Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ظهور “ماكرون” في فيلم يعرض في مهرجان كان السينمائي

SY24 - بي بي سي

يبدو أن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” لم يتخل عن حبه للتمثيل منذ مرحلة الدراسة الثانوية، إذ يظهر الأسبوع المقبل في فيلم وثائقي ضمن الأعمال المشاركة في فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي.

ويحمل الفيلم اسم “العبور – La Traversée”، وتصل مدة عرضه 90 دقيقة، ويظهر فيه ماكرون في دور قصير مدته سبع دقائق يتحاور مع اثنين من صناع الأفلام السينمائية اليساريين في مقهى.

ويرصد الوثائقي كيف تغيرت فرنسا منذ الانتفاضة الطلابية التي شهدتها باريس عام 1968، ويعرض فيه ماكرون وجهة نظره في دور الدين في المجتمع.

ولعل أكثر الأشياء التي سيتذكرها الجمهور هو الظهور المفاجئ والساخر لماكرون. إذ يقاطع ماكرون الناشطين اليساريين المخضرمين “دانييل كون-بينديت” و”رومين غوبيل”، وهما يتشاجران بشأن إمكانية إجراء لقاء مع الرئيس في قصر الإليزيه.

وتقول مجلة “فانيتي فير” في إصدارها باللغة الفرنسية، واصفة المشهد، تنسحب الكاميرا ليظهر ماكرون عاقداً ذراعيه، وهو ينظر إلى الرجلين كما لو كان مشجعاً يشاهد مباراة للتنس.

ويعرب غوبيل عن قلقه بشأن إجراء المقابلة في القصر، ويقول إن ذلك سيعلي من شأن الرئيس ماكرون، في حين يصر كون-بينديت على أن ذلك سيظهر الرئيس “مثل أي فرنسي آخر”.

وهنا يتدخل الرئيس ويقول لكون-بينديت: “لا، إن ما يمكنك أن تفعله هو أن تقابله في مقهى. ولن يكون ذلك سخيفاً”.

حوار مرتجل

 

وتعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها رئيس فرنسي أثناء توليه المنصب في أحد الأفلام، بحسب تقرير “فانيتي فير”.

وكانت زوجة ماكرون، بريجيت، مدرسته لمادة التمثيل أثناء دراسته في المرحلة الثانوية. وكانت متزوجة في ذلك الوقت، ووصفت تلك المرحلة قائلة إنها أعجبت جداً بذكائه عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً.

وصُور مشهد الفيلم في مقهى “فرانكفورت” في تشرين الأول الماضي، وقال تقرير إعلامي فرنسي إن حوار ماكرون مع الناشطين الاثنين كان مرتجلاً بالكامل والتقط مرة واحدة.

ويعرض الفيلم خلال مهرجان كان السينمائي يوم 16 أيار، على أن يذاع على القناة الفرنسية الخامسة يوم 21 أيار الجاري.

وشهدت العاصمة الفرنسية باريس احتجاجات طلابية في عام 1968 تحدت فيها حكم الرئيس شارل ديغول.

وانتقل صناع فيلم “العبور” في شتى أرجاء فرنسا للقاء جميع طوائف المجتمع، ومن بينهم شباب وعمال ومسنين ورجل دين مسلم، ويرصد الفيلم إلى أي مدى مازالت الاحتجاجات مؤثرة بعد مرور خمسين عاماً على تنظيمها.

وقاد كون-بينديت عام 1968 الاحتجاجات الطلابية في جامعة “نانتير”، والتي تصاعدت حدتها وأصبحت أعمال شغب وإضرابات شملت ملايين المواطنين.

كما قاد غوبيل احتجاجات تلاميذ في باريس. وتحولت الاحتجاجات، التي تحركها سياسات يسارية، إلى ثورة ثقافية ضد مؤسسة اعتُبرت أنها “برجوازية” ولا تُمس.

وقال متحدث باسم قصر الإليزيه إن ماكرون وافق على تمثيل هذا الدور “لأنه صديق لدانييل كون-بينديت”.

وقضى كون-بينديت عشرين عاماً كعضو في البرلمان الأوروبي وزعيم مشارك لجماعة “الخُضْر”.

ويؤيد، مثل ماكرون، بحماس الاتحاد الأوروبي كقوة قادرة على حل المشكلات الأوروبية وتعزيز الديمقراطية. لكنه لا يشاطره حماسه لرأسمالية السوق الحر.

وكان ماكرون قد دعا إلى إجراء إصلاحات عاجلة وطموحة للاتحاد الأوروبي، أثناء حصوله على جائزة شارلمان للوحدة الأوروبية، خلال حفل أقيم في ألمانيا.

ممثلون آخرون

 

من النادر أن يشارك رئيس دولة أو سياسي بارز في دور سينمائي، على الرغم من كونهم ليسوا غرباء عن وثائقيات تتناول الشؤون السياسية الجارية.

وظهرت الملكة إليزابيث الثانية عام 2012 مع جيمس بوند في فيلم قصير بعنوان “سعيد ومجيد”، والذي افتتح فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية في لندن.

كما ظهر زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا في فيلم “مالكلوم إكس”، وهو يروي سطوراً من خطاب “مالكلوم إكس” الشهير.

وفي عام 1992 ظهر قطب صناعة العقارات، دونالد ترامب، في لقطة خاطفة في فيلم “وحدي في المنزل” الجزء الثاني، قبل وقت طويل من توليه رئاسة الولايات المتحدة.