Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

برلماني يناشد روسيا عقب فشل “الانتخابات” في درعا.. ماذا قال؟

خاص - SY24

اتهم عضو برلمان النظام السوري، المدعو “خالد العبود”، اللواء الثامن المدعوم من روسيا في المنطقة الجنوبية، بعرقلة الانتخابات التي وصفت بـ “المسرحية”، إضافةً إلى ترهيب الأهالي لمنعهم من المشاركة فيها.

كلام “العبود” جاء خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات التابعة لإيران، حسب ما تابعت منصة SY24.

وناشد “العبود” السفير الروسي في دمشق ” ألكسندر يفيموف”، والوفد البرلماني الروسي الذي جاء لمراقبة الانتخابات، قبل أيام، للضغط على المجموعات التابعة لروسيا في الجنوب لوقف ممارساتها بحق الأهالي، على حد تعبيره.

وادعى “العبود” أن “هناك أدوات فوضى أخذت غطاءً روسيًا، انقضت على أهلنا في الجنوب ومنعت الآلاف منهم أن يدلوا بأصواتهم في هذه العملية الانتخابية”.

وزعم “العبود” أن “هناك عناصر لها غطاء من الروس، اعتدوا على الأهالي في أكثر من قرية، واستعملوا الرصاص والقنابل، ومنعوهم أن يضعوا صناديق انتخابات في هذه الجغرافيا، وكله تحت غطاء روسي، لذا يجب على القيادة الروسية أن تطلع على ما يحصل”.

وتابع “العبود” مدعيا أن ذلك حصل في بلدات وقرى “النعيمة وأم المياذن ونصيب والكحيل والمسيفرة وحتى مدينة بصرى”.

وأشار إلى أن “البعض من أهالي تلك البلدات والقرى زحف باتجاه المدينة كي يدلي بصوته رغم أنه كان مهددا”، مبينا أن “الأهالي إلى جانبنا واحتفلوا منذ اللحظات الأولى لترشيح الأسد لهذه العملية الانتخابية”.

وقال أيضا إن “العملية الانتخابية لم تتم بفضل مجموعات الفوضى التي تعمل تحت الحماية الروسية، وهذا نرفضه رفضا كاملا”.

وأضاف “أناشد السفير الروسي في دمشق، وأناشد الفريق الذي جاء من البرلمان الروسي الذي جاء كي يحضر العملية الانتخابية، بالاطلاع على تلك المعلومات”.

وتعليقا على ذلك قال أحد الناشطين المقيمين في ريف درعا، لمنصة SY24، إن “الجميع يعلم أن خالد العبود هو بوق من أبواق النظام وهو كاذب، وما تحدث به مجرد ادعاءات، لأنه لم يتم الضغط على الأهالي لعدم التوجه إلى الانتخابات، من قبل أي جهة كانت، بل كان قرار عدم المشاركة شعبياً بامتياز”.

وأشار مصدرنا إلى أن “من ذهب للانتخابات هي أعداد قليلة في مدينة درعا من الموظفين الذين تم إجبارهم على الانتخاب، في حين أن أغلب المدن والقرى شهدت عصيانا شاملا، وقد حقق العصيان نجاحا ملحوظا، خاصة وأن نتائج الانتخابات معروفة مسبقا”.

وبيّن أنه “في حال كان ما تحدث به العبود صحيحا، خاصة فيما يتعلق بترهيب الناس من اللواء الثامن لمنعهم من الانتخابات، كنا رأينا وسائل إعلام النظام هي من ستسارع لنقل تلك الأخبار، بينما في حقيقة الأمر لم يحصل ذلك”.

وأكد أن “المناطق التي ذكرها العبود شهدت عصيانا مدنيا ضد الانتخابات، ولم يكن هناك أي ضغط عليهم لإجبارهم على عدم الذهاب للانتخابات، وجميع سكان تلك المناطق التزموا منازلهم والتزموا بالعصيان المدني، إضافة إلى أن الطرق جميعها كانت مقطوعة ضمن العصيان”.

وذكر مصدرنا أن “النظام وفي يوم الانتخابات حاول خلق الفتنة وإثارة البلبة، عندما لفق تهمة للمعارضة المسلحة بأنها من تقف وراء تفجير عبوة ناسفة بالقرب من منزل المحافظ، وبالقرب من مركز امتحاني وفي منطقة أمنية بامتياز، ولا يمكن أصلا للمعارضة المسلحة أن تتوجه إلى تلك المنطقة”.

وأضاف أن “النظام وعلى مدار 3 سنوات من التسويات في المنطقة، كان يتوقع أن يتوجه الأهالي والشباب للاقتراع وانتخاب الأسد رئيسا جديدا لسوريا، لكن جهوده ضاعت هباء منثورا ولم يحقق ما كان يسعى إليه في المنطقة”.

بدوره، قال المحلل الاستراتيجي العقيد “إسماعيل أيوب” في تصريح لمنصة SY24، إن “القرار السياسي والعسكري في الجنوب ليس بيد النظام، ولو كان بيده لرأينا الاحتفالات المؤيدة لانتخاب الأسد في كل قرية من قرى حوران”.

وكشف أن “هناك عاملان أساسيان لعدم خروج الناس لتجديد ما يسمى بالبيعة أو انتخاب بشار الأسد، الأول أن درعا هي مهد الثورة، والطيف الواسع من شعب حوران والجنوب هو ضد الرئيس المجرم وضد هذه الانتخابات”.

وتابع أن “تحكم روسيا بالقرار السياسي والعسكري في الجنوب، يشكل ما يشبه الغطاء، لذلك كان هناك حيّز صغير من الحرية وما زال هناك جدوى للثورة، وبالتالي الناس رفضت الخروج للانتخابات”.

وأشار إلى أن “هناك مناطق كثيرة لا يوجد فيها مسلحون يتبعون للفيلق الخامس لكنها لم تخرج، وعلى سبيل المثال أكبر مدينة بريف درعا وهي مدينة نوى والتي تؤوي 120 ألف نسمة لم يخرج أحد منهم لانتخاب الأسد وهي خارج سيطرة أحمد العودة، لكنها تقع ضمن سيطرة الروس وضمن القرار السياسي والعسكري لروسيا”.

ونوّه إلى أن “الروس لم تجبر أحد على المشاركة في هذه المسألة، وهم يعلمون ما جرى في مناطق سيطرة النظام وكيف أخرجت قوات النظام ومخابراته الناس بالعصا إلى الانتخابات والضغط عليهم بملفات الخبز أو ملفات الغذاء أو الاعتقال وغيرها من الضغوطات”.

وقال الحقوقي السوري” إن “خالد العبود الذي يطبل ويزمر للنظام هو يعلم علم اليقين أن ما قاله محض هراء، وأن التأثير الروسي لم يكن عامل أساسي لعدم خروج الناس إلى انتخاب الأسد، لذلك يعتبر بمثابة سقف حماية، لكن الحقيقة التي ظهرت هي أن درعا بريفيها الغربي والشرقي وبمعظم قراها الكبيرة والصغيرة لم تخرج للانتخاب وهذا هو الموقف الحقيقي”.

وأكد أنه “لو قُدر لباقي المحافظات وفي كل مناطق سيطرة النظام سواء في حمص أو حماة أو غيرها، نفس الحيز الموجود في الجنوب لما ذهب أحد لانتخاب الأسد”.

وبالعودة إلى “العبود” يلاحظ أنه تعمد تجاهل المظاهرات التي خرجت، قبل عدة أيام، في مدينة بصرى الشام بريف درعا، والتي طالب فيها المتظاهرون بإسقاط النظام، والتأكيد على رفضهم لـ “مسرحية” الانتخابات الرئاسية التي نظمها “بشار الأسد”.

ومنتصف العام الماضي 2020، قال مراسلنا في درعا إن “الفيلق الخامس خرّج دورة حوران العسكرية في مدينة بصرى الشام، والتي ضمت 970 عنصرا، جميعهم منشقين قبل التسوية مع النظام، إضافة إلى المنشقين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية من أبناء درعا”.

وأكد مراسلنا أن “وفدا روسيا حضر تخريج الدورة، وأثناء وجود الوفد قام عناصر الدورة بترديد شعارات مناهضة النظام السوري، كان أبرزها: سوريا لينا وما هي لبيت الأسد”.

ويشهد الجنوب السوري توتراً أمنياً منذ سيطرة النظام وحلفائه على مناطق المعارضة في تموز عام 2018، حيث تتصدر عمليات الاغتيال واجهة الأحداث اليومية في درعا وريفها، والتي قتل على إثرها عدد كبير من العسكريين والمدنيين.