Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الفقر يدفع أطفال دير الزور إلى ترك مقاعدهم الدراسية.. أين اتجهوا؟

منذ بداية الثورة السورية ومواجهتها بالقتل والتهجير من قبل النظام السوري، بدأت تظهر الآثار السلبية لهذه الحرب في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والتي انعكست سلبا على الأطفال إذ يعتبرون هم أكثر المتضررين في سوريا.

ففي دير الزور أدت هذه الظروف الصعبة إلى تحول الأطفال من مقاعد الدراسة إلى سوق العمل وانخراطهم فيه بغية تأمين لقمة العيش لهم ولأسرهم، والتي بات تأمينها أمرا صعبا خصوصا في ظل الظروف الإقتصادية التي تعيشها البلاد بعد سنوات طويلة من الحرب والحصار والتهجير.

ويعاني السكان في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري حالة من الفقر، والتي دفعت عددا كبيرا من الأطفال إلى العمل بغية تحصيل مبالغ مالية لمساعدة عائلاتهم مع غياب الرقابة اللازمة من حكومة النظام التي لا تعير اهتماما لهذه الظاهرة.

وينتشر في شوارع المدينة أطفالا يبيعون بعض المأكولات الشعبية مثل القطايف أو البسكوت، بينما انتقل البعض الآخر إلى جمع الكرتون من الشوارع والأزقة ومكبات النفايات، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتشار أمراض خطيرة بينهم، وقلة الرعاية دفعت البعض منهم إلى اكتساب بعض العادات السيئة مثل التدخين وتعاطي المخدرات وشم الشعلة التي تؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي لدى الأطفال.

الطفل “ياسر” وهو أحد الأطفال في دير الزور، قال لمنصة SY24، “لقد قتل أبي أثناء عمليات القصف التي كان ينفذها طيران النظام في مدينة دير الزور، مما اضطرني إلى العمل في ورشة لإصلاح السيارات داخل المدينة في سن مبكرة”، وأضاف “كان حلمي أن أصبح مهندسا ولكني الآن أستطيع أن أفكك محرك سيارة أفضل من أي مهندس”.

ويعتبر “ياسر” البالغ من العمر 11 عام، أحد الأمثلة الكثيرة لما آلت إليه الحرب وما عكسته من آثار سلبية على الأطفال، إذ يبدو أن عملهم أصبح حاجة ملحة للأسر التي تعاني فقرا شديدا بعد ارتفاع الأسعار الكبير وغياب فرص عمل حقيقية، الأمر الذي يجعلهم معرضين لإصابات خطيرة جراء عملهم في مهن صعبة وخطيرة.

وكانت منظمة العفو الدولية قد حذرت في تقارير نشرتها تباعا من إمكانية استغلال الأطفال في مناطق النزاع المسلح، إلا أن الميليشيات الإيرانية المتواجدة في دير الزورلم تلتزم بهذه التعليمات، حيث تشهد مناطق سيطرتها عمليات منظمة لتجنيد الأطفال للقتال في صفوفها معتمدة على إقامة معسكرات تدريبية تحت اسم (كشافة المهدي)، وتقوم بنشر التشيع في صفوف الأطفال، بالإضافة إلى تعليمهم استخدام مختلف أنواع الأسلحة بغرض زجهم في العمليات القتالية.

بينما لم يكن الحال في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” أفضل، فظاهرة العمالة كانت ومازالت واقعا يعيشه معظم الأطفال في تلك المناطق بسبب الظروف الإقتصادية التي يعيشها هؤلاء، بالإضافة إلى حالات النزوح الداخلي المتكررة التي تجبرهم على الابتعاد عن المدارس والانتقال إلى سوق العمل.

وقال الطفل “حسين” البالغ من العمر 12 عاما، وهو طفل نازح من الريف الشرقي، “اضطررنا للهرب إلى هنا بعد أن سيطر النظام على قريتنا ولم أجد حلا آخر سوى العمل في مجال بيع المازوت”.

وأضاف لمنصة SY24، “لا أعتقد أن الدراسة مهمة لي في هذا الوقت، يجب علي العمل الآن لأن والدي لا يستطيع وحده تأمين لقمة العيش لنا ونحن عائلة كبيرة”.

يذكر أن تنظيم داعش وإبان سيطرته على المنطقة عمد إلى تجنيد الأطفال أيضا، بهدف القتال في صفوفه مستغلا الجهل والفقر والعوز لديهم ولدى عائلاتهم، وظهر في أكثر من تسجيل فيديو بثته المعرفات الخاصة بالتنظيم صورا لأطفال يحملون السلاح ويقومون بعمليات إعدام ميداني.