Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

قصة تقشعّر لها الأبدان.. عن “إجرام الأسد الأب والابن”

خاص – SY24

كتب الصحفي والشاعر السوري “نور الدين الإسماعيل” الذي ينحدر من مدينة كفرنبل في ريف إدلب، قصةً مؤثرة، تروي ما شهده من “إجرام النظام السوري” بدءً من الأسد الأب وصولاً إلى بشار الابن.

وكتب الإسماعيل، منشوراً مطولاً على صفحته الشخصية في موقع “فيسبوك” بحسب ما رصد موقع SY24 التالي:
في صيف 1992 وأنا في طريقي إلى اللعب، أوقفتني امرأة عجوز من كفرنبل تقف امرأة غريبة بجانبها، معها طفل أشقر الشعر، يرتدي كلابية. قالت العجوز للمرأة هذا ابنهم. ثم التفتت نحوي وطلبت مني أن أصحب المرأة إلى منزلنا.

بفضولي الطفولي حاولت أن أعرف هذه المرأة الريفية الغريبة التي تحمل في يدها أكياساً من الخضار والفواكه المنزلية، ويبدو عليها ملامح التعب والشقاء، لكن لم أستطع معرفة شيء عنها.

وصلنا إلى المنزل وكانت أمي منهمكة في شطف البرندة، حاولت أن ألفت انتباه أمي فناديتها لكنها أجابتني دون أن تلتفت، أعدت الكرة فنظرت نحونا، لحظات قليلة سقطت المكنسة من يدها، تقدمت نحو المرأة الغريبة فتعانقتا بحرارة، ثم أجهشتا في البكاء معاً، بكاء لم أعرف سببه بعد. دخلنا إلى المنزل، لم تستطع أي منهما الحديث، فكلما حاولت إحداهما المبادرة بالحديث أجهشت في البكاء.

عرفت أن تلك المرأة كانت زوجة الشهيد الرائد بكور سلامة من الدير الشرقي، صديق والدي وزميله والذي تم إعدامه معه في حقل الرمي بعرطوز في 1980 بتهمة الانتساب إلى حزب الإخوان المسلمين، وهما أيضاً كانتا صديقتين حميمتين.
بعد استشهاد زوجها عادت “مريم” إلى قريتهم لتعمل في الحقول وتطعم أطفالها الذين لم يكن لديهم مورد يعيشون منه. فنظام الأسد أوقف راتب والدهم كما فعل معنا. ولم يتعرف عليهم الإخوان المسلمون يوماً من الأيام، كما فعلوا معنا بالضبط أيضاً.

بعد انطلاق الثورة وَصَلنا نبأ مقتل طفلها الأشقر ذي الكلابية والذي أمسى شاباً وأباً لأطفال، على يد قطاع الطريق بعد أن سلبوا ما بحوزته من مال كان حصل عليه بعد بيع كمية من زيت الزيتون خارج القرية.

اليوم أخبرني صديق بأنها استشهدت هي وابنها أحمد يوم الاثنين الفائت بقصف لطائرة حربية تابعة لنظام الأسد استهدفت سوقاً شعبياً في معرة النعمان.
الحاجة مريم، الشهيدة، وزوجة الشهيد، وأم الشهيدين. إلى رحمة الله.

الجدير بالذكر أن النظام السوري ارتكب مجزرة مروعة يوم الاثنين 2 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، في مدينة معرة النعمان بريف إدلب، راح ضحيتها 13 قتيلاً وعشرات الجرحى، جراء قصف سوق الهال (سوق الخضار) بعدة غارات جوية، وكان من بين الضحايا، “مريم وابنها أحمد” بطلا قصة “نور الدين الإسماعيل”.

الشاعر والصحفي “نور الدين الإسماعيل” يعمل مديراً لموقع وصفحة “بوابة إدلب” وهي شبكة تغطي الأخبار المحلية لمحافظة إدلب، وسجّل منشور “الإسماعيل” تفاعل أكثر من 400 شخص على قصته.

 

الصحفي والشاعر نور الدين الإسماعيل