Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أهالي ريف حمص يكسرون الحصار بـ “التنكة الليزرية وأكياس النايلون” بديلاً عن الغاز

أحمد زكريا – SY24

تشهد مدن وبلدات الريف الشمالي من مدينة حمص ارتفاعاً كبيراً في أسعار “أسطوانة الغاز المنزلية”، يضاف إلى ذلك فقدانها وندرتها في كثير من الأحيان.

وأرجعت مصادر أهلية سبب ذلك إلى إغلاق قوات النظام لمعبر “الغاصبية” منذ نحو شهر، وغيرها من المنافذ غير الشرعية، الأمر الذي زاد من معاناة السكان المحاصرين بريف حمص الشمالي.

وفي هذا الصدد، قال الناشط الإعلامي “وائل جمعة”: إن “أسباب ارتفاع سعر أسطوانة الغاز يعود بالدرجة الأولى إلى حصار النظام وحواجزه والميليشيات التابعة له وفرضهم “الإتاوات” الطائلة لقاء السماح بمرورها”.

وأضاف “جمعة” في حديثه لـ SY24 بأن جشع التجار له دور أيضًا في ارتفاع أسعار تلك المادة نتيجة تعاونهم مع حواجز قوات النظام السوري، بالإضافة إلى عدم وجود جهة رقابية لضبط الأسعار وملاحقة التجار وتحديد نسب الأرباح ومعاقبة المخالفين.

ويتراوح سعر أسطوانة الغاز الواحدة في هذه الأيام ما بين 8000 ليرة إلى 9000 ليرة سورية، وفق تقديرات “جمعة”، الذي أشار إلى أنها كانت تباع في وقت سابق بسعر 4000 ليرة سورية، مبينًا أنه لا يوجد ثبات في أسعارها بالوقت الحالي.

ويشتكي سكان الريف الشمالي لحمص من عدم قدرتهم على شراء أسطوانة الغاز بهذا السعر، الأمر الذي دفع بهم للاعتماد على وسائل بديلة للاستفادة منها في طهي الطعام.

“التنكة الليزرية”:
وأضاف “جمعة” أن كثيراً من الأهالي استغنوا عن مادة الغاز ولجأوا إلى مواقد أبدعوا في صناعتها وأطلقوا عليها “التنكة العجيبة أو الليزرية” وذلك من باب السخرية على الواقع المعيشي المتردي.

وأوضح الناشط الإعلامي أن “التنكة الليزرية” هي عبارة عن موقد يعمل على العصي والأوراق والحطب الصغير، ويقوم الأهالي بإضافة مروحة صغيرة يوجهون من خلالها النار المنبعثة عن حرق تلك المواد، لتصبح أقوى وأسرع وأقل تكلفة على حد وصفه، مؤكدًا أنه لا يوجد مشكلة لدى الأهالي في استخدام الموقد أو الحطب بالرغم من صعوبتها ولكن “الحياة يجب أن تستمر والأهالي ينتظرون الفرج”.

ولفت “جمعة” الانتباه، إلى أن أزمة الغاز في ريف حمص الشمالي هي “مشكلة قديمة حديثة” مضيفًا أن الازمة الحقيقية بدأت من عام 2013 حينما فرض النظام حصاره على مدن وبلدات الريف الشمالي لحمص، بالتزامن مع عدم الاستقرار والثبات في أسعارها بسبب استمرار الحصار.

25 ألف ليرة سورية سعر أسطوانة الغاز في بعض الأحيان:

من جهته، أوضح “عبد السلام” أحد أعضاء المجلس المحلي في مدينة تلبيسة في حديثه لـ SY24 أن سعر أسطوانة الغاز المنزلي يصل في بعض الأحيان إلى حدود 25 ألف ليرة سورية، ويتوقف ذلك على طبيعة الأجواء المناخية، فحين يكون الجو ماطراً تصبح الطرق أكثر وعورة كونها طرقاً ترابية.

وأضاف، أنه في الآونة الأخيرة عمد النظام وميليشياته في المناطق المجاورة إلى استهداف سيارات نقل الغاز، حيث تم استهداف سيارة منذ 10 أيام بصاروخ موجه ما أدى لمقتل اثنين حرقًا وإصابة آخر بجروح.

وتحدث المصدر المحلي عن البدائل التي يلجأ إليها الأهالي في ظل غلاء سعر “أسطوانة الغاز”، مشيرًا إلى أن الأهالي يعتمدون على حرق “أكياس النايلون” التي يقوم الأطفال بجمعها من “مكبات القمامة”.

وأضاف، أن وفي ظل غلاء أسعار تلك المادة؛ يحاول المجلس المحلي عن طريق مكتب التموين ضبط الأسعار، إلا أنه وبسبب صعوبة تأمينها فإنها تبقى حكراً للتاجر وشبيحة النظام”.

المطلوب فتح المعابر ودعم مادة الطحين:

وفي رد منه على سؤال حول المطالب اللازمة من أجل تخفيف معاناة المدنيين وخاصة فيما يتعلق بتأمين “أسطوانة الغاز المنزلي” أجاب “عبد السلام” بأن المطلوب هو فتح معابر إنسانية، وإدخال المواد إلى الريف الشمالي المحاصر، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنه ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر لم تدخل أي قافلة إغاثية.

كما طالب المصدر ذاته، بضرورة دعم الطحين لتأمين مادة الخبز للناس، التي تعد مادة أساسية ومقومًا رئيس من مقومات الصمود.

ويقطن في ريف حمص الشمالي ما يقارب من 300 ألف مدني، يعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية متردية، في ظل الضغوطات التي تمارسها قوات النظام من خلال عدم السماح للبضائع التجارية ومواد المحروقات بالدخول للمدنيين المحاصرين، الأمر الذي ساهم بارتفاع الأسعار التي لا تتناسب مع مستوى دخل السكان المحاصرين.