Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

دولة الأمنيين تفرض إتاوات على السكان شرقي سوريا.. ومصادر تحدد الجهة الداعمة لها!

خاص - SY24

على الرغم من مرور ثلاث سنوات على إعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، عن نهاية تنظيم “داعش” بعد القضاء على آخر الجيوب التي كان يتحصن بها في منطقة “الباغوز” بدير الزور، إلا أن نشاط التنظيم لم يتوقف إلى هذا اليوم في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرقي سوريا.

إذ استطاع التنظيم وعبر خلايا أمنية كان قد أعدها سابقا، من تنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد عناصر وقادة في قوات “قسد” والمجالس العسكرية التي تتبع لها في دير الزور والحسكة والرقة.

وتعد العمليات التي استهدفت “قسد” في الأشهر الثلاثة الاخيرة هي الأعنف والأقوى، حيث أن السكان يكتشفون يوميا جثثا لقتلى عسكريين يتبعون لـ “قسد”، ملقاة في أماكن مختلفة يتبعها بيانات تنشرها معرفات تنظيم “داعش” تعلن فيها تبنيها لهذه العمليات.

بينما لم يكن المدنيون المقيمون في هذه المناطق بعيدا عن المدى المجدي لبندقية كتيبة الاغتيالات لدى التنظيم، حيث نفذت داعش عمليات تصفية جسدية لعدد كبير من المواطنين وبتهم مختلفة.

إلا أن سياسة التنظيم بدأت فعيلا تأخذ منحى آخر في المنطقة، وخصوصا بعد أن أصبح عناصرها على قدر من الجرأة للخروج إلى العلن للمطالبة في “حق التنظيم” في أموال المدنيين تحت مسمى “الزكاة”.

ويعمل تنظيم “داعش” على إعادة سلطته إلى المنطقة عبر قيام الخلايا النائمة التي تتحرك بسهولة بين المدنيين بتوزيع منشورات تطالب فيها أصحاب المحلات والتجار والمزارعين بتقديم “الزكاة” لصالح “داعش”.

في حين يعمل عناصر “داعش” على إرسال رسائل تهديد إلى من يمتنع عن دفع الإتاوات له وغالبا ما تنتهي هذه العملية بدفع ما يطلبه التنظيم أو يتم قتل من يرفض الدفع بعد اتهامه بـ “الردة”.

ويتركز نشاط خلايا التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، وخصوصاً في المنطقة المحصورة بين قرى وبلدات البصيرة والشحيل وذيبان والصور التي أطلق عليها عناصر “قسد” اسم “مثلث الموت”.

وأشار الباحث والمحلل الاستراتيجي “محمد حسان” إلى أن خلايا التنظيم المتواجدة في مناطق “قسد” تمتلك نوع من “الاستقلالية في القرارات الآنية وذلك لدوافع أمنية” على حد تعبيره.

وقال “حسان” في حديثه لمنصة SY24، إن “استراتيجية عمل هذه الخلايا تأتي عن طريق سلسلة غير مترابطة، حيث أن كل خلية مستقلة عن الأخرى، وذلك بسبب وقوع إحداها في قبضة قسد”.

وأضاف أن “عمليات دفع الزكاة لعناصر التنظيم غير جديدة، فالتنظيم عمد خلال السنوات الماضية على تحصيل الأموال التي يستخدمها في عملياته من التجار وأصحاب المحلات”.

في حين ذكرت مصادر محلية أن محاكم داعش ما زالت تعمل إلى الآن، وإن كان بشكل بسيط إلا أنها موجودة، حيث يستقبل التنظيم شكاوى بعض المواطنين ويعملون على حل بعض المشاكل الحاصلة بين الأهالي عبر إرسال رسائل إلى من يقع عليه الحكم بضرورة الالتزام بتنفيد ما تطلبه منه محكمة التنظيم”.

بينما عمد عناصر التنظيم على تقديم موافقات أمنية لبعض الأشخاص من أجل العمل لدى مؤسسات “قسد”، وذلك بشرط أن يقوموا بدفع مبالغ شهرية على شكل أتاوات لعناصر “داعش” مقابل عدم تعرضهم للقتل.

وتأتي هذه التحركات في مساعي حثيثة لخلايا داعش لإعلان وجودها على الأرض ليس عسكريا فحسب، مع غياب واضح لتواجد الأجهزة الأمنية التابعة لـ “قسد” التي لم تستطع إلى الآن إيقاف عمليات هذه الخلايا.

وأشار المحلل الاستراتيجي “محمد حسان”، إلى أن “حل مشكلة فرض الإتاوات من قبل التنظيم على المدنيين، مرتبط بالقضاء على هذه الخلايا عسكريا من قبل قسد”.

وأكد في حديثه مع منصة SY24، أن “القضاء على هذه الخلايا يحتاج إلى وقت طويل واستراتيجية واضحة من قبل قسد”، مشيرا إلى أن “قسد غير قادرة في الفترة الحالية على إيقاف عمل خلايا داعش النائمة وأن الوضع في ريف دير الزور الشرقي سيبقى كما هو”.

وتعيش مناطق سيطرة “قسد” شرق الفرات عموما وريف دير الزور خصوصا، حالة من الفلتان الأمني والتي ألقت بظلالها على المواطنين الذين يعيشون وضعا حرجا بين مطرقة داعش الأمنية وسندان الوضع الاقتصادي السيء.

وفي السياق ذاته عمد التنظيم على تنفيذ عمليات تصفية شملت نساء وشيوخا بتهم تتعلق بالسحر أو مخالفة بعض أحكام الشريعة الإسلامية، وفقا لما جاء في البيانات التي تنشرها وسائل إعلامية تابعة لـ “داعش”.

وأشار المحلل العسكري النقيب “منذر ديواني”، إلى أن “لإيران وميليشياتها دور كبير في دعم خلايا داعش في مناطق سيطرة قسد، وذلك بهدف زعزعة الوضع الأمني هناك”.

وقال “ديواني” في تصريح لمنصة SY24، إن “الجميع يعلم أن داعش هي مرتبطة بإيران ونظام الأسد بشكل كبير، ورأينا ذلك سابقا عندما كانت طيران النظام يقدم دعما جويا للداعش ضدنا”.

وأوضح أن “نظام الأسد وايران يمتلكان مصلحة بإبقاء حالة الفلتان الأمني في مناطق قسد، وذلك لإجبارها على العودة الى حضنهما وتسليم المنطقة لهما”.

والجدير بالذكر أن مناطق شمال شرقي سوريا شهدت مؤخرا عملية عسكرية قادتها قوات قسد بدعم كامل من طيران التحالف الدولي من أجل القضاء على خلايا تنظيم داعش في المنطقة.

وذكرت مصادر إعلامية تابعة لـ “قسد”، أن الأخيرة استطاعت اعتقال عدد كبير من الأشخاص بعد توجيه تهمة الارتباط مع داعش أو التعاون معها وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

في حين تعمل قوات التحالف الدولي بين الحين والآخر على تنفيذ عمليات إنزال جوي مستهدفة أوكار داعش في ريف دير الزور الشرقي، ونتج عنها اعتقال عدد من قادة وأمراء وعناصر التنظيم.