Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الدول الغربية ترفض استعادة أطفال “داعش” من سوريا.. ودبلوماسي يعلق

خاص - SY24

انتقدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية موقف الدول الغربية الرافضة لإرجاع أطفال عناصر تنظيم “داعش”، وتركهم عرضة للموت مرضا وجوعا في المخيمات شمال وشرق سوريا.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن “الدول الغربية ترفض استعادة أبناء عناصر تنظيم داعش من الأصول الأوروبية، حيث يوجد 900 طفل في مخيمات مليئة بالأمراض في شمال وشرق سوريا”.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء في مجال حقوق الإنسان أن ترك الأطفال في سوريا يهدد صحتهم العقلية والجسدية، ويخاطر بتلقينهم إيديولوجية تنظيم “داعش”، إضافة إلى نقص الغذاء والمياه النظيفة وتفشي الأمراض المعدية.

وتعليقا على ذلك قال الدبلوماسي السابق المقيم في واشنطن “بسام بربندي” لـ SY24، إن “الموقف الأمريكي واضح أنه على كل الدول محاكمة من يحمل جنسيتها في بلده واستعادة العائلات لبلدانهم الأصلية، ولا يلاقي هذا الطلب أو الطرح أي قبول حقيقي وخصوصا من الدول الغربية وذلك لعدم وجود أدلة قضائية مثبتة بحق العناصر الإرهابية  تمكنهم من إدانتهم، مما يعني إطلاق سراحهم أو الحكم عليهم بشكل مخفف لا يتناسب مع جرائمهم وهذا سيشكل خطر أمني على هذه الدول لاحقا”.

وأضاف أن “الاحتمال الثاني هو إقامة محاكمة دولية في العراق و دعمها ماليا و قانونيا، و المشكلة هنا أن الجرائم أغلبها وقع في سورية وبالتالي قانونيا هذا غير ممكن بالإضافة إلى تردد الحكومة العراقية في قبول هذه الفكرة، و أغلب الدول لا تقبل إجراء المحاكم في ظل القوانين والقوى الموجودة في شمال شرق سورية خوفا من أن يكون ذلك بداية تقسيم لسورية وعدم جاهزية هذه القوى قانونيا ولوجستيا لمثل هذا الأمر، وبالطبع لا أحد يفكر أن يكون النظام هو البديل كون الجميع يعرف أنه من أطلق سراح كل المتطرفين سابقا”.

وفي السياق ذاته ذكرت مصادر محلية من مدينة الرقة، إن الممارسات التي كان ينتهجها تنظيم “داعش” خلال سيطرته على المنطقة وخاصة إقامة “الحدود” في الشوارع وعلى مرأى الناس جميعا، تركت آثارا سلبية وأمراضا نفسية لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، مشيرين إلى أن أكثر المتضررين من تلك الآثار هم الأطفال.

وقالت المصادر لـ SY24، إن “إقامة الحدود في الشوارع وأمام الناس هي أسوأ شيء ترك أثرا سلبيا في المجتمع”.

وأضافت المصادر أنه “على سبيل المثال كان قطع الرؤوس أمام الرجال والنساء والأطفال وتعليقها في الشوارع، يترك أثرا سلبيا لدى المدنيين على صعيد الحياة بتوتر وقلق دائمين، بحيث لا مجال للخطأ وبنفس الوقت الخطأ مبهم ولا يمكن تقدير الخطأ من الصواب بسبب تصرفات الدواعش الأمنيين والشرعيين المتناقضة”.

وتابعت المصادر أنه “بالنسبة للأطفال فقد ترك هذا الأمر أثر سلبي سوف يمتد على مدار سنوات قادمة، حيث أحدث ذلك فيهم عقد وأمراض نفسية بسبب مشاهد الذبح أو الإعدام وتعليق الرؤوس في الشوارع، وبعض الأطفال أثر ذلك فيهم من خلال تشجيعهم على فعل الأذى وارتكاب الجريمة وقتل النفس بسهولة دون رادع إنساني”.

ولفتت المصادر الانتباه، إلى أن مسألة الخوف والرعب والقلق النفسي ما تزال راسخة لدى كثير من سكان المنطقة الشرقية، خاصة عندما يأتي ذكر التنظيم، فإنك ترى علامات الخوف والتوتر ظاهرة على وجوه من يتم الحديث معه عن ممارسات هذا التنظيم.

يشار إلى أن تنظيم “داعش” بسط سيطرته على مدينة الرقة في 14 كانون الثاني/يناير 2014، وارتكب على مدى عدة سنوات العديد من الانتهاكات والممارسات التي أثارت الرعب في قلوب الصغار قبل الكبار.