Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

رغم الضربة الأمريكية.. القوافل الإيرانية تتوافد إلى سوريا!

خاص - SY24

عمدت طهران ومن خلال أذرعها الميليشياوية في سوريا على تأمين الطريق لما يسمى بـ “الحجاج” الإيرانيين والعراقيين، الراغبين بزيارة المقامات “الشيعية” التي أقامتها سابقاً، وبمباركة تامة من قبل النظام السوري.

حيث شهد معبر البوكمال البري في الأيام القليلة الماضية دخول عدة حافلات تقل “معممين” و “حجاج” إيرانيين وعراقيين” قادمين إلى سوريا، بغرض زيارة “الحسينيات” والمراقد الشيعية في دير الزور.

وذكرت مصادر محلية من مدينة البوكمال التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية، أن عناصر من ميليشيا الحشد الشعبي العراقي رافقوا هذه الحافلات من أجل تأمين الحماية لها.

في حين أفادت المصادر، أن “الحجاج والمعممين” دخلوا بشكل مباشر إلى الأراضي السورية دون أن يقوموا بإجراء الفحص الطبي المخصص لفيروس كورونا “كوفيد 19″، والذي كان أحد الشروط التي وضعتها وزارة السياحة التابعة لحكومة النظام السوري من أجل إعادة فتح المعبر أمام الزوار.

حيث وضعت وزارة السياحة شرط إجراء الفحص الطبي (PCR) على جميع الزوار القادمين من العراق بغرض زيارة “المقامات الشيعية” في سوريا، بالإضافة إلى خضوعهم للحجر الصحي إلى حين ظهور نتائج الفحص الطبي.

وجاء قرار إعادة فتح المعبر بعد موافقة وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري على دخول المجموعات “السياحية الدينية” إلى سوريا، وذلك في 22 من الشهر الجاري.

وكان مدير الشركة السورية للسياحة والنقل التابعة للنظام السوري “فايز منصور”، أوضح أن القرار يشمل فقط المجموعات الدينية من الجنسية العراقية فقط، وأشار إلى أن هذه المجموعات ستكون “قليلة في الوقت الراهن”، على حد تعبيره.

هذا وتحاول إيران نشر أفكارها الطائفية بين أبناء دير الزور، مستغلة الظروف الاقتصادية السيئة التي تعصف بالمنطقة، في محاولة منها لإنهاء مشروع “الهلال الشيعي”، والذي يهدف إلى وصل طهران بدمشق عبر بغداد ووصولاً إلى بيروت.

هذا وأشار الكاتب والصحفي العراقي الدكتور “أيمن خالد”، إلى قيام إيران سابقا بتطويع الحالة العراقية لصالحها، وذلك منذ الهجوم الأمريكي على العراق في عام 2003.

وقال الدكتور “أيمن” في حديث خاص مع منصة SY24، إن “إيران استطاعت اختراق محافظة الأنبار العراقية ذات الأغلبية السنية عبر التغيير الديمغرافي والتهجير القسري، وهذا ماجعل البوكمال عرضة للهيمنة الإيرانية أيضا”.

وأضاف أن “أيران وكعادتها استخدمت ميليشياتها بعد مباركة من النظام السوري في عمليات القتل وتهجير السكان والتغيير الديمغرافي في دير الزور، من أجل اخضاع الأهالي لسياسة التشيع”.

وجاء قرار إعادة فتح معبر البوكمال أمام “الحجاج” بالتزامن مع تنفيذ غارة جوية من قبل الطيران الأمريكي، والتي استهدفت مقرات عسكرية وبنى تحتية لميليشيات عسكرية موالية لطهران على الحدود السورية العراقية، وهي العملية العسكرية الأولى للقوات الأمريكية في عهد الرئيس الحالي “جو بايدن”.

حيث شنت الطائرات الحربية الأمريكية في 25 شباط الحالي عدة غارات جوية، استهدفت من خلالها مقرات لميليشا حزب الله العراقية، بالإضافة إلى استهدافها شاحنات مغلقة، يعتقد أنها تحمل أسلحة وذخائر كانت متجهة إلى الأراضي السورية عبر معبر غير رسمي يقع جنوب مدينة البوكمال.

ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في “بيان” عملية القصف هذه بـ “الدفاعية”، مشيرا إلى أنها جاءت “ردا على هجمات ميليشيا حزب الله العراقية ضد المصالح الأمريكية والغربية في العراق”.

وفي هذا السياق أشار الكاتب والصحفي العراقي الدكتور “أيمن خالد”، إلى أن “مظاهر القصف الأمريكي لمواقع الميليشيات الإيرانية والشيعية في سوريا لا يخرج عن دائرة تضليل الرأي العام العالمي” على حد تعبيره.

وتابع قائلاً: “يريدون إظهار أن هناك غضبا أمريكيا على إيران، ولكن القراءة التحليلية للموضوع تشير إلى أن أمريكا لا تريد الاستغناء عن إيران”.

وأضاف في حديثه مع SY24، أن “السبب وراء التمسك الأمريكي بإيران هو الدور الذي تلعبه طهران في تفتيت المجتمع السوري وتحويله إلى أداة بيدها على غرار ما فعلت سابقا مع العراق بعد الغزو الأمريكي في 2003”.

يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية ومنذ دخولها إلى دير الزور بعد انسحاب تنظيم “داعش” منها في نهاية عام 2017، عمدت على بسط سيطرتها الفكرية والعسكرية والثقافية على المنطقة، واستغلت هذه الميليشيات الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه أبناء المنطقة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية وارتفاع معدلات البطالة، وذلك من أجل تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب لصالح الميليشيات الإيرانية والميليشيات الأخرى المرتبطة بها.

كما عمدت طهران على استهداف أطفال دير الزور في محاولة منها لنشر “الفكر الطائفي” بينهم، وذلك عن طريق المراكز الثقافية الإيرانية التي تقوم على توزيع الهدايا لهم، بالإضافة إلى قيام مجموعة يطلق عليها “اسم كشافة المهدي” بإقامة رحلات ترفيهية للأطفال.