Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

انتهاكات موثقة بحق أبناء درعا.. ما الهدف منها؟

خاص - SY24

وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير صدر، اليوم الثلاثاء، أبرز الانتهاكات التي مارستها الميليشيات الإيرانية والمدعومة من طهران إلى جانب قوات النظام السوري، بحق المدنيين في مدينة درعا وريفها في الجنوب السوري.

وذكرت الشبكة الحقوقية في تقرير وصلت نسخة منه لمنصة SY24، أن من أبرز تلك الانتهاكات هي العمليات العسكرية التي قادتها قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم اللاجئين الفلسطينيين، والتي تسببت في نزوح نحو 36 ألف مدني من أهلها باتجاه أحياء درعا المحطة. 

وأضافت أن تلك الميليشيات أجبرت آلاف العائلات على النزوح مشياً على الأقدام مع قليل من الأمتعة، وقد اضطر القسم الأعظم من هذه العائلات للإقامة في المدارس والمرافق العامة في أحياء المطار والقصور والكاشف والسحاري. 

ولفت التقرير الحقوقي إلى ممارسات وانتهاكات أخرى من أهمها: استيلاء الفرق العسكرية (الرابعة والخامسة والتاسعة والخامسة عشر) التابعة لقوات النظام السوري مدعومة بالميليشيات الإيرانية، على عشرات منازل المدنيين في مناطق غرز والشياح والنخلة في المزارع الجنوبية والشرقية لمدينة درعا، ومنطقة الضاحية وحي المنشية في المدينة، وذلك بعد فرار المدنيين منها وتحوِّلها لخطوط اشتباك بين قوات النظام السوري وميليشياته من طرف، ومقاتلين من المنطقة من طرف آخر. 

وأوضحت الشبكة في تقريرها، أن العمليات العسكرية التي شنَّتها قوات النظام السوري بدعم من الميليشيات الإيرانية وروسيا، منذ تموز/ 2018 حتى تشرين الأول/ 2021 ، تسببت في نزوح ما لا يقل عن 40 ألف شخص، نزحوا من أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم اللاجئين، ومنطقة غرز وتل السلطان إلى أحياء درعا المحطة، إضافة إلى النازحين والمهجرين قسراً من مدينة الصنمين وقرية أم باطنة. 

وسجّل التقرير خلال الفترة ذاتها، قتل قوات النظام السوري 361 مدنياً بينهم 47 طفلاً و26 سيدة (أنثى بالغة) معظمهم في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي ومدينة نوى بريف درعا الغربي وأحياء درعا البلد، إضافة إلى اعتقاله 1589 شخصاً بينهم 13 طفلاً و22 سيدة (أنثى بالغة)، تركَّزت عمليات الاعتقال في بلدة نصيب بريف درعا الشرقي وقرية عتمان بريف درعا الشمالي، كما وثَّق ارتكابه 19 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية. 

وتعقيبًا على ذلك قال الحقوقي “علي تباب” لمنصة SY24، إن “الانتهاكات تأتي في إطار عملية التغيير الديموغرافي بالتنسيق مع النظام السوري على الحدود الجنوبية من البلاد، وهناك محاولة إيرانية للسيطرة على كامل الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة سواء من الطرف اللبناني أو من الطرف السوري”. 

وأضاف أن “محاولة التغيير الديموغرافي في تلك المنطقة هدفها أن يكون هناك حاضنة شعبية إيرانية تقبل بإدارة إيران لتلك الحدود، وبالتالي تسعى إلى رفع أسهمها كي تغدو لاعبًا دوليًا في تلك المنطقة وبالتالي يكون لها كلمة في المنطقة الإقليمية بشكل أكبر”. 

يشار إلى أن الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، كثفت من قصفها على منازل المدنيين في درعا البلد وذلك منذ 24 من حزيران الماضي، وبدأت بمحاصرة أكثر من 50 ألف مدني داخل أحياء درعا البلد، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة، الأمر الذي يعتبر خرقاً لجميع الاتفاقيات المتعلقة بالجنوب السوري. 

وكانت إيران تنوي من خلال تثبيت قدمها في الجنوب السوري، حسب مصادرنا الخاصة، فتح خط مباشر من ريف دمشق من جهة مطار دمشق الدولي وصولا إلى منطقة “اللجاة”، بهدف إنشاء مستودعات ذخيرة وسلاح، وأيضا إنشاء مراكز لتدريب ميليشياتها، والوصول إلى الحدود الأردنية. 

وكان الحقوقي “عبد الناصر حوشان” قال في تصريح لمنصة SY24، إن “الذي يجري في الجنوب وبريف حمص الشمالي (سيناريو مشابه) هو بتخطيط إيراني وتنفيذ أذرعها من الفرقة الرابعة والأمن العسكري، والهدف منه استباق أي تحرك دولي باتجاه اتخاذ قرار يلزمها بالخروج من سوريا”. 

وحشدت إيران الكثير من الميليشيات للمشاركة في عملية حصار درعا البلد ومنها: ميليشيا أبو الفضل العباس، لواء فاطميون، لواء الإمام الحسين العراقي، كتائب الرضوان، حزب الله بقيادة الحاج أبو تراب، أسود العراق، لواء الرسول الأعظم، أبناء مخيم النيرب، والحرس القومي العربي.