Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

شيكاغو أمريكا حاضرة وبقوة في سوريا.. فأي المحافظات هي؟

خاص - SY24

عندما تذكر المدن التي تعج بالفوضى وترتفع فيها مستويات الجريمة، أول مدينة تأتي لدى القارئ هي شيكاغو الأمريكية التي تنتشر فيها الجريمة والعنف وعمليات القتل والاغتيال، الأمر الذي يعود لانتشار الأسلحة والتمييز العرقي الذي تشهده بين سكانها.

في سورية استمرت وتيرة أعمال الفوضى والعنف بالتصاعد حتى في المناطق التي استعاد النظام السيطرة عليها، بعد تدخل حليفه الروسي نتيجة الآثار التي خلفتها الحرب الدموية التي قادها النظام ضد شعبه بغية وأد وقمع الثورة السورية التي نادت للإطاحة به، وتجنيده لعدد كبير من الميليشيات المحلية والأجنبية التي ذاق السوريون تبعات إجرامهم خلال سنوات من قتل وتشريد وتعذيب واغتصاب وتشريد وجرائم يندى لها الجبين.

الجنوب السوري وتحديداً محافظة درعا، لا زالت تتصدر المشهد في عمليات الاغتيال والخطف والسرقة والاشتباكات المسلحة والاعتقالات والعنف، فما وجه الشبه بين ما يحدث في هذه المحافظة السورية وولاية شيكاغو؟

انتشار السلاح:
ينتشر السلاح بكثرة بين سكان ولاية شيكاغو كما أن السلاح أيضاً حاضر في درعا والذي غلب على عدد كبير من الأهالي الطابع العسكري ما بين قوات الجيش والأفرع الأمنية المنتشرة بين القرى البلدات من جهة والسلاح الذي بيد الميليشيات التي جندها النظام لصالحه من ميليشيات محلية كالدفاع الوطني والميليشيات التي بناها على رفاة عدة فصائل وقعت على اتفاق المصالحة أو التسوية، وبات غالبية عناصرها يحملون السلاح باسم الدولة من جهة وميليشيات خارجية كحزب الله وغيرهم تنتشر في المحافظة من جهة أخرى، وصولاً للسلاح المنتشر بين فصائل الثوار الذين يخشون غدر النظام بهم، فلا يوجد اليوم قيود ضابطة لانتشار السلاح والسلاح متاح للجميع.

التمييز:
يعد التمييز العرقي أحد أكبر أسباب القتل والجريمة في شيكاغو بيد أن التمييز هو أيضاً أحد أهم أسباب الفلتان الأمني في محافظة درعا، ولكن بمشهد مختلف نتيجة الصراع الحاصل بين القوى التي تسعى للسيطرة على المحافظة وتتوزع السيطرة كالتالي:

1- جيش النظام: الفرقة 15 والفرقة التاسعة وغيرها.
2- الأفرع الأمنية: أمن الدولة والأمن العسكري والأمن السياسي والمخابرات الجوية.
3- الميليشيات المحلية: الدفاع الوطني وكتائب البعث وغيرها.
4- الميليشيات الأجنبية: حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس واللواء313 وغيرهم.
5- الميليشيات والجماعات التي شكلها النظام من بقايا الفصائل وعملائه والذين أظهروا ولاءً كبيراً له (مجموعات منتشرة في كامل المنطقة).
6- خلايا (تنظيم داعش).
7- خلايا (جبهة النصرة).
8- الفصائل الثورية التي لا زال النظام عاجزاً عن السيطرة بشكل حقيقي على المناطق المتواجدين فيها رغم انضمام عدد منهم تحت صفوف الجيش وامتلاكهم السلاح بشكل شرعي كـ (فصيل أبو مرشد البردان العامل في منطقة طفس والمنضم تحت الفرقة الرابعة) و (فصيل أحمد العودة العامل في منطقة بصرى الشام والمنضم تحت الفيلق الخامس بقيادة روسية) و (مجموعات تتبع لغرفة عمليات البنيان المرصوص سابقاً والعاملة في درعا البلد).

هذه التركيبة المعقدة التي تعنى بها المحافظة جعلت الجميع في مواجهة مع الجميع بالخفاء في ظل سيطرة الدولة على المحافظة بشكل شكلي، لتنشط على إثر ذلك عمليات الاغتيال التي استهدفت قادة سابقين في المعارضة وعملاء لحزب الله والنظام ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات حزبية معروفة بولائها للنظام، بينما طالت الاغتيالات أيضاً عناصر وضباط لدى النظام وشخصيات متطوعة وعناصر لدى الأفرع الأمنية والجريمة دوماً تسجل ضد مجهول.

فيما تشهد المحافظة في عموم مناطقها اشتباكات بين هذه الجماعات، على إثر ذلك حدث إغلاق للمدارس والمحلات التجارية وفرض حظر تجوال في منطقة الصنمين على خلفية اشتباك حصل بين مجموعات تبع لمجموعة تقول بأنها ثورية وجماعات من الميليشيات التي جندتها قوات النظام ومجموعات من فرع الأمن العسكري وعلى الحدود الأردنية السورية بالقرب من معبر نصيب الحدودي حصل هجوم على عدة مخافر حدودية في المنطقة من قبل مجهولين أدى إلى استنفار قوات النظام في عموم المحافظة.

هذا وتم اغتيال مختار بلدة المليحة الشرقية المدعو (غالب حسين الزعبي) المعروف بتواطئه مع قوات النظام ونشاطه في مجال المصالحات وسبقها اغتيال عدة شخصيات في المحافظة فهل يستمر الفلتان الأمني في المحافظة دون حلول أم سيتفجر الوضع قريباً؟

يذكر أن أهالي حي الأعظمية في حلب أطلقوا اسم “شيكاغو” على حي الأعظمية، بعد وقوع عدة جرائم في الحي، وعدم قدرة الأمن على ضبط الشبيحة والحد من تجاوزاتهم.