Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

عقب قمة القدس الأمنية.. الترقُب سيد الموقف بالنسبة لإيران ونظام الأسد

أحمد زكريا – SY24

اختُتمت في القدس المحتلة، قبل أيام، أعمال القمة التي وُصفت بالتاريخية والتي جمعت مستشارو الأمن القومي لكل من أمريكا وروسيا وإسرائيل، وكان الملف الإيراني والسوري حاضرًا على طاولة الأطراف المجتمعة.

 

وسائل إعلام متعددة ومنها صحيفة “هآرتس” العبرية، أشارت إلى الإجماع الحاصل عقب انتهاء تلك القمة على “طرد إيران من سوريا”، في حين نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن روسيا التي رفضت اعتبار إيران تهديدا عالميا، وافقت على إخراج القوات الإيرانية من سوريا.

 

أمّا موقع “أورو نيوز” فذكر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي “جون بولتون” انتقد السلوك الإيراني وقال إنها سبب النزاع في الشرق الأوسط، وأضاف الموقع ذاته أن مستشار الرئيس الروسي للأمن القومي “نيكولاي بيتروشيف” أكد أن موسكو تواجه الإرهاب في سوريا وأن طهران شريكتها في ذلك، وأكد على الصداقة التي تربط البلدين، رغم ذلك أكد التزام بلاده بأمن إسرائيل، وإن كانت ترى أنه من حق نظام الأسد أن يفتح أبوابه لمن يشاء.

 

كما ذكر المصدر ذاته، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتانياهو” فقال إن إسرائيل تحركت مئات المرات لمنع تعزيز وجود طهران العسكري في سوريا، مضيفًا أنهم سيواصلون منعها من استخدام الأراضي المجاورة كمنصات لمهاجمة إسرائيل، وسوف يردون بالقوة على أي عدوان.

 

خروج إيران تعني نهاية الأسد

وأمام حدة التصريحات التي أعقبت تلك القمة بخصوص الموقف من التواجد الإيراني وميليشياتها في سوريا، إلا أنه لم يصدر أي موقف أو تصريح من نظام الأسد الذي بدا واضحًا أنه اتخذ “وضعية المزهرية” كما يرى محللون، وبعدهم من ذهب إلى أبعد من ذلك معتبرين أنه لم يعد للأسد أي دور في ابداء الرأي من عدمه كون القرار السيادي بيد الروس.

 

وفي هذا الجانب يقول المحلل السياسي “سامر خليوي” لـ SY24: “أعتقد ان القمة ناقشت عدة مواضيع منها ما هو معلن حول دعوة روسيا لإخراج إيران من سوريا مقابل اعادة تأهيل الأسد وتأمين أمن اسرائيل ومنها ما لم يعلن عنه”.

 

وتابع: “أمّا بالنسبة للأسد فلم يطلب منه شيء لأنه ليس بصاحب قرار وإنما طُلب من روسيا، وبهذا الصدد فقد أعلن نظام الأسد بأكثر من مناسبة رفضه خروج إيران من سوريا لأن ذلك سيؤدي لنهايته إضافة لكونه غير قادر على طرد إيران من سوريا التي استثمرت كثيرا بسوريا بعدة مجالات وبمناطق متعددة”.

 

ويرى “خليوي” أن روسيا تلجأ للمساومة مستخدمة ورقة إيران للضغط بهدف كسب مزيد من الأوراق الأخرى الرابحة، مبينًا أن روسيا أعلنت أنها بحاجة لإيران وبالتالي فهي تحاول أن تساوم الولايات المتحدة من خلال اسرائيل حول الوجود الإيراني وأيضا حول مستقبل سوريا، لأنها تعلم أن الطريق إلى أمريكا يمر عبر اسرائيل، ومن هنا تحاول روسيا أن ترضي وتلبي مصالح اسرائيل كي تؤمن اسرائيل مصالح روسيا لدى أمريكا، حسب اعتقاده.

 

إيران ورقة استثمار بيد روسيا

مصادر إعلامية أخرى ومنها موقع “عرب 48” الذي نقل عن محللين سياسيين واستراتيجيين قولهم: إن القمة خرجت بثلاث نقاط اتفاق، هي: مستقبل سورية يتحدد من خلال تفاهمات أميركية روسية، وأن سورية لن تكون قاعدة لتهديد جاراتها، وآخرها أن استقرار روسيا يتعلق بإخراج القوات الإيرانية.

 

المحلل السياسي “حسن النيفي” يرى أن اجتماع القدس ركز بشكل رئيسي على موضوع إيران وقال: إن الجانبان الأمريكي والاسرائيلي كانا خلال الاجتماع يحاولان الضغط على روسيا من أجل الاصطفاف إلى جانبهما والخروج ببرنامج موحد حول ابعاد إيران عن الأرض السورية.

 

ولفت الانتباه في سياق حديثه لسوريا 24، إلى أن روسيا لا يمكن أن تفرط بالورقة الإيرانية، وأن وجود إيران في سوريا هو ورقة تستثمرها روسيا على الرغم من تناقض المصالح بين الطرفين، وهي تعتبر إيران دولة اقليمية في الشرق الأوسط وهذه الدولة يجب أن تبقى على علاقات جيدة معه.

 

واعتبر أن ما يدور الحديث عنه حول توافق أمريكي روسي على ابعاد إيران من الأرض السورية، فهذا الأمر لم يتم الاتفاق عليه، على حد تعبيره.

 

وأضاف “نيفي”، أن روسيا تدفع باتجاه الحفاظ على نظام بشار الأسد بالدرجة الأولى، ثم أنها لا تريد أن تصطف في حلف معادٍ لإيران أو يحارب إيران مالم تحصل على ما تريد، مؤكدًا أن أقصى ما يمكن أن يدفع إليه الروس الان هو الاعتراف الشكلي بتشكيل اللجنة الدستورية وهذا أيضا ما يدفع إليه الأمريكان.

 

ويرى “النيفي” في هذا السياق، أن هذا الطريق يعطي المزيد من الفرص للروس كي يماطلوا وبالتالي يتيح لها تحقيق مكاسب أخرى على الأرض.

 

تصريحات إيرانية استبقت القمة الثلاثية

وفي حين كان صمت نظام الأسد ملحوظًا فيما يخص مسألة مناقشة الوجود الإيراني في سوريا خلال قمة القدس الأمنية الثلاثية، إلا أن موقف الإيرانيين كان مغايرًا لموقف الأسد.

 

فبحسب مصادر إعلامية، رفض الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى في إيران “على شمخاني” اعتبار الوجود الإيراني في سوريا محور بحث، زاعمًا أنه لا يمكن لأحد اجبار إيران على الانسحاب، في محاولة لاستباق ما سيجري في الاجتماع الثلاثي.

 

أمّا المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية “أبو الفضل صالحي نيا” فاستبق الاجتماع الثلاثي بنشره تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد تحت عنوان ” قراءة في العلاقات الإيرانية السورية من منظور جديد”.

 

وزَعمَ “صالحي نيا”: أن “إيران لم تقف هذه المواقف الأخوية الرائعة إلى جانب شقيقتها سورية بسبب تعرُّض بعض مصالحها المادية والوطنية للخطر في سورية، بل أقدمت على ما أقدمت عليه بدافع مبدئي وأخلاق، ولم تفكر على الإطلاق قبل شروعها بالمساعدة بما ستحصل عليه من غنائم وأرباح مادية، بل قدّمت ما قدَّمته بدافع أخوي من دون قيد أو شرط.

 

وتابع على حد زعمه: أنه يخطئ كل من يسعى إلى أن يحلل مرحلة بعد الانتصار العسكري في سورية من منظور النظريات الغربية السائدة بالبحث عن مصالح إيران المادية في سورية، وعبثاً يبدي قلقه حول مزاعم مصادرة القرار الوطني أو استقلال البلد السياسي أو حول مستقبل البلد، في ظل تنافس إيراني روسي مزعوم للحصول على أكبر قدر ممكن من العقود والصفقات الاقتصادية والتجارية.

 

وتعليقًا على ما تحدث به المسؤولين الإيرانيين قبيل اجتماع القمة الثلاثي، قال المحلل السياسي الإيراني “علي رزّاي” لسوريا 24: الحقيقة هي أن النظام الإيراني يمشي على ركيزتين رئيسيتين هما القمع الداخلي، وتصدير الأزمة والإرهاب مثلما يفعل في سوريا اليوم، وبالتالي فيحين يتم قطع التدخل الإيراني في سوريا سيكون بداية نهاية النظام في إيران، وهذا ما قال قادة النظام في أكثر من مناسبة.

 

وفيما يتعلق بصمت نظام الأسد إزاء القمة الثلاثية التي أجمعت على طرد إيران من سوريا قال “رزّاي”: بشار الأسد لا يمكنه أن يتكلم بأي شيء يخالف روسيا، وبالتالي يمكن وصفه بأنه “ذيل” لروسيا ومثله لإيران.

 

الكبار لا يتقاسمون الكعكة مع الصغار

فيما كان للباحث في الشأن الإيراني “محمد المذحجي” رأي آخر، إذ اعتبر في حديثه لسوريا 24، أن كلام المستشار الثقافي الإيراني في سوريا من الممكن أن يقرأ على النحو التالي: نحن لدينا مطامع في سوريا، لكنه بسبب الوفاق الروسي الأمريكي حول صفقة القرن وتقسيم “حوزات” النفوذ في سوريا، لم يبقى لنا أملا في أن نحقق مطامعنا في سوريا.

 

وتابع بالقول: هناك قاعدة ثابتة، إذا دخل الكبار من الباب، خرج الصغار من الشباك، فالكبار لا يتقاسمون الكعكة مع الصغار، وبالتالي فإن تصريحات المسولين الإيرانيين ما هي إلا محاولة يائسة من إيران لاستمالة النظام السوري، وطبعًا دمشق ليست غبية أن تبقى مع إيران في هذه الظروف.