Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مخلفات الحرب تفتك بالمدنيين شرقي سوريا

خاص - SY24

على الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على إعلان التحالف الدولي بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” القضاء بشكل رسمي على وجود تنظيم “داعش” في مناطق شمال شرق سوريا، بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين في المنطقة، غير أن آثار ومخلفات هذه المعارك مازالت تشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين، وخصوصاً في ريف ديرالزور الشرقي.

مخلفات الحرب التي تركها تنظيم “داعش” خلفه بعد انسحابه من قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، تتمثل بعدد كبير من العبوات الناسفة والألغام والصواعق التي لم تنفجر وبقيت مدفونة بالقرب من منازل المدنيين، وفي الحقول الزراعية وعلى أطراف الطرق الرئيسية، بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من القذائف والصواريخ التي تعود للتحالف الدولي و”قوات سوريا الديمقراطية”، والتي استقرت بالقرب من منازل المدنيين وفي الأراضي الزراعية ولم تنفجر.

وذكرت مصادر طبية في ريف ديرالزور الشرقي، أنها استقبلت خلال السنوات الثلاث الماضية، أكثر من 300 شخص مصاب جراء انفجار الألغام الأرضية من مخلفات الحرب في ريف ديرالزور الشرقي، وخصوصاً في المنطقة الواقعة بين منطقة “الشعيطات” وبلدة “الباغوز”، آخر معاقل التنظيم بالقرب من الحدود السورية العراقية.

وأوضحت المصادر ذاتها أن “الأطفال ممن هم دون سن 14، هم الأكثر عرضةً لخطر الموت أو الإصابة بمخلفات الحرب المنتشرة قرب منازلهم، نتيجة قيامهم باللعب بها ومحاولة تحريكها، مما تسبب بفقدان عدد كبير منهم أطرافهم السفلية أو العلوية وإصابتهم بعاهات دائمة.

أهالي ريف ديرالزور طالبوا “قوات سوريا الديمقراطية” بالعمل بشكل أسرع على إزالة مخلفات الحرب والألغام التي لم تنفجر، والتي تشكل خطراً جسيماً على حياة المدنيين، وأيضاً على حياة الحيوانات، بسبب انتشارها بين في الأراضي الزراعية وأماكن لعب الأطفال.

“سلمان الأحمد” أحد سكان مدينة “هجين” بريف ديرالزور الشرقي، أكد أن “كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة تنتشر داخل الأراضي الزراعية وعلى أطراف السرير النهري، والتي تسببت بمقتل وإصابة عدد كبير من أبناء المنطقة”.

وقال في حديث خاص لمنصة SY24، إن “تنظيم داعش تعمد قبل انسحابه من البلدة تفخيخ كل شيء داخل المنازل وخارجها، مما دفعنا للاستعانة بـأقربائنا العاملين في صفوف الجيش الحر سابقاً لإزالة هذه الألغام، بسبب عدم قيام قوات قسد بإزالتها”.

وأضاف أن “أنواع هذه المخلفات تختلف، فهناك العبوات الناسفة والألغام وهي التي تشكل خطراً على المواطنين لأنها معدة للانفجار بمجرد لمسها، في حين يبقى الحظ هو العامل المساعد لانفجار بقية المخلفات من قنابل وقذائف وصواريخ غير منفجرة تعود لتنظيم داعش وقوات التحالف الدولي وقسد”.

وفي سياق متصل، قتل طفلان وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بالقرب من منزلهم في بلدة “البحرة” بريف ديرالزور الشرقي،  وذلك أثناء لعبهم بالقرب منه، مما أثار حالة من الغضب لدى الأهالي الذين حملوا “قسد مسؤولية الحادثة”.

وفي وقت سابق من شهر آب/أغسطس الماضي، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية”، تعليق عمل “فرقة الهندسة” التابعة لها، والمتخصصة بعمليات تفكيك وإزالة الألغام في ريف ديرالزور الشرقي، وذلك بحجة “إيقاف الدعم المقدم لها من قبل قوات التحالف الدولي”.