Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعد نفاد الأدوية وحليب الأطفال.. دعوات لفك الحصار عن درعا البلد

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، إلى فك الحصار عن منطقة درعا البلد والسماح بدخول المواد الإنسانية الأساسية بشكل فوري، محذرا من كارثة إنسانية تهدد المرضى وحياة 400 طفل رضيع بسبب نفاد حليب الأطفال الأدوية. 

 

جاء ذلك في بيان صادر عن المرصد ومقره جنيف، اطلعت على نسخة منه منصة SY24. 

وأضاف البيان أن قوات النظام عمدت إلى عزل مركز مدينة درعا عن أحياء درعا البلد، ومن ثم قطعت جميع الممرات والمعابر في محيطها من خلال إغلاق كافة الطرق المؤدية إليها ورفع السواتر الترابية ونشر القناصة على أسطح الأبنية المرتفعة.  

 

وأشار إلى أن الإغلاق شمل كذلك الطرق المؤدية إلى مستشفيات درعا الوطني والرحمة والشفاء ومجمع الحياة الطبي في منطقة “المحطة” -التي تسيطر عليها القوات الحكومية- وهو ما يعني حرمان الحالات المرضية والإنسانية من الوصول إلى المرافق الطبية، مع وجود مركز طبي وحيد بإمكانيات متواضعة في المنطقة المحاصرة. 

وحذّر المرصد من أن “السلع بدأت تشح والأسعار ترتفع بشكل كبير، وأصبح من الصعب للغاية تأمين المواد والأدوية الأساسية، إضافة إلى أن أرصدة المواد والأدوية الأساسية بدأت بالنفاد من المناطق المحاصرة، إذ أبلغ الأهالي باختفاء حليب الأطفال الرضع من المراكز الطبية والصيدليات، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على حوالي 400 طفل رضيع في منطقة درعا البلد تتراوح أعمارهم بين عدة أيام إلى عام ونصف، إضافة إلى أصناف عديدة من الأدوية، ولا سيما الخاصة بمرض غسيل الكلى، والأمراض المزمنة وأبرزها دواء مرض السكّري. 

 

ولفت إلى أن العائلات لن تستطيع الصمود أمام الحصار الخانق، كونها تعتمد في مردودها المادي على عمل شبانها في باقي مناطق المحافظة، حيث تمنع القوات الحكومية المتمركزة في محيط الأحياء المحاصرة أي شخص يحمل هوية تثبت أنه من درعا البلد الخروج من المنطقة. 

واستنكر المرصد صمت المجتمع الدولي على الأفعال المشينة التي يرتكبها النظام السوري ضد المدنيين أكسبه قدرة كبيرة على الاستمرار بتلك الممارسات، إذ لم يشعر النظام حتى الآن بضغط حقيقي يدفعه إلى احترام حقوق السوريين والتوقف عن قتلهم وتهجريهم وعقابهم جماعيًا. 

وأضاف أنّ حصار أحياء درعا البلد بإشراف روسي مباشر يأتي ضمن سياسة الإخضاع التي يُمارسها النظام منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في مارس/آذار 2011، والتي تقوم على حصار وتجويع واستهداف السكان عقابًا على رفضهم لسياسات النظام ومطالباتهم المشروعة بالحرية والإصلاح. 

ودعا النظام السوري إلى فك الحصار المفروض على منطقة درعا البلد على نحو عاجل، والسماح بدخول جميع المستلزمات الأساسية للسكان، وتمكينهم من التنقل خارج المنطقة للوصول إلى المرافق الصحية أو أماكن العمل، والامتناع عن تنفيذ أي عمل عسكري في المنطقة تحت أي ظرف. 

وطالب المرصد أيضا الأمم المتحدة بحث الحكومة السورية على إنهاء سياسة حصار واستهداف المناطق المدنية، وتفعيل الآليات الأممية التي من شأنها الضغط على النظام السوري لوقف انتهاكاته ضد المدنيين، واحترام حقوقهم في العيش الكريم وممارسة الحريات المشروعة. 

وتحاصر قوات النظام أهالي درعا البلد، منذ أكثر من أسبوعين، حيث قامت بإغلاق جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلى المنطقة، بهدف عزلها عن “درعا المدينة”.