Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

للتغطية على الأزمات.. الأسد يُهاجم التجار ويصفهم بـ “اللصوص”!

خاص - SY24

شنّ رأس النظام السوري “بشار الأسد”، هجوما كاسحا على التجار في مناطق سيطرته، واصفا إياهم بـ “اللصوص”، الأمر الذي رأى فيه مراقبون أنها خطوة استباقية لامتصاص الاحتقان الشعبي جراء الأزمات الاقتصادية والطبية والمعيشية التي يقف هو وحكومته خلفها.

وتوقعت عدة مصادر سورية معارضة متطابقة في حديثها لمنصة SY24، أن أول شيء سيعمل عليه “الأسد” بعد فترة الحجر الصحي المزعومة التي قضاها بسبب إصابته وزوجته بفيروس كورونا، هو الخروج وعقد اجتماع مطول حول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية.

وأمس الثلاثاء، عقد “الأسد” جلسة مع الوزراء في حكومته، وبدأ بشن الهجوم وإطلاق التهديدات المبطنة للتجار ورؤوس الأموال، محمّلا في ذات الوقت الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وانهيار الليرة للتجار.

وادعى “الأسد” أن “ارتفاع سعر الصرف صباحا لا يبرر ارتفاع الأسعار مساءً، هذه نقطة أساسية لا يمكن تبريرها ولا يمكن القبول بها، ارتفاع سعر الصرف كان غير منطقي وانخفاضه كان غير منطقي”.

وأضاف زاعما أن ” كل تاجر يستفيد بهذه الفترة الزمنية القصيرة هو لص، تبرير ارتفاع الأسعار على فترة زمنية طويلة محددة قد تكون أسابيع أو تكون أشهر، ممكن، ولكن بالساعات لا يمكن أن نبرر أي ارتفاع بالأسعار”.

وتابع “هذه نقطة أساسية لا يمكن تبريرها ولا يمكن القبول بها.. وهذه اللصوصية يجب التعامل معها بشكل حازم.. ولا بد أن تتدخل وزارة التجارة الداخلية بقوة وأن تسرع في إصدار قانون جديد يتضمن عقوبات رادعة”.

وزعم أنه “يجب توعية المواطنين على أن ما يحصل الآن بالنسبة لسعر الصرف أنه لا يقل أهمية عن المعركة العسكرية لاستقرار البلد …. ويجب أن نتعامل معه كمعركة، و إذا لم يقف المواطن مع مؤسسات الدولة في هذه الحرب فسوف تخسر المؤسسات مهما قمنا من إجراءات”.

وأضاف أيضا أنه ” أنه لا يمكن أن نمنع الفساد والفوضى والخلل الموجود في موضوع توزيع الموارد التي تصل للمواطنين مباشرة من دون أتمتة كل شيء.. أتمتة الخدمات.. أتمتة التوزيع.. وفي الإطار نفسه يأتي الدفع الإلكتروني كواحدة من الخدمات الإلكترونية التي تخفف الأعباء عن المواطنين.. التي تكافح الفساد.. وكل هذه المواضيع هناك فرق تعمل عليها الآن مع الوزارات المعنية ولا بد من دعم هذه الفرق من أجل تحقيق الإنجازات وتطبيق هذه الخدمات في أسرع زمن ممكن”.

وتعليقا على ذلك قال خبير دراسات بلاد الشام في مركز “أورسام” بالعاصمة التركية أنقرة الدكتور “سمير العبد الله” لـ SY24، “في البداية هناك شك كبير بأنه بشار الأسد قد أصيب أساساً هو وزوجته، ولم يتم تأكيد تلك الأخبار من مصادر موثوقة، وغالبا لم يكن مصاب، بل أراد الأختباء عن الأنظار لفترة”.

وأضاف أن اختفاء الأسد يأتي في “ظل تزايد الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرته نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية، ومطالبة الناس بخروج الرئيس على الإعلام وشرحه الوضع لهم، وبما أنه ليس لديه شيء جديد يقدمه، خرجوا بهذا الخبر، وفي نفس الوقت يكسب تعاطف من الناس بأنه مريض هو وزوجته، هذا على المستوى الداخلي”.

ويتزامن خروج رأس النظام “بشار الأسد” إلى دائرة الضوء من جديد بعد حجة كورونا، مع قرب الانتخابات الرئاسية التي ينوي المشاركة فيها، حسب مراقبين، والذين أشاروا أن “الأسد” يحاول كسب الوقت ويحاول تهدئة الشارع وحاضنته بشكل خاص لكسبهم إلى جانبه في هذه الفترة.

وفي هذا الصدد قال “العبد الله”، إن “النظام وعلى المستوى الخارجي فهو يريد كسب بعض الوقت، وعدم القيام بأي لقاءات سياسية مع المبعوث الدولي أو الروس، والذين من المحتمل أن يضغطوا لتأجيل الانتخابات التي يرغب بإجرائها”.

وأضاف “غالبا سيعود بعد ذلك وبواصل أعماله، والموقف حالياً بيد الروس هل سيضغطون لتأجيل تلك الانتخابات، أم سيوافقون عليها، وخاصة أن لافروف فشل في إقناع الدول العربية في إعادة تأهيل الأسد والاعتراف به، فالكلمة حاليا بيد الروس أكثر من يد بشار”.

وتتصدر أخبار انهيار الليرة السورية مقابل الدولار، واجهة الأحداث في مناطق سيطرة النظام، إضافة للأزمات المتعلقة بتوفير الوقود ومادة الخبز، يضاف إليها أيضا تفشي فيروس كورونا وعجز المشافي عن استيعاب المرضى والاضطرار إلى نقلهم إلى محافظات أخرى، وغيرها الكثير من الأزمات.