Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

عين إيران على ميناء اللاذقية.. لربط طهران بالمتوسط

العربية نت – sy24

كثر الحديث خلال العقد أو العقدين الأخيرين، خاصة بعد الغزو الأميركي للعراق، عما أطلق عليه بـ “الهلال الشيعي”، الذي يمتد من طهران مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان وشواطئ المتوسط.

وهذا الأمر يثير مخاوف من مساعٍ وخطط إيرانية للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط عبر حلفاء طهران والجماعات الموالية لها.

ازدادت هذه المخاوف بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 وتدخل إيران المباشر في الشأن السوري ووقوفها إلى جانب النظام بتقديم الدعم المالي واللوجيستي والعسكري له.

ويرى مراقبون أن النظام الإيراني يسعى من خلال بسط هيمنته على سوريا، وتكريس نفوذه في العراق، إلى تحقيق هدفه في التمدد في المنطقة عبر فتح ممر (كوريدور) بري بامتداد جغرافي متواصل يربط طهران بسواحل شرق البحر المتوسط.

ويمثل الساحل السوري على ضفاف المتوسط، وبالتحديد ميناء اللاذقية الاستراتيجي، منفذاً بحرياً هاماً بالنسبة لطهران، التي تطمح إلى الوصول إلى المياه الدافئة، كبديل لموانئها في الخليج العربي، لنقل السلاح والعتاد وكذلك السلع والبضائع التجارية.

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “تايمز” البريطانية تقريراً تحت عنوان “طهران تنظر إلى ميناء اللاذقية كمدخل للبحر المتوسط” تحدثت فيه عن طموحات إيران في السيطرة على أهم مرفأ تجاري في سوريا.

وتحدث التقرير عن احتمال نقل إدارة ميناء الحاويات في اللاذقية لإدارة إيرانية بداية تشرين الأول/أكتوبر المقبل، موضحاً أن هذا يعني “منح إيران القدرة على الوصول إلى الميناء، الذي يحتوي على 23 مستودعا، دون معوقات”.

وتقول الصحيفة إن “الشركات التابعة للحرس الثوري الإيراني بدأت بالفعل بنقل البضائع عبر الميناء، ما يشير إلى أن طهران قد تستخدمه كمعبر لنقل السلاح”.

ويفيد التقرير بأن الميناء سيكون حلقة الوصل بين البحر المتوسط والطريق البري فيما يعرف بـ”الهلال الشيعي” الممتد من إيران عبر العراق وسوريا.

وتوضح الصحيفة أنه لو حصلت إيران على عقد لإدارة الميناء، سيكون ورقة قوة لها، كما سيكون بمثابة التعويض لما قدمته من “خدمات للنظام السوري” في الحرب الدائرة هناك منذ 8 سنوات.

إلا أن ديفيد باتر، من “معهد تشاثام هاوس” ومقره لندن، يرى أن احتمال فرض مزيد من العقوبات الأميركية على ميناء اللاذقية، لو حصلت إيران على عقد إدارته، قد يمنع دمشق من توقيع العقد، إذ يعتبر الميناء مصدر دخل رئيسي لدمشق.

ويقول تقرير “تاميز” إنه على المستوى الإقليمي، تحاول طهران استثمار النزاعين السوري والعراقي “كورقة نفوذ لتقوية موقفها التجاري”.

كما يشير إلى مشروع بناء خط السكك الحديدية بين منطقة “الشلامجة” (غرب مدينة المحمرة)، إلى البصرة جنوب العراق، امتدادا إلى اللاذقية، والذي أعلنت إيران البدء به في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المنصرم.