومن وجهة نظر “إقبال”، فإن تلك الخطوة التي تثير التساؤلات والريبة تمثل تحدي كبير للدور التركي والأمريكي، وتثير حفيظة إسرائيل التي من المتوقع أن تعمل على مزيد من استهداف مليشيات الحرس الثوري ومراكز تواجده وطرق إمداده وتسليحه، ما ينذر بمزيد من التوتر واتساع نطاق المواجهات التي لطالما نالت من استقرار ومعاناة الشعب السوري.

ولا يعتبر معبر البوكمال الوحيد مع الحدود العراقية من جهة الأراضي السوريا، بل هناك معابر أخرى لكنها خارجة عن سيطرة نظام الأسد وميليشياته الإيرانية، ومنها معبر “التنف” الذي يقع تحت سيطرة جيش مغاوير الثورة المدعوم من أمريكا، وهناك معبر “اليعربية” والذي تسيطر عليه ميليشيات “قسد”.

إنجاز ليس له أي اعتبار

من جهته قال المحلل السياسي “حسن النيفي”، إنه “لا يمكن اعتبار فتح معبر البوكمال منجز عسكري أو منجز دبلوماسي أو أنه خرق للعزلة المفروضة على نظام الأسد من جديد، كون البوكمال مسيطر عليها من قبل الميليشيات الإيرانية، ومن الجانب الآخر من الحدود فإن قوات الحشد الموالية لإيران هي من يسيطر أيضا”.

وتابع في حديثه لـ “SY24″، أنه “واضح تماماً الرغبة الإيرانية في الإبقاء على جسر واصل بين إيران وبين لبنان حزب الله من خلال الأراضي السورية، وهذه إحدى الاستراتيجيات التي لن تتخلى عنها إيران”.

معبر الموت

في حين قال المتحدث الرسمي باسم مجلس القبائل والعشائر السورية لـ “SY24″، إن “الشعب السوري يطلق على هذا المعبر اسم معبر الموت، كونه ومنذ انطلاقة الثورة كانت تدخل منه الميليشيات الإرهابية الإيرانية والعراقية والأفغانية بأمر من النظام من أجل قتل الشعب السوري وضرب الثورة السورية، وأيضا كانت تدخل منه المخدرات والأسلحة وتخرج منه للأراضي العراقية النفط والغاز وكل ما هو بحاجة إليه الشعب السوري، كان يهرب عبر المعبر من العراق ومن ثم إلى إيران”.

وأكد الأسعد أن “نظام الأسد يحتاج اليوم هذا المعبر بالاتفاق مع الميليشيات الإيرانية والعراقية، من أجل إدخال السلاح والمرتزقة والمواد الإغاثية والنفط والغاز”.

وأشار الأسعد إلى أن “أهالي دير الزور يريدون إغلاق هذا المعبر بأي شكل من الإشكال، كون الموت يدخل منه إلى أبناء هذه المحافظة”.