Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

المرأة في دير الزور.. دور خجول وتمييز متعمد!

خاص - SY24

عشرة سنوات مرت على اندلاع ثورة الشعب السوري ضد واحد من أكثر الأنظمة وحشية في التاريخ الحديث، كسرت خلالها المرأة جميع الحواجز ووقفت صامدة في مواجهة أصعب الظروف وأكثرها تعقيداً، لعبت أدوار بارزة وفاعلة منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة، حيث خرجت جنباً إلى جنب مع الرجال بالهتاف والمطالبة بإسقاط النظام ليحال الحراك السلمي بعدها إلى حرب دموية قتلت وهجرت وشردت الملايين، لكن السنوات الماضية رغم مأساويتها أثبتت بأنه لا يوجد صعبٌ على المرأة السورية.

حال المرأة بديرالزور لا يختلف عن باقي أخواتها من المحافظات السورية الآخرى، برز دورها منذ البدايات من خلال مشاركتها بالمظاهرات ثم حماية المتظاهرين ونقل الضحايا وإسعاف الجرحى، إضافةً للمقاومة الحقوقية التي أظهرتها، والتي برزت ملامحها في مقاومتها داخلياً وخارجياً لانتزاع حقوقها.

تمثل دورها الثاني ميدانياً، لتظهر من خلاله في الصفوف الأمامية للمنظومة الطبية ومؤسسة الدفاع المدني لإنقاذ أرواح كان ذنبها الوحيد إنها تجرأت على الخروج في وجه آلة القتل، وأثبتت قدرتها على القيام بتغطيات للمعارك والأحداث الدموية ونقل وتوثيق المشاهد المأساوية للناس داخل المناطق المحاصرة والمدمرة لتظهر بذلك دورها الإعلامي.

أما عن سوء الأوضاع المعيشية في سوريا ودول اللجوء فقد تمكن الكثير منهن بالانخراط في سوق العمل ليبدعوا في ابتكار مشاريع اقتصادية فردية ووسائل عيش جديدة لم يعتادوا عليها قبل الثورة لإعالة أسرهم وتأمين حياة كريمة لهم، الأمر الذي ساعد في تطوير وتعزيز دورهم في عملية التنمية الاقتصادية.

لكن وبالرغم من كل الأدوار التي لعبتها منذ بداية الثورة وحتى الآن إلا إنها تأثرت بمراحل الصراع والأطراف المتنازعه داخل سوريا، فأصبح دورها في غالبية المناطق متواضعاً وخجولاً، اقتصر في أغلبه على الصمود في وجه القصف والتهجير.

“خولة الأحمد” معلمة تاريخ، اضطرت للنزوح والإقامة في ناحية البصيرة على الضفة الشرقية من الفرات، والتي توصف على إنها من أكثر المناطق دموية وسخونة للآن.

في حديث خاص لها مع منصة SY24، تخبرنا بأنه بالرغم من كل المكاسب التي تمتلكها المرأة في ديرالزور إلا أن المجتمع مازال متأثر بترسانة العادات والقوانين التي فرضتها التنظيمات سابقاً، قبل بداية الصراع كان هناك اهتمام كبير وملحوظ من قبل الأهالي لمتابعة تعليم بناتهم، أما اليوم فما تزال المرأة تواجه عقبات الفكر المتطرف، رغم محاولتها العودة إلى حياتها السابقة”.

عكس الاتجاه إلى شمال الغربي من ديرالزور على الضفة الغربية للفرات، يختلف المشهد عن سابقه، فلم تؤثر تبعات الحرب والحصار سلبًا بشكل كامل على المرأة , فهناك جوانب إيجابية لها كشد عزيمة الكثير من النساء , ممن وجدنا أنفسهن بلا معيل، حيث اعتمدنا على طاقتهم ودخلنا العديد من مجالات العمل التي كانت سابقًا حكرًا على الرجال، هكذا بدأت الناشطة النسوية “جود شعبان” أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة أطياف، حديثها مع منصة SY24.

وأوضحت أنه بالرغم من هامش الحرية الواسع نسبيًا في الكثير من مناطق المعارضة، إلا أن الانتكاسة التي تسببها تنظيم داعش لاتزال آثارها مسيطرة على المجتمع، فأنا أعرف بعض اليافعات لم يقوين على خلع النقاب، ولم يستطعن مواجهة العالم الخارجي بدونه، وكذلك أخريات رفضنا العودة للعمل ولمتابعة تعليمهن، حيث نقوم من خلال عملنا الحالي باستهداف معظم هذه الفئات من خلال المبادرات المحلية والحملات التطوعية لإعادة دمجهم بالمجتمع.

وأضافت ” شعبان” بأن مجتمعنا لا يخلو من النظرة الذكورية الذي يعتبر المرأة  تابعاً فيه لا أكثر، حتى أن القوى السياسية في سوريا تتعامل مع العنصر النسائي كمستحضر خافي للعيوب، وديكور للتجميل، ومكملاً للصورة لإرضاء الكثير من المانحين، وأن الطريق ماتزال طويلة في ظل مجتمع لم تنضج فيه بعد فكرة المساواة بين الجنسين.

 

 

بالعودة إلى مدينة ديرالزور والمناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، ترى الناشطة “سماح الحسن”، بأنه رغم الانفتاح المجتمعي الذي نراه إلا إنني غير راضيه كلياً عن واقع النساء في مدينتي، فما زلن يعانين من تمييز في عدة جوانب حياتية مثل الحرمان من الميراث، وتحكم الرجال بمصادر دخلهن، إضافةً إلى انحسار عمل النساء، وصعوبة التنقل، حيث ازداد الوضع سوءاً مع تدني الوضع المعيشي”.

وأضافت ” الحسن” أن تعقد الواقع العسكري والسياسي في سوريا حال دون توفير الظروف المناسبة لهن، لتجد المرأة نفسها حاضرة ضمن المسار الثاني، المجتمع المدني، والذي يعتبر حلقة وصل بين صناع القرار المسار الأول والمجتمع المسار الثالث، لتختفي نسبة حضورها من المسار الأول كصانعة للقرار مقارنة مع باقي النساء من المحافظات السورية الأخرى، مشيرة إلى أنه “لا يمكن الوصول لسوريا دون التعامل مع قضية المرأة كقضية مجتمعية”.

الجدير بالذكر أن واقع المرأة في ديرالزور يتشابه في غالبيته مع باقي المناطق الآخرى من سوريا، وخاصة المناطق التي تعرضت لسيطرة تنظيم داعش، وباتت الآن خاضعة لسيطرة قوات النظام وحلفائها.