Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

انتحار شاب في عفرين.. ما السبب؟

خاص - SY24

أقدم شاب مهجر من الغوطة الشرقية، على الانتحار في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، نتيجة الظروف المعيشية السيئة التي يعاني منها.

وقال مراسلنا في مدينة عفرين، أمس الاثنين، إن “الشاب وجد داخل منزله وقد فارق الحياة بعد شنق نفسه بواسطة حبل”، مشيرا إلى أن عائلته أكدت أنه حاول الانتحار قبل أيام، بسبب الفقر وضغوط الحياة.

وتعليقا على ذلك قال الدكتور “مأمون سيد عيسى”، الكاتب والمهتم بالشؤون الطبية والمحلية والخدمية في سوريا، إن “المشكلة في المناطق المحررة ومناطق النظام ليست محصورة في الضائقة الاقتصادية والبطالة والمخاوف من انتشار كورونا، لكن هنالك مشاكل عديدة”، مشيرا إلى أن “أهم تلك المشاكل التي يعاني منها الشباب السوري في كلا المنطقتين هي فقدان للمنظومة الأخلاقية ضمن المجتمع، والتي يعبر عنها التضامن بين أفراد المجتمع مما يجعلهم في حالة غربة وإحباط قوي”.

وأضاف في تصريح خاص لمنصة SY24، أنه “في المناطق المحررة هنالك إحباط قوي لدى الشباب، حيث يرون أننا حصلنا على مناطق محررة من النظام، لكن في هذه المناطق لم تطبق القيم التي كان يحلمون في بداية الثورة بأنها ستطبق ضمن هذه المناطق، وهي قيم العدالة والنزاهة واحترام الإنسان والتي نراها غير متوفرة، وأيضا في المناطق المحررة هنالك جيل جديد تحول إلى لاجئين وشباب بدون هدف أو كيان، وقد فقدوا علاقتهم بالثورة، والتي من المفترض أن يكون الشباب الدينامو والمحرك الأساسي لها، بالتالي هم يعيشون حالة إحباط كبيرة ربما تؤدي إلى مشاكل نفسية تدفع للانتحار”.

وأوضح “عيسى”، أن “الأغلبية في مناطق النظام نادمة عن عدم هجرتها خارج مناطق النظام، بعد أن وعدها النظام أنه سيقضي على الإرهاب وبعدها سيأتي الفرج والسعادة، لكن انتهت الأعمال العسكرية وشاهدوا كيف تحولت مناطق النظام إلى مناطق عصابات، وكيف أصبح رغيف الخبز والمازوت والكهرباء والدواء وأبسط الحاجيات حلما للمواطن، مع انعدام منظومة التعاون بين أفراد المجتمع، بل تسيطر الأنانية وحب الذات على قيم المجتمع في مناطق النظام، مما يجعل الشباب يصابون بضغط نفسي قد يكون دافع للانتحار”.

وفِي بداية الشهر الجاري، قامت السيدة “ميساء درباس” البالغة من العمر 33 عاما، بتناول ثلاث حبوب سامة، ما أدى لوفاتها على الفور، وذلك نتيجة تعرضها للتعنيف على يد زوجها”.

وتقيم “ميساء” في خيمة صغيرة بنتها من مالها في مخيم “أطمة” بريف إدلب الشمالي، منذ 7 سنوات، وقبل انتحارها أمس الأربعاء، تعرضت للضرب من قبل زوجها الذي طردها من المنزل وحرمها من أطفالها الثلاثة.

يذكّر أن جميع المحافظات السورية تشهد حالات انتحار بشكل متكرر، ومعظمها نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها جميع السوريين، بسبب الفقر الناتج عن قلة فرص العمل وارتفاع الأسعار بشكل كبير.