Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

المحتوى المؤثر.. معهد الجزيرة للإعلام يقيم ورشة تدريبية لصحفيي SY

ياسين الأخرس - SY24

استطاعت ثورة التكنولوجيا والطفرة الرقمية أن تدخل الصحافة من أوسع أبوابها للوصول إلى الجمهور بمختلف شرائحه، والذي أصبح – بمعظمه – أسير الأجهزة الذكية، يتلقى الأخبار والقصص من خلال وسائل عصرية لما صار يُعرف لاحقاً بـ “الصحافة الرقمية”.

معهد الجزيرة للإعلام، معهد أكاديمي يُعنى بتدريب الأفراد والمؤسسات ببرامج احترافية في المجال الإعلامي، أقام ورشة تدريبية لعدد من الصحفيين العاملين لدى منصة SY السورية، تمحورت حول صناعة المحتوى الإعلامي المؤثر، استمرت لـ 3 أيام، وتضمنت فقرات نظرية وعملية. 

يقول الصحفي “معن الخضر” الذي قدّم التدريب في حديثه لـ SY24: “نستطيع أن نقول إن الورشة فريدة من حيث المحتوى والموضوع عربياً، لذلك من هنا كانت الفكرة عندما طرحتها على معهد الجزيرة للإعلام لتصميم ورشة تساعد صنّاع المحتوى والمؤسسات الصحفية العربية على القيام بالخطوة الأهم قبيل الإنتاج، وهي التخطيط الجيد لقصة مؤثرة؛ والتأثير هنا يعتمد على فهم جيد للجمهور المراد توجيه المادة له، والمنصة التي سوف تُنشر عليها المادة، وزاوية تناول القصة أو أبطالها”.

 

ويحمل معن الخضر، إجازة بكالوريوس هندسة نظم حاسوب، وماجستير علوم سياسية وعلاقات دولية، ويعمل كمراسلٍ لقناة الجزيرة في سوريا وجنوب تركيا منذ عام 2013، (Video Journalist)، أنتج أكثر من 500 قصة إخبارية وإنسانية من سوريا والعراق وتركيا، لشاشة الجزيرة ومنصات التواصل”.

كلمة السر في إنتاج محتوى مؤثر

في اليوم الأول من التدريب، افتتحت الورشة بالتعريف بأهم الأنماط الصحفية المستخدمة، وكيفية التخطيط لإنتاج محتوى يتناسب مع كل منصة (يوتيوب – فيسبوك – تويتر – إنستغرام.. الخ)، وصولاً إلى استسقاء أفكار القصص وإثرائها بزوايا قيّمة تستحق الوقت الذي يقضيه الجمهور. 

يقول “الخضر” عن هذه النقطة: “بمساعدة معهد الجزيرة للإعلام وبالاستفادة من مرجع أكاديمي كمركز RNTC الهولندي، صممنا هذه الورشة، لمساعدة الصحفيين بجعل ما يقومون بإنتاجه من مواد موجهة بطريقة أفضل، ويحدث تأثيراً في ظل كثافة ما ينتج على منصات التواصل الاجتماعي. والفكرة الرئيسية التي تقدمها الورشة هي خلق جمهور متفاعل وليس فقط التركيز على موضوع عدد المشاهدات”.

وأشار إلى أن النقطة الرئيسية الأخرى في الورشة، هي تحويل مفهوم التخطيط النظري لأداة عملية عبر “دائرة التخطيط”، وهي أداة عملية للغاية، وتسهل على الصحفيين وصناع المحتوى تدوين أفكارهم، وما جمعوه من معلومات حول موضوع ما، إلى ما يناسب الجمهور الذي يرغب الصحفي أو صانع المحتوى بخلق تأثير لديهم حول موضوع ما”.

وتطرّق الخضر إلى أمثلة حيّة من الواقع السوري، قائلاً: “على سبيل المثال لو طرحنا قضية عمالة الأطفال في مناطق النزاع كموضوع عام تم تناوله عشرات المرات في وسائل الإعلام، عبر دائرة التخطيط نستطيع مثلاً أن نُحدد أولا من هم أبطال القصة التي سنتناول عبرهم موضوع عمالة الأطفال، وبالتالي زاوية التناول كأن نطرح سؤال: لماذا يُقدم الآباء ذوو الدخل المحدود في مناطق النزاع في سوريا على تشغيل أطفالهم؟ ونطرح أسئلة عمن يؤثر بهذا السلوك من قبل الآباء، وبالتالي نحول المعلومات النظرية لاحقا لمحاور للقصة وبالتالي سيناريو تصوير”. 

فخ التكرار  

انتقد الخضر، ما يتم إنتاجه من قبل صنّاع المحتوى والمؤسسات الصحفية بدون تخطيط مسبق، ما قد يعرّض للوقوع في مسألة التكرار والتقليد وملاحقة الترند، قائلاً إنه “في الغالب يتم التركيز على مرحلتي الإنتاج وما بعد الإنتاج فقط، لكن بالتخطيط الجيد وعبر أدوات عملية، -وهذا ما حاولنا تطبيقه في الورشة – لن يواجه الصحفيون مشاكل الوقوع في التكرار، وإنما سيجدون أنفسهم أمام زوايا مختلفة، ويقدمون رسائل مؤثرة عبر محتواهم مهما تعددت المنصات التي أنتجت عن نفس الموضوع”.

دقائق تستحق أن تُروى

من جهته قال “ياسين الأخرس”، (أحد الحضور في الورشة) الذي يعمل كمحرر نصوص في قسم الفيديو لدى منصة SY+: “صحيح أن الجمهور المتلقي قد يحضر دقيقة أو دقيقتين – بحكم ما تفرضه علينا صحافة السوشيال ميديا – ولكن خلف كل قصة، جيش من المُبدعين، بدءً من البحث الميداني، والتخطيط الجيد للقصة ووضع زواياها، وصولاً لمراحل الإنتاج، وهذا كلّه يستغرق وقتاً طويلاً لكي نجعل هذه الدقائق القليلة شيئاً يستحق أن يُروى”.

وحول ما اكتسبه الأخرس من التدريب، أضاف قائلاً: “نحن بحاجة أن نتطور دائماً، ولا يمكن لأي صحافة أن تصمد ما لم تكن مرنة في تعاطيها مع متطلبات العصر؛ وأعتقد أن التدريب أضاف إلى خبراتنا مفاتيح جديدة يمكن البناء عليها في خلق محتوى مؤثر، وليس بالضرورة أن يكون مؤثراً ما لم يكن تأثيراً إيجابياً، فالإعلام اليوم ليس مجرد سلطة رابعة وأخبار، بقدر ما هو شريك أساسي في بناء مجتمع متكامل”.

10 آلاف صحفي/ة حول العالم

بدورها قالت “رغدة جمال” منسقة مبادرة سفراء الجزيرة في حديثها لـ SY24: “تأتي هذه الدورة ضمن أنشطة مبادرة سفراء الجزيرة، ومبادرة سفراء الجزيرة هي مبادرة تطوعية أطلقها معهد الجزيرة للإعلام في العام 2012 وتهدف إلى تأهيل الكوادر الإعلامية العربية في كل أنحاء العالم”.

وتتلخص رؤية المبادرة على نقل تجارب ومهارات العاملين في شبكة الجزيرة للإعلام عبر دورات تدريبية مجانية لتمكين المواهب الإعلامية في جميع أنحاء العالم، وحتى الآن تخطّى عدد متدربي مبادرة سفراء الجزيرة حاجز الـ 10 آلاف صحفي وصحفية حول العالم”، بحسب “رغدة جمال”. 

ويتميز معهد الجزيرة للإعلام بوجود نخبة من المدربين الإعلاميين من بينهم نجوم على شاشات الجزيرة وصحفيون مخضرمون عملوا سنوات طويلة في الشبكة وفي مؤسسات إعلامية مرموقة.