Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

حلم إيران بطريق بري إلى بيروت مروراً ببغداد وسوريا.. هل تحبطه الثورات؟

أحمد زكريا – SY24

لا يزال الحراك الشعبي والاحتجاجات المناهضة للحكومات والأنظمة في كل من لبنان والعراق، تتصدر واجهة الأحداث على صعيد داخلي وخارجي وإقليمي، الأمر الذي بات يقلق المتسبب الرئيس في خلط الأوراق بمنطقة الشرق الأوسط ألا وهو “إيران” وأذرعها المتعددة.

وتسيطر مجموعات وميليشيات مدعومة من إيران سواء “حزب الله” في لبنان، أو “الحشد الشعبي” في العراق على كل مفاصل الحياة فيها وحتى على مؤسساتها الحكومية والتعليمية والخدمية، الأمر الذي يرى فيه مراقبون أنه صرخة في زجهها تجعلها ربما تعيد حساباتها من جديد.

وفي هذا الصدد قال الباحث في الشأن الإيراني “أحمد إقبال”، إن “المظاهرات في العراق ولبنان متشابهة إلى حد كبير بما أنها خرجت من عباءة رفض المذهبية والتأكيد على مظلة الهوية الوطنية، ويبدو أن المتظاهرين الغاضبون أدركوا أن الفساد المنتشر والمتغلغل في أوساط السياسيين، نابع من مصالح أطراف إقليمية على رأسها إيران”.

وأضاف “إقبال” في حديثه لـ “SY24″، أن “المتظاهرين أدركوا أيضا أن السبيل الوحيد لمواجهة هذا الفساد هو العمل على استئصال وإخراج هذا النفوذ إذا ما أسفر هذا الحراك عن ثورة وتغيير حقيقي، وصولا إلى ديمقراطية وشفافية ومحاسبة بعيدا عن المحاصصة الطائفية”.

ويقصد بتلك الحسابات التي بدأت إيران مجبرة بالتفكير بها، هي مشاريعها التوسعية ومد نفوذها التي تسعى إليها إيران جاهدة، سواء فيما يتعلق بتعزيز سيطرتها في لبنان أو في سوريا أو في العراق، على حساب ترتيب بيتها الداخلي وحالة الفساد والفلتان الأمني، وعلى حساب شعبها المنهك بسبب أطماعها التوسعية.

ويرى مختصون بالشأن الإيراني، أن “القلق بدأ ينتاب إيران مع تسارع وتيرة المظاهرات في الشارع اللبناني والعراق، خاصة أن ذلك سينعكس على ما تسعى إليه وتخطط له وهو الطريق البري الذي تسعى لمده من طهران إلى العراق وسوريا وصولا إلى الأراضي اللبنانية”.

ومنذ مطلع العام الحالي، تسعى إيران جاهدة للتنسيق فيما يتعلق بهذا “الطريق البري” من خلال إرسال وفودها الدبلوماسية والعسكرية إن كان للعراق أو حتى إلى سوريا.

وفي هذا الجانب، قال “إقبال”، إن “إيران وأطراف إقليمية أخرى تسعى للتأثير على الحراك الشعبي في العراق ولبنان، ووصمه بالحراك المفتعل وتغيير مساره بشتى السبل القمعية، اعتمادا على أذرعها السياسية وميليشياتها التابعة للحرس الثوري وفيلق القدس تحديدا”.

وأكد أن إيران تسعى من وراء هذا كله، إلى ” الحفاظ على نفوذها وتنفيذ أجندتها الإقليمية وصولا إلى البحر المتوسط حيث سوريا ولبنان عبر العراق”، معتبرا في الوقت ذاته، أن “إيران التي تتعرض لأزمة اقتصادية نتيجة العقوبات الأمريكية والعزلة الاقليمية، لم تدرك بعد تداعيات الصحوة العربية في العراق ولبنان وأن عملائها وأذرعها، وأنه لن يكون بمقدورهم الاستمرار في مواصلة القمع ودعم الثورات المضادة”.

ولم تفلح كل الجهود الإيرانية من خلف الكواليس لإخماد لهيب الاحتجاجات في العراق فبدأت ميليشياتها وعلى العلن باستخدام القوة ما أدى لسقوط ضحايا ، كما تنبئ التطورات في لبنان بأن ميليشيا حزب الله ستتحرك بنفس الأسلوب، وأمام كل ذلك تضع إيران نصب عينيها مصالحها الرئيسة على حساب دماء المتظاهرين وأهمها طريق (طهران- بغداد – دمشق – بيروت) الذي باتت رياح إنشائه تجري بما لا تشتهي السفن الإيرانية.