Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

سكان إدلب يودعون 2020 بطريقة ملفتة للنظر!

خاص - SY24

لم تكن ليلة رأس السنة الجديدة التي عاشها السوريون في الشمال السوري وخاصة منطقة إدلب، كغيرها من الليالي التي عاشها العالم أجمع في مختلف دول العالم احتفالا بقدوم العام الجديد 2021، بل كانت تلك الليلة تحمل العديد من الرسائل للمجتمع الدولي ولصنّاع القرار في الملف السوري الذين تخاذلوا عن دعمهم بوجه آلة القتل الأسدية الروسية الإيرانية.

وبينما كان العالم يجهز شجرة الميلاد من أفخر أنواع الزينة وأبهى الألوان، إلى جانب تحضير الهدايا لتوزيعها على الأطفال الذين ينعمون بالدفء والراحة والأمان، كان سكان الشمال السوري يبحثون عن أي شيء يمنحهم الدفء لهم ولأطفالهم داخل خيمة لا تقيهم برد الشتاء ولا حرّ الصيف، وسط غياب أي دعم إغاثي أو إنساني، ووسط استمرار خروقات النظام في قصف المناطق المأهولة بالسكان والنازحين والمهجرين خاصة في جبل الزاوية جنوبي إدلب.

ورغم تلك المأساة، أصرّ أهالي إدلب على الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة على طريقتهم الخاصة للفت أنظار العالم أجمع، فكانت شجرة الميلاد التي جهزوها، وحسب ما رصد ونقل لنا مراسلنا في إدلب، مصنوعة من الذخائر ومخلفات قصف النظام السوري وروسيا والميليشيات الإيرانية.

ونقل مراسلنا “أيهم البيوش” كيف التف الأطفال في مدينة أريحا بريف إدلب حول “شجرة الميلاد الحزينة”، وهم يشعلون الشموع ومن حولهم آثار الدمار الكبير الذي تسببت به قوات النظام وداعميه، في رسالة واضحة للمجتمع الدولي، بأنه رغم المعاناة والألم هناك أمل بأن يتم التحرك لإسعاد قلوب هؤلاء الأطفال الذين يعانون من ظروف إنسانية ومعيشية سيئة، وفي رسالة حب وسلام أرادوا إيصالها للعالم ولفت الأنظار إلى واقعهم القاسي والمؤلم في ظل الحرب.

بدوره فريق الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، العامل في الشمال السوري، أراد توديع العام 2020 واستقبال العام الجديد برسالة مفادها “عام جديد يحط رحاله في سوريا والأسى لا يزال يملئ قلوب السوريين”، مضيفا “تتجدد الأمنيات بعام أفضل يسود العالم بلا أوبئة وبلا حروب”.

ونشر مقطع فيديو قصير على حسابه في “فيسبوك”، حسب ما وصل لمنصة SY24، قارن فيه بالاحتفالات التي تجري في العالم ليلة رأس السنة، وكيف يمضي سكان المخيمات داخل خيامهم في تلك الليلة، وبين الألعاب النارية التي يطلقها العالم احتفالا بتلك الليلة وبين القذائف والصواريخ والأسلحة المحرمة دوليا التي تطال المدنيين في الشمال السوري.

وقارن أيضا بين لحظات الفرح التي يستعد لها العالم وبين لحظات الحزن لدى كثير من العائلات وهي تنزح من منطقة إلى أخرى، وبين أطفال العالم وهم سعداء باستقبال العام الجديد وبين أطفال المخيمات الذين يفتقرون لأدنى مقومات الحياة المعيشية، على أمل أن تصل الرسالة لمن يهمه الأمر، حسب ما أراد إيصاله فريق الدفاع المدني.

من جهته سارع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” للتضامن مع سكان المخيمات في الشمال السوري وغيره من المناطق، في إحاطة بمناسبة وداع العام 2020، لامست حجم المأساة التي يعيشها السوريون وخاصة سكان المخيمات في الشمال السوري.

وجاء في الإحاطة التي وصلت نسخة منها لمنصة SY24، أن “عاما مضى من عمر ثورتنا العظيمة يشهد علىتضحياتٍ هائلة قلَّما جاد بها شعب في سبيل الحرية والكرامة، لقد كان 2020 عاماً شديد الوطأة على العالم كله لا سيما سورية، فمن وباء كورونا الذي بدأ يتفشى في بلادنا ويحصد من أرواح أهلنا إلى ضحايا الهجمات والجرائم المستمرة من النظام المجرم ورعاته الروس والإيرانيين، إلى معاناة أهلنا في المخيمات وتردي الظروف المعيشية، إلى معاناة اللاجئين في لبنان واليونان”.

وأكد الائتلاف في إحاطته، أنه “مستمر بالتواصل مع المنظمات الدولية والإنسانية، من أجل دعم مشاريع الخيام الإسمنتية وتأمين النقص من الخيم في بعض المخيمات، وتوفير وقود ومستلزمات التدفئة لجميع أهلنا في المخيمات بشكل عاجل”.

ووسط كل ذلك يترقب نحو 6 ملايين نازح ومهجر في أرياف حلب وإدلب، حلولا دولية مع العام الجديد 2021، على أمل أن تتحقق أحلامهم وأمانيهم بالحرية والعدالة وإسقاط النظام، ليعودوا إلى منازلهم التي هُجّروا منها قبل أعوام.