Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مماطلة أمريكية وإصرار تركي.. خلافات حول المنطقة الآمنة شمال سوريا

وكالات - SY24

قالت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية إن مناطق الشمال السوري تشهد حشداً عسكرياً بعد فشل المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين تركيا حول المنطقة الآمنة التي تم الحديث عنها مؤخراً.

وما أن انتهت المحادثات الأخيرة للوفد الأميركي برئاسة السفير جيمس جيفري مع المسؤولين الأتراك في أنقرة قبل أيام، إلى الفشل حتى ذهب كل طرف إلى الميدان بحشد قواته وفصائل موالية له على خطوط التماس، وفقاً للصحيفة. 

وأفادت الصحيفة بأن الجولة الأخيرة من المحادثات كشفت كبر الفجوة بين موقفي واشنطن وحلفائها من جهة، وأنقرة من جهة أخرى، حول عمق المنطقة الآمنة ومصير وحدات الحماية الكردية فيها وسلاحها الثقيل، إضافة إلى السيطرة على المنطقة وإدارتها. لكن الخلاف بين الطرفين كان أقل حدة بالنسبة لما تبقى من خارطة منبج.

وأوضحت الصحيفة أن أنقرة تطالب بأن يكون عمق المنطقة 20 ميلاً وتمتد على طول الحدود من جرابلس إلى فش خابور قرب حدود العراق، فيما أبدت واشنطن استعدادها لمنطقة بعمق خمسة كيلومترات وليس على طول الحدود.

وبين التهديد التركي والمماطلة الأمريكية لا يزال ملف المنطقة ضبابيًا، إذ لا يعرف بعد الطرف الذي يحاول أن يديرها ويشرف عليها ويتحكم بها.

وشهد الأسبوع الماضي تحركا أمريكيا في المنطقة إذ أرسلت واشنطن قائد المنطقة الوسطى للقيادة المركزية للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، كينيث ماكينزي، إلى مناطق شرقي سوريا.

والتقى المسؤول الأمريكية قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي (كوباني)، الذي أكد أن اللقاء تمحور حول الأوضاع والتوتر الحالي على الحدود المشتركة مع تركيا وكيفية إيجاد حل، إضافة إلى التنسيق المشترك لحل المسائل العالقة فيما يخص إنهاء خطر تنظيم “الدولة” في المنطقة.

وتزامن ذلك مع وصول وفد أمريكي إلى تركيا، بهدف إطلاعها على المقترحات الأمريكية حول المنطقة، برئاسة مبعوثها الخاص لسوريا، جيمس جيفري، مع وفد عسكري، في 22 و23 من تموز الحالي.

وحول مصير وحدات الحماية الكردية بالمنطقة الآمنة، تطالب أنقرة بإخراجها من المنطقة مع جميع السلاح الثقيل الذي قدمه التحالف الدولي، أما واشنطن فتوافق على إبعاد عناصر الوحدات وأنواع محددة من السلاح الثقيل.

من جهته هدد وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، خلال مباحثات مع الوفد الأمريكي، بتحرك تركيا شرق الفرات في حال المماطلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكي. 

وبحسب وكالة “الأناضول” التركية، فإن آكار أبلغ خلال الاجتماع الوفد الأمريكي بآراء ومقترحات تركيا، قائلًا، “في جميع لقاءاتنا قدمنا مقترحاتنا للوفد الأمريكي وننتظر منهم بحثها والرد عليها في أسرع وقت”.

وأكد آكار للوفد الأمريكي أن تركيا لم تعد تتحمل أي مماطلة، مهددًا بأن أنقرة سوف تبادر بالتحرك إذا لزم الأمر، معتبرًا أنه يجب التوصل إلى تفاهم مع واشنطن بشأن المنطقة الآمنة في أقرب وقت، لأن “صبر تركيا نفد”.

وفيما يخص منبج، فتبدو الخلافات إزاء تطبيق ما تبقى من خريطتها أقل عمقاً. وتشدد أنقرة على ضرورة إخراج ألف عنصر من الوحدات الكردية إلى شرق الفرات وتشكيل مجلس مدني جديد بدل المجلس الحالي وتسيير دوريات مشتركة عبر حدود التماس، فيما تقول واشنطن إن عناصر “الوحدات” خرجوا من منبج وإن الموجودين هم مقاتلون محليون وإن المجلس المحلي منتخب ويمثل أهالي المنطقة.